بين الشمال والجنوب.. خيارات أهالي قطاع غزة «أحلاها مرّ»
بالنسبة لأهالي قطاع غزة، لا فارق الآن بين شمال القطاع وجنوبه.
استيقظ السكان المحاصرون في القطاع الساحلي الضيق الذي تشن عليه إسرائيل حربا شعواء دخلت شهرها الثامن على المزيد من الدعوات يوم السبت لإخلاء مواقعهم باتجاه مناطق نزوح جديدة، مع تهديد الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عمليات عسكرية جديدة في جباليا بشمال القطاع ورفح في جنوبه.
ناصر إبراهيم، الذي نزح من شمال غزة إلى وسط القطاع ثم إلى خان يونس وبعدها إلى رفح، يستعد الآن للنزوح للمرة الرابعة منذ بدء االعدوان في أكتوبر باتجاه منطقة مواصي خان يونس بعد يوم واحد من قرار الحكومة الإسرائيلية توسيع نطاق العملية العسكرية في رفح.
النزوح التالي باتجاه البحر
وقال إبراهيم لوكالة أنباء العالم العربي «بعد نزوح متكرر من جباليا في الشمال إلى مدينة غزة في الوسط ثم إلى خان يونس، الآن نحن في رفح ونستعد للذهاب إلى مواصي خان يونس، وأخشى أن يكون النزوح التالي باتجاه البحر فلم يعد لنا مكان نذهب إليه». وأضاف إبراهيم «كل خياراتنا صعبة، وأحلاها مرّ بكل تفاصيله، لقد مللنا النزوح القسري وفعليا نحن لسنا على قيد الحياة».
ولا يختلف حال ناصر إبراهيم كثيرا عن مئات الآلاف من النازحين في رفح، إلا أن البعض لا يفكر في النزوح مجددا وقرر البقاء في المدينة الواقعة على الحدود المصرية، والتي كانت قبل أيام قليلة الملاذ الآمن الوحيد لحوالي 1.5 مليون فلسطيني احتموا بها من القصف الإسرائيلي الذي سوى غالبية القطاع بالأرض.
ومن بين هؤلاء أيوب مصطفى، الذي يقول إنه ملّ النزوح المتكرر هربا من الموت. وأضاف «كل حياتنا باتت كالموت ولا شيء فيها يشبه الحياة الحقيقية، لن أنزح مجددا وسأبقى هنا، لم يعد هناك من نخشاه في ظل الموت المتكرر والقتل الذي لا يتوقف، ولا نضمن أن يكون النزوح مرة أخرى إلى مواصي خان يونس هو الأخير لنا، بالتالي البقاء هنا قد يكون أرحم من نزوح لا نعرف نهايته».
وفي شمال قطاع غزة الذي تراجعت فيه وتيرة العمليات العسكرية خلال الأسابيع القليلة الماضية، استيقظ السكان صباح اليوم السبت على منشورات ورسائل نصية جديدة من الجيش الإسرائيلي تدعوهم إلى مغادرة منازلهم مع استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستئناف عملياته العدوانية في منطقة جباليا وحي الزيتون. وقال حسان خالد، أحد سكان شمال قطاع غزة، إن أهالي غزة لم يستفيقوا بعد من آثار حصار استمر لعدة أشهر.
رسائل الاحتلال عبر الجوال
وأضاف «اليوم وصلتنا رسائل عبر الهواتف المحمولة تطلب منا الذهاب إلى مراكز النزوح في شمال قطاع غزة وتقول إننا نعيش في مناطق قتال خطرة». وتابع قائلا «نحن نعلم أن الموت لا يفرق في غزة بين مركز نزوح وبيت، فكل المواقع تم قصفها وقتل فيها من قتل سواء مراكز النزوح أو البنايات السكنية».
وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن أكثر من 150 ألفا نزحوا من رفح منذ يوم الاثنين الماضي باتجاه ما أسمته إسرائيل "المنطقة الإنسانية" في مواصي خان يونس. ودعا المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي يوم السبت الفلسطينيين في شرق رفح وشمال غزة لإخلاء مواقعهم. وطالب المتحدث النازحين في شرق رفح بالتحرك إلى منطقة المواصي.
اقرأ المزيد:
غضب إماراتي من نتنياهو بسبب إدارة غزة.. ماذا قالت أبوظبي؟
بعد جورج مبيض.. تيك توكر لبنانية أبرز أعضاء عصابة اغتصاب الأطفال