تقدم جامعات سعودية في تصنيفات عالمية يثير الشكوك.. لماذا؟

تقدم جامعات سعودية في تصنيفات عالمية يثير الشكوك.. لماذا؟
جامعة سعودية ( الحرة)
القاهرة: «خليجيون»

نجحت جامعات سعودية في حجز مكان لها بين أفضل 300 جامعة في العالم، وأفضل خمس جامعات عربية على مدى سنوات، والملفت أن المملكة حافظت على المركز الأول عربيا، فما السر؟

بنظرة فاحصة في نتائج تصنيف (QS) العالمي للجامعات عام 2024، فإن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، احتلت المرتبة الأولى عربيا، تلتها جامعة الملك سعود في المرتبة الثانية.، بتوسيع المعيار قليلا لأفضل خمس جامعات عربية وفق (QS)، فإن جامعة الملك عبد العزيز احتلت المركز الخامس.

تقدم الجامعات السعودية

وبحسبة بسيطة، جامعات سعودية حجزت ثلاثة مراكز من أصل المراكز الخمسة الأولى في التصنيف العالمي لأفضل جامعات عربية. إذ تمكنت جامعة قطر من حجز المركز الثالث، تلتها الجامعة الأميركية في بيروت، التي جاءت رابعة.، وفق موقع «الحرة».

تصنيف (QS) ليس الوحيد، هناك تصنيفات تتبع مؤسسات عالمية ذات سمعة مرموقة أيضا مثل (Times Higher Education)، التي يشار إليها بالاختصار (THE)، ووفق مؤشرها لأفضل الجامعات العربية، فإن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) احتلت المركز الأول في آخر نتائج صدرت عام 2023.

الملفت أن المملكة تهيمن على الحصة الأكبر من المراكز العشرة الأولى في تصنف (THE) عربيا، حيث حجزت أربع جامعات سعودية مقاعدها في هذه المجموعة، بينما تحتل الإمارات أربعة مراكز، لتحصل قطر ومصر على مركز واحد لكل منهما.

هناك تصنيف شنغهاي أيضا، وهو ذو مصداقية عالية، فقط كشفت نتائجه عام 2023، أن جامعة الملك سعود هي الأولى عربيا (101-150 عالميا)، فهي تحظى باحترام كبير في جميع أنحاء العالم.

ويشير تصنيف شنغهاي إلى أن جامعة الملك سعود هي الأقدم في المملكة، وتخرج منها رواد في الأعمال الوطنية والنخبة السياسية والأكاديمية، بما في ذلك أبناء من العائلة المالكة.

وحققت جامعة الملك سعود بالفعل نتائج ملفتة في تصنيفات مثل "Webometrics" و"ARWU" و"QS" العالمية.

ما السر؟

لا شك أن الحكومة السعودية تستثمر بقوة في قطاع التعليم العالي، إذ تتميز الجامعات السعودية بقدرتها على منح مزايا تنافسية لأعضاء هيئات التدريس، وهو ما يساهم في تشجيع استقطاب الكفاءات العالمية، وهذا يكون له انعكاس واضح على مخرجات التعليم، والمنتج العلمي لكل جامعة.

وانعكس الاستثمار السعودي في قطاع التعليم العالي على نتائج التصنيفات العالمية، إذ أشار تصنيف "QS" في أعوام سابقة إلى قوة نظام التعليم العالي السعودي.

وفي ورقة بحثية حول التصاعد السريع للجامعات السعودية في أنظمة التصنيف الأكاديمي، يشير الباحثان، صخر الهذلي، من جامعة الملك عبد العزيز، وأنور السيد، من جامعة طيبة السعودية، إلى أن حكومة المملكة ترغب في رؤية ثلاث جامعات سعودية، على الأقل، ضمن أفضل 200 جامعة في العالم، قبل عام 2030، مع إعطاء الأولوية لجامعة الملك سعود لتكون ضمن أفضل 50 جامعة.

ويشير الباحثان إلى أنه بالنظر إلى موقع التصنيف الحالي والنهج المتبع، يمكن تحقيق هذا الهدف، كما فعلت بعض الجامعات. على سبيل المثال، جامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك سعود، تم تصنيفهما بالفعل ضمن أفضل 200 جامعة.

لكن الهذلي والسيد يعتقدان أنه لا ينبغي أن يكون التركيز على تصنيف الجامعات هدفا، بل انعكاسا للوضع الحقيقي لهذه الجامعات.

ولا ينبغي أن يكون نظام تصنيف الجامعات وعدد براءات الاختراع هو المقياس الوحيد لتقييم الجامعات السعودية. وينبغي أيضا أخذ معايير معينة بعين الاعتبار لضمان قيام الجامعات بواجباتها الاقتصادية والاجتماعية، وفق البحث.

والخطوة الأكثر أهمية، وفق ما يعتقد الهذلي والسيد، هي إصلاح العقلية الأكاديمية السعودية المشتركة وإجراء البحوث التي تعود بالنفع على الاقتصاد السعودي وكذلك المجتمعات المحلية والدولية.

ويرى الباحثان أن المقياس الحقيقي للمنتج العلمي للجامعات السعودية يجب أن يساهم في التغلب على التحديات البيئية والطبية والتكنولوجية للمساهمة في ظهور مزيد من الصناعات غير النفطية، وبناء سمعة أفضل في مجال الابتكار، وربما زيادة عدد براءات الاختراع والشركات الناشئة المفيدة.

هل هناك تلاعب؟

أثار التقدم المتسارع للمؤسسات التعليمية السعودية، كثيرا من الشكوك. وكشف تقرير بعنوان «لعبة الانتساب لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في السعودية» نشرته (SIRIS Academic)، وهي شركة استشارية أوروبية مقرها في برشلونة، إسبانيا، تلاعب المؤسسات البحثية في السعودية بتصنيفات الجامعات العالمية من خلال تشجيع كبار الباحثين على تغيير انتسابهم في العمل البحثي، أحيانا مقابل المال.

الانتساب في البحوث العلمية (ِAffiliation)، يعني الانتماء إلى منظمة بحثية أو جامعة معينة أثناء إنجاز بحث ما. ففي الحقول العلمية، مصطلح الانتساب يتعلق المنظمة العلمية التي يجري المؤلف البحث تحت مظلتها.

وتتضمن متطلبات كل ورقة علمية تقريبا، تنشر في مجلة علمية رصينة، الكشف عن المنظمة العلمية التي ينتسب إليها الباحث (الانتساب). ومن المهم بشكل خاص توضيحه بشكل صحيح ودقيق للأعمال البحثية المنشورة في المجلات المفهرسة في Scopus/Web of Science.

وكشف التقرير المنشور أن عددا من الباحثين أصحاب الإسهامات البحثية الأكثر استشهادا عالميا خلال العقد الماضي، حولوا انتماءاتهم (انتسابهم) الأساسية إلى جامعات في السعودية.

وأدى هذا «التلاعب» بدوره إلى تعزيز مكانة المؤسسات التعليمية السعودية في تصنيفات الجامعات عالميا، والتي تأخذ في الاعتبار تأثير الاستشهادات للباحثين في المؤسسة العلمية، وفق التقرير.

كيف تُصنف الجامعات؟

في مقال منشور على موقع البنك الدولي، بعنوان "هل التصنيفات العالمية تحكي الحقيقة الكاملة عن الجامعات في العالم العربي؟" يقول الكاتب، سيمون ثاكر، المختص في وحدة التعليم بالبنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن ثلاثة مصادر رئيسية "تهيمن" على تصنيفات الجامعات في العالم، وهي تصنيف شنغهاي، وتايمز للتعليم العالي (THE)، وتصنيف (QS). ولكن هناك كثير غيرها، بما في ذلك مركز جديد، وهو مركز تصنيف الجامعات العالمية (CWUR)، انطلق من جدة وانتقل لدولة الإمارات.

وبدأ مركز (CWUR) كمشروع في مدينة جدة السعودية بهدف تصنيف أفضل 100 جامعة على مستوى العالم، لكنه توسع في عام 2019 ليدرج أفضل 2000 جامعة. ومنذ عام 2016، يقع المقر الرئيسي للمركز في دولة الإمارات العربية المتحدة.

هناك خمس جهات متخصصة في التصنيفات الجامعية، تتمتع بالمصداقية والدقة، رغم أن معايير التصنيف لديها تختلف، فهي نادرا ما تتفق على تصنيف متشابه.

اقرأ أيضا: أمير قطر يفتتح منتدى قطر الاقتصادي في نسخته الرابعة

تسريبات أميركية: مصر تدرس خفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل

أهم الأخبار