تحذير أميركي لمحمد بن سلمان من مصير مبارك.. فورين بوليسي: اتفاق دبلوماسي «محتمل» يشوه علاقات واشنطن والرياض
كشف تقرير أميركي أن واشنطن تسعى للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يمكن أن يشوه علاقتها مع الرياض بشدة، معتبرة أن ربط اتفاق دفاعي مشترك مع المملكة العربية السعودية بالتطبيع مع مصر قد يقود السعودية ورجلها القوي محمد بن سلمان إلى مصير نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
وتساءلت صحيفة فورين بوليسي قائلة: «هل ستعلن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية عن اتفاقية الدفاع الكبيرة بالإضافة إلى الصفقة التي يعمل عليها المسؤولون في كلا البلدين منذ منتصف عام 2023 على الأقل؟».
وفي الأسبوع الماضي، كشفت سبعة مصادر مطلعة إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والسعودية تعملان على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن ضمانات أمنية أميركية ومساعدة في المجال النووي للأغراض المدنية.
وتحدد مسودة للعمل المبادئ والمقترحات التي تهدف إلى إعادة الجهود التي تقودها الولايات المتحدة بشأن المنطقة المضطربة إلى نصابها بعدما انفرط عقد الأمور إثر اندلاع الحرب في غزة، وفقا لمصدرين اطلعا على المسودة.
وقال خمسة من المصادر إن المفاوضين الأميركيين والسعوديين يعطون في الوقت الراهن الأولوية لمعاهدة أمنية ثنائية يمكن أن تكون بعد ذلك جزءا من حزمة أوسع يجري عرضها على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سيتعين عليه أن يقرر ما إذا كان سيقدم تنازلات لضمان التوصل لعلاقات تاريخية مع الرياض.
لكن صحيفة «فورين بوليسي» نصحت «المسؤولين في واشنطن والرياض باستبعاد الاحتلال الإسرائيلي من الصفقة حتى لا يكون لذلك أي انعكاسات سلبية على العلاقات الثنائية بين البلدين كما هو حاصل مع مصر».
ورجح التقرير الأميركي أن «تفرض العلاقات الإسرائيلية السعودية نفسها على العلاقة الثنائية بين واشنطن والرياض، في حال كان التزام الولايات المتحدة تجاه السعودية مشروطا بالتطبيع مع إسرائيل».
وضربت الصحيفة الأميركية مثالا بما «جرى مع مصر خلال السنوات الاخيرة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، إذ تسبب (المنطق الثلاثي) للعلاقات بين الولايات المتحدة ومصر والاحتلال الإسرائيلي في تأثير سلبي ومدمر للنظام المصري».ونوهت إلى أن معارضي مبارك اتهموا واشنطن بتحويل مصر لقوة من الدرجة الثانية في المنطقة بسبب الاحتلال الإسرائيلي».
أنفاق مصر
واعادت «فوربن بوليسي» التذكير بان «القاهرة تعرضت للانتقادات عندما جرى اكتشاف أنفاق للتهريب من مصر إلى قطاع غزة لأول مرة في عام 2007»، موضحة أن «إسرائيل استغلت الأمر وأشركت واشنطن فيه، مما تسبب بغضب لدى المسؤولين المصريين الذين كانوا يفضلون التعامل معه كمسألة ثنائية، خوفا من تعرض المساعدة العسكرية التي تقدمها واشنطن القاهرة للخطر».
ولفتت إلى أنه «ليس بالضرورة أن تكون المشاكل المستقبلية بين إسرائيل والسعودية أمنية كتلك التي حصلت مع مصر لأن البلدين لا تتشاطران حدودا برية. لكنها رجحت أن تكون هذه المشكلات «سياسية».
واوصى التقرير الأميركي «إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إبرام اتفاقية دفاع مع السعودية بشكل منفصل عن مسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي».