«العهد المحمدي الذهبي».. سياسي إماراتي يشعل الجدل بمنشور عن علاقة الإمارات بالسعودية
علق الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية الإماراتي على واقع العلاقات السعودية الإماراتية وما يحوم حولها من توترات في الفترة الأخيرة.
وقال أستاذ العلوم السياسية الإماراتي إن «السعودية والإمارات حليفان يعيشان عهدهما المحمدي الذهبي».
وأضاف المحلل السياسي في منشور على صفحته بمنصة «إكس» قائلا «عموما الحلفاء يتفقون ويختلفون. هذا أمر طبيعي بين الحلفاء عبر التاريخ، لكن الاختلاف عابر في حين الاتفاق هو الثابت في علاقة الحلفاء».
واختتم الخبير الإماراتي «من المهم أن نفرح لاتفاق الحليفين السعودي والإماراتي، وما أكثره ولا نجزع لاختلافهم وما اقله».
ولاقى المنشور تفاعلا وردود أشارت بعضها إلى وجود خلافات جوهرية بين الرياض وأبو ظبي وتعارض أجندهما في اليمن والسودان وفي العلاقة مع دولة الاحتلال وفق المنشورات.، بينما أشار أخرون إلى خلاف العاصمتين حول تبعية وسيادة محمية الياسات والتي تديرها الإمارات العربية المتحدة وتحدثت الرياض عن حقوق وطنية في المحمية.
ويوم الجمعة، ظهر رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في صورة مشتركة للمرة الأولى منذ مدة طويلة وذلك بالمنطقة الشرقية في المملكة.
ونشر مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي، بدر العساكر، الصورة التي جمعت رئيس الإمارات وولي العهد السعودي، عبر صفحته على «إكس»، تويتر سابقا
أزمة الياسات
دائما ما يتسرّب أنباء عن تفاصيل ملفات خلافية بين الإمارات والسعودية، إلا أن هذه الخلافات تظل عند مستوى التداول الإعلامي، من دون أن تؤثر على العلاقات الرسمية بين البلدين.
وثيقة رسمية نشرها موقع الأمم المتحدة مؤرّخة بتاريخ 28 مارس 2024، كشفت عن شكوى قدّمتها وزارة الخارجية السعودية ضد الإمارات تتعلّق بالخلاف التاريخي حول منطقة الياسات المتنازع عليها.
السعودية والإمارات حليفان يعيشان عهدهما المحمدي الذهبي. وعموما الحلفاء يتفقون ويختلفون. هذا امر طبيعي بين الحلفاء عبر التاريخ. لكن الاختلاف عابر في حين الاتفاق هو الثابت في علاقة الحلفاء. من المهم ان نفرح لاتفاق الحليفين السعودي والإماراتي، وما اكثره ولا نجزع لاختلافهم وما اقله pic.twitter.com/Icd6HFXwtv
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) May 18, 2024
وبحسب الوثيقة، أعلنت السعودية رفضها للمرسوم الأميري الإماراتي رقم 4 الصادر عام 2019، والقاضي بتصنيف الياسات منطقة بحرية محمية. ووفقًا للمذكّرة الأممية، فإن الحكومة السعودية أكّدت رفض الإعلان الوارد في مرسوم الإمارات حيث أنه «يتعارض مع القانون الدولي»، وكرّرت تأكّيدها عدم الاعتراف بأي إجراءات تتخذها حكومة الإمارات أو ممارسات تقوم بها في المنطقة البحرية قبالة سواحل المملكة، بما في ذلك البحر الإقليمي للسعودية ومنطقة السيادة المشتركة بين البلدين وفي جزيرتي مكاسب والقفاي.
السجال إلى ذروته
عام 2006، وصل السجال إلى ذروته، إذ أصدرت الإمارات خرائط جديدة تظهر أراضي سعودية على أنها جزء من الإمارات. ضمّت الخرائط خور العديد إلى إمارة أبوظبي، ومدّت الحدود في منطقة الربع الخالي لتصبح ملكية 80% من حقل الشيبة تابعة للإمارات، في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع. الردّ السعودي جاء عبر خطوات عدّة: منع دخول الإماراتيين للمملكة باستخدام بطاقة الهوية عوضًا عن جواز السفر، عرقلة حركة المرور البري بين البلدين، وعرقلة مشروع الجسر بين الإمارات وقطر والذي يمرّ بأراضيها.
عام 2010، كانت العلاقات أن تصل حدّ القطيعة، بسبب حادثة إطلاق زورقين إماراتيين النار على زورق تابع لحرس الحدود السعودي واحتجاز اثنين من أفراده في منطقة خور العديد.وقد بقي التوتر مستمرًا إلى أن جاء الربيع العربي أواخر عام 2010، ومعه تبدّلت الحسابات وعادت التهدئة بين البلدين.
لكن مع حلول عام 2019، عادت الخلافات لتطفو على السطح من جديد.إذ اتخذت الإمارات خطوةً تصعيدية جديدة في مارس، وأصدرت المرسوم الأميري رقم 4 لسنة 2019 بشأن توسيع منطقة الياسات المحمية البحرية، بأكثر من أربعة أضعاف، ما زاد مساحتها الإجمالية من 428 كيلومترًا مربعًا إلى 2256 كيلومترًا مربعًا، وألغت بذلك المرسوم السابق عام 2005. على جبهة أخرى، أشعلت الهجمات اليمنية في أغسطس 2019 على حقل الشيبة استعار الأزمة، مع تلويح الإمارات بأن الهجمات لم تكن لتحدث لو كان الحقل تحت سيطرتها.
اقرأ أيضا: جولة جديدة من التصويت.. تعثر اختيار رئيس للبرلمان العراقي