الأغذية العالمي: الكارثة تقترب في السودان
قال كارل سكاو نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي الأربعاء، إن الفرصة تتضاءل لتجنب وقوع كارثة في السودان، الذي يشهد صراعا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.
وذكر سكاو في حسابه على منصة إكس أنه زار فريق البرنامج التابع للأمم المتحدة في السودان لإيجاد سبل لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى ولايات دارفور والخرطوم وكردفان والجزيرة وغيرها.
وأكد نائب المديرة التنفيذية على ضرورة «اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وزيادة المساعدات المنقذة للحياة إلى من هم في أمس الحاجة إليها».
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل نيسان 2023 بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
أزمة الفاشر
في المقابل حذرت منظمة الصحة العالمية يوم الإثنين من أن الاشتباكات في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في غرب السودان أدت إلى تفاقم سريع للوضع.
وأدانت المنظمة الأممية عبر منصة «إكس» الهجوم الذي وقع قرب مستشفى تديره منظمة «أطباء بلا حدود» في الفاشر والذي أفضى لوفاة طفلين.
ودعت المنظمة الأطراف السودانية إلى وقف الحرب، وفقا لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».
النزاع هو أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع العديد من الأشخاص إلى حافة الجوع.
عندما يوجد نزاع، يوجد جوع. وحيثما يوجد جوع، غالبا ما يكون هناك نزاع.
السلام والأمن الغذائي مترابطان، ويعتمد كل منهما على الآخر. pic.twitter.com/NAXmNtbZ2H
— برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (@WFP_Arabic) May 8, 2024
كانت منظمة أطباء بلا حدود قد أعلنت أمس الأحد توقف مستشفى الفاشر للأطفال عن العمل بسبب قصف للجيش السوداني في محيطه.
وأضافت المنظمة في بيان أن غارة للجيش على بعد 50 مترا من المستشفى أدت إلى انهيار سقف وحدة العناية المركزة بالمستشفى ومقتل طفلين كانا يتلقيان العلاج وأحد المسعفين.
وأوضح البيان أن المستشفى كان واحدا من المستشفيات القلائل المتخصصة في علاج الأطفال والذي استمر يعمل رغم الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».
وحثت منظمة «أطباء بلا حدود» الأطراف المتحاربة على حماية المدنيين وضمان سلامة المنشآت الصحية وفقا للقانون الدولي الإنساني وإعلان جدة الموقع منذ عام.
سيناريوهات فشل الحل السلمي
مع تزايد الشكوك حول إمكانية نجاح جهود استئناف مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع، يحتدم النقاش في السودان حول البدائل والمآلات المتوقعة في ظل اتساع رقعة الحرب وتفاقم تداعياتها الأمنية والإنسانية الخطيرة، فإلى أي مدى يمكن أن يستمر صبر المجتمع الدولي وما هي الخطوة المحتملة في حال فشل الجهود الحالية؟
وتتباين مواقف الأطراف في الحرب من الاستجابة لدعوات التفاوض وفقا لحسابات الربح والخسارة، لكن الكثير من المراقبين يشككون في قدرة الطرفين على المناورة والصمود كثيرا أمام الضغوط الدولية والإقليمية.
مواقف الطرفين
عزز ربط قائد الجيش عبد الفتاح البرهان العودة للتفاوض بانسحاب الدعم السريع من المناطق التي يسيطر عليها، الشكوك المتزايدة بإمكانية نجاح استئناف التفاوض، خصوصا أن رفض البرهان الذي جاء في سياق تصريحات أدلى بها، يتسق مع رؤية قيادات في الجيش إضافة إلى مجموعات سياسية ومسلحة موالية تساند الجيش في الحرب الحالية منذ اندلاعها في منتصف أبريل 2023 وترفض مبدأ التفاوض أصلا.
وبالنسبة للدعم السريع ورغم موقفه المعلن بقبول التفاوض، إلا أن البعض يرى أن التفوق الميداني الذي يتمتع به حيث يسيطر على نحو 60 في المئة من مناطق البلاد، يجعله أقل حماسة لاستعجال الدخول في أي عملية تفاوضية قد تخصم من مكاسبه الحالية.
ويعتقد الباحث السياسي الأمين بلال أن المشكلة تكمن في عدم استعداد طرفي الحرب للحوار الجاد، ويوضح في حديث لموقع «سكاي نيوز عربية» أنه "في حين تستمر المعارك وتتوسع رقعتها الجغرافية لدرجة لم تعد هنالك ولاية آمنة، تفشل كل محاولات جلب الطرفين لطاولة المفاوضات وتقريب المسافات بينهما.
ويعزي بلال فشل جهود استئناف التفاوض إلى أسباب تتعلق بطرفي القتال، ويبين قائلا «يظن الدعم السريع خلال الفترة الحالية أنه في موقف يسمح له بالمناورة، كما أن الجيش في ظل خسارته لبعض الولايات لن يذهب للمفاوضات».
اقرأ أيضا: في ذكرى النكبة الـ76.. إسرائيل تعيد إنتاج الإبادة والمجازر والتهجير