هيومن رايتس تتهم «الدعم السريع» بارتكاب جرائم حرب.. ماذا حدث في «الجنينة»؟
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير صدر مؤخرا قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية ضد سكان غير عرب في ولاية غرب دارفور السودانية.
من جهتها رحبت وزارة الخارجية السودانية يوم السبت بتقرير المنظمة وقالت في بيان «تثمن وزارة الخارجية ما توصلت إليه منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها الأخير عن غرب دارفور من أن هناك تقاعسا عالميا تجاه الفظائع»، التي ترتكبها قوات الدعم السريع «خاصة جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية والعنف الجنسي واسع النطاق».
تتميز دارفور بتنوعٍ عرقي وثقافي حيث يعيش فيها عدة مجموعات عرقية وعشائرية مختلفة، مما يجعلها عرضةً لاندلاع الصراعات بين هذه المجموعات. تتباين المصالح والمطالب بين الأطراف المتصارعة وتتجلى تلك التناقضات في المعارك المستمرة على السيطرة على الموارد والأرض #الحقوا_الفاشر pic.twitter.com/v7iW6bMoEX
— ALBaHe (@albahe0) May 12, 2024
قتلت الآلاف
وكانت المنظمة قالت في تقرير صدر يوم الخميس إن قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ ما يزيد على عام قتلت الآلاف في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور وتسببت في نزوح مئات الآلاف منذ اندلاع تلك الحرب في أبريل 2023 وحتى نوفمبر من العام نفسه.
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب واسعة النطاق في سياق حملة تطهير عرقي ضد إثنية المساليت وغيرهم من السكان غير العرب في الجنينة وما حولها».
وقالت المنظمة إنها وثقت ما وصفتها بالجرائم بعد قيام قوات الدعم السريع باستهداف أحياء الجنينة التي تسكنها أغلبية من المساليت في هجمات متواصلة بين أبريل نيسان ويونيو 2023.
وأضافت في تقرير مطول أن «الانتهاكات» تصاعدت مرة أخرى في أوائل نوفمبر.
نهب واغتصاب
وأضافت «ارتكب المهاجمون انتهاكات خطيرة أخرى مثل التعذيب والاغتصاب والنهب. فرّ أكثر من نصف مليون لاجئ من غرب دارفور إلى تشاد منذ أبريل/نيسان 2023. حتى أواخر أكتوبر تشرين الأول 2023، كان 75 بالمئة منهم من الجنينة».
وذكرت الوزارة أن تقرير هيومن رايتس ووتش قدم وصفا تفصيليا للأساليب التي تتبعها قوات الدعم السريع منذ شهور «لإخلاء ولاية غرب دارفور من سكانها، مما يرقي للإبادة الجماعية. لذا فإنه من المستغرب أن تصر دوائر غربية وموظفون أمميون على أن يكون معبر ادري-الجنينة، هو نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية للسودان، لا معبر الطينة المتفق عليه».
وأضافت أن الإصرار على دخول المساعدات عبر الجنينة التي أخلتها سيوفر للدعم السريع «سلاحا جديدا ضد المدنيين والنازحين في دارفور الذين سيكونون تحت رحمتها للحصول على احتياجاتهم الإنسانية».
مصادر صحفية: الطيران الحربي التابع للجيش يستهدف مواقع عسكرية لمليشيا الدعم السريع المتمردة في المحور الشرقي لمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور#طيبة #السودان pic.twitter.com/galnmTO2np
— قناة طيبة الفضائية (@TaybaSD) May 12, 2024
معارك بالأسلحة الثقيلة في آخر معاقل الجيش بدارفور
في المقابل أعربت مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة فجر الأحد عن قلقها حيال تقارير عن استخدام أسلحة ثقيلة في القتال الدائر بمدينة الفاشر السودانية.
وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، إن مدنيين جرحى نُقِلوا إلى المستشفيات بينما كان آخرون يحاولون الفرار من القتال في منطقة دارفور.
وكان قد قال مسؤولون، السبت، إن الجيش السوداني وجماعات مسلحة متحالفة معه أحبطوا هجوما شنته قوات الدعم السريع شبه العسكرية وميليشيات عربية على مدينة الفاشر.
كان الهجوم هو الأحدث من قوات الدعم السريع ضد الفاشر حيث لجأ مئات الآلاف من الأشخاص بسبب القتال في أنحاء أخرى من دارفور.
وشهد إقليم دارفور أحد أسوأ فظائع الحرب، إذ سيطرت قوات الدعم السريع على العديد من المدن والبلدات في أنحاء المنطقة. وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير الأسبوع الماضي إن قوات الدعم السريع شنت هجمات تعد حملة تطهير عرقي بحق السكان غير العرب في الإقليم.
كما شنت قوات الدعم وحلفاء مسلحون لها الهجوم على الشطر الشرقي من الفاشر صباح الجمعة واشتبكت مع قوات الجيش وجماعات مسلحة أخرى تدافع عن المدينة، وفقا لما قالته أماني محمد، من السكان. وأضافت أن الجيش والقوات المتحالفة معه أحبطوا الهجوم.
تحشد قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ أكثر من عام صفوفها خلال الشهور الأخيرة للقتال على السيطرة على مدينة الفاشر، آخر مدينة مازال الجيش يسيطر عليها في إقليم دارفور مترامي الأطراف.
قتل الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 14 ألف شخص وأصاب الآلاف وسط أنباء عن عنف جنسي وفظائع أخرى ارتكبت على نطاق واسع وتصفها جماعات حقوقية بأنها ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
اقرأ أيضا: شاهد: الإماراتيون في مهمة افتراضية إلى «الكوكب الأحمر»