خليجيون| كيف استقبل الشارع الكويتي حل مجلس الأمة؟

خليجيون| كيف استقبل الشارع الكويتي حل مجلس الأمة؟
أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح(أرشيفية)
الكويت: «خليجيون»

تباينت ردود الفعل الكويتية على أمر أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح - في خطاب نقله التلفزيون - أمس الجمعة بحل البرلمان وتعليق العمل ببعض مواد الدستور لمدة لا تزيد عن أربع سنوات، في حين يرى متابعون للشأن الكويتي أن البلاد تعاني من أزمة سياسية تدور حول حلقة مفرغة.

ونشرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) مضمون أمرا أميريا من 5 مواد، إذ جاء في المادة الأولى حل مجلس الأمة وفي الثانية توقيف العمل ببعض مواد الدستور لمدة لا تزيد عن 4 سنوات «يتم من خلالها دراسة الممارسة الديمقراطية في البلاد وعرض ما تتوصل إليه الدراسة علينا لاتخاذ ما نراه مناسبا» وفقا لأمير البلاد.

المرة الثانية في عهد مشعل

وتعيش الكويت أزمات متتالية منذ سنوات بسبب الخلافات المستمرة والصراعات بين الحكومات التي يعينها الأمير والبرلمانات المنتخبة انتخابا مباشرا، الأمر الذي أعاق جهود الإصلاح الاقتصادي وعطل كثيرا المشاريع التنموية التي تحتاجها البلاد.وانتخبت الكويت برلمانا جديدا في الرابع من أبريل ليصبح الرابع منذ ديسمبر 2020، وبعدها بيومين استقالت حكومة الشيخ محمد صباح السالم الصباح كخطوة إجرائية بعد الانتخابات.

وأسفرت الانتخابات عن تغيير محدود تمثل في دخول 11 نائبا جديدا من أصل 50 عضوا منتخبا في البرلمان، مما يشير إلى احتمال استمرار حالة الجمود السياسي بعد أول انتخابات في عهد أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الصباح. وبعد الانتخابات، اعتذر الشيخ محمد صباح السالم الصباح عن تشكيل الحكومة الجديدة الأمر الذي أربك المشهد السياسي في ظل عزوف شخصيات أخرى من أسرة الصباح الحاكمة عن تولي المنصب، طبقا لوسائل إعلام محلية.

ثم عين أمير الكويت الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح رئيسا جديدا لمجلس الوزراء في 15 أبريل نيسان وطلب منه تشكيل الحكومة الجديدة، لكنه لم يتمكن من تشكيلها حتى الآن.

وفي الثامن من أبريل صدر مرسوم أميري بتأجيل اجتماع مجلس الأمة إلى 14 مايو بدلا من 17 أبريل، مستندا للمادة 106 من الدستور التي تجيز للأمير تأجيل اجتماعات البرلمان لمدة لا تتجاوز شهرا، في تكرار لسيناريو مشابه لما حدث في 2022.

وكتب أستاذ التاريخ المساعد في جامعة الكويت بدر السيف في منشور على منصّة «إكس» أن الأمير اتخذ «خطوة تاريخية» مشيرًا إلى أن المرتين الأخيرتين اللتين شهدت فيهما الكويت مثل هذه الأحداث كانتا في عامَي 1976 و1986.

حلقه مفرغة

ويرى الدبلوماسي المصري رخا أحمد حسن، أن الكويت تعاني من غياب ثقة بين أركان الحكم سواء القصر الأميري أو الحكومة أو مجلس الأمة، وهو ما دفع الحياة السياسية في البلاد إلى الدوران حول حلقة مفرغة.

ويقول رخا في تصريح إلى «خليجيون» إن صدور قرار حل مجلس الأمة مرتين خلال شهرين مؤشر خطير على الحياة الديمقراطية في هذا البلد خاصة مع غياب وعي العديد من النواب في شؤؤن واجبات العملية النيابية.

احتفالات شعبية

وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر احتفالات شعبية بالمرسوم الأميري، فيما عبر أكاديميون وسياسيون عن ترحيبهم بقرار الأمير حل البرلمان وتعطيل بعض مواد الدستور 4 سنوات.

وأبدى رئيس منظمة «برلمانيون كويتيون ضد الفساد» صالح الفضالة تأييده لقرارات أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

وحيا صلاح الراشد المتخصص في علم الاجتماع، قرار حل مجلس الأمة، معتبرا أن القبلية والطائفية استحوذا على البرلمان.

حروف من ذهب

كما وصفت أستاذ الأدب بجامعة الكويت الدكتورة هناء السنعوسي خطاب الأمير بأنه «حروف من ذهب». وقالت السنعوسي عبر حسابها بمنصة التواصل الاجتماعي «X»:« خطابك أميرنا الغالي كان حروفاً من ذهب، وقد لامس قلوب أبناء الكويت. قيادة حكيمة لوطننا الحبيب، وخطوة مباركة إن شاء الله. اللهم لك الحمد».

في المقابل، وفي انتقاد لاذع لقرار الأمير، قال النائب البرلماني السابق وليد الطبطيائي، في منشور «عهد ووعد.. سندافع عن حريات الشعب وحقوقه ومكتسباته الدستورية والتي لانقبل المساس بها.»

العقد شريعة المتعاقدين

وبثلاث كلمات فقط انتقد النائب السابق صالح محمد الملا قرارات أمير الكويت، قائلا «العقد شريعة المتعاقدين»

وأعرب السياسي الكويتي محمود شاكر الفيلكاوي، عن رفضه القرار الأميري، وقال «لن نتخلي عن مجلس الأمن وديمقراطيتنا، ولن تحبط عزيمتنا هذه الأحداث».

اقرأ المزيد

الإمارات تؤجل محاكمة تنظيم إخواني.. ما هو «العدل والكرامة»؟

أمير الكويت يوجه خطابا ساميًا إلى شعبه

أهم الأخبار