«خليجيون»| مذكرات اعتقال قادة حماس تعقد حسابات الوساطة القطرية
يرى محللون أن توصية المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية خان بإصدار مذكرات اعتقال بحق قادة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يفاقم التعقيدات في مسار الوساطة القطرية بين حماس الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وغداة سعي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لطلب إصدار أوامر اعتقال بحق بعض المسؤولين في إسرائيل وحماس، قال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية الثلاثاؤطء إن المحادثات حول وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن على وشك الوصول إلى «طريق مسدود».
الدور القطري يغرب
وفي حين تحفظ الناطق القطري على الحديث عن موقف بلاده من مذكرات الملاحقات الدولية التي قد تصدر ضد حماس، إلا أن المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب يرى أن هذه المذكرات «تزيد الدور القطري في الوساطة ضعفا».
ويضيف الرقب في تصريح لـ«خليجيون» أن «استمرار قطر في ملف الوساطة مرهون في الأساس بالموقف الأميركي بصرف النظر عن التصريحات الرسمية القطرية»، ويزيد «إذا أرادت واشنطن استكمال جهود قطر الدبلوماسية، فلن تملك الدوحة الاعتراض، وإلا فإن الدور القطري سوف يرفع من الخدمة في ملف الوساطة وينتهي التبني السياسي لحركة حماس».
ويتساءل المحلل السياسي الفلسطيني «ماذا لو صدر قرار الاعتقال بحق قادة حركة حماس.. هل ستسلمهم قطر للمحكمة الجنائية الدولية.. أم ستطلب منهم مغادرة البلاد؟».
في المقابل، فإن رهان الوساطة بات يتطلع إلى القاهرة رغم سياستها التي توصف بانها «خشنة» ضد إسرائيل مؤخرا، مع إعلانها دعم شكوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل وأزمة معبر رفح والوجود الإسرائيلي المباشر أمام الحدود المصرية الذي ترفضه القاهرة، وفق الرقب.
ويفسر بالقول «مصر تمتلك أدوات وثقل لاستكما الوساطة وبلوغ نهاية منطقية لحرب الإبادة الدائرة».
طريق مسدود
ونجحت قطر في انتزاع هدنة لأسبوع في أواخر نوفمبر أتاحت إطلاق سراح 81 محتجزا إسرائيليا لدى المقاومة في غزة، مقابل تحرير نحو 280 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. غير أن كل المساعي لإحلال هدنة ثانية فشلت منذ ذلك الحين. وإزاء الانتقادات الصادرة بصورة خاصة عن إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في أبريل الماضي أن الدوحة «تقوم بعملية تقييم شامل لدور» الوساطة الذي تقوم به.
دفاع قطري
ويدافع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية القطري عن دوره بلاده في الوساطات في النزاعات الدولية، ويقول إن التوسط لحل النزاعات الكبري في العالم سياسة دائمة بعيدا عن الصراع في غزة، قائلا إن «الوساطة لإنهاء الصراعات أصبحت أحد ركائز سياستنا الخارجية».
ويعلق محمد الخليفي، وزير الدولة بقطر، الذي يقود المفاوضات بين إسرائيل وحماس على تعثر المفاوضات بالقول: «إن الافتقار الشديد للثقة بين الطرفين» يجعل الوساطة أكثر صعوبة. وتابع «نحن نحاول جمع الأطراف معًا. كلما جلست على الطاولة، كلما اقتربت أكثر.. .عندما تكون هناك إرادة، وما ينقص هنا هي الإرادة».
لا أحد يريد أن تنتهي الحرب
لكن مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير جمال بيومي يشدد، في تصريح إلى «خليجيون» على أن «نجاح المساعي الدبلوماسية لوقف الحرب رهن للرغبة الأميركية أكثر من ارتباطه بجهود الوساطة القطرية أو المصرية»، مستدركا بالقول «الولايات المتحدة لن توقف الحرب في غزة قبل أن تحصل على الضوء الأخضر من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».
ويلفت بيومي إلى أن «نتنياهو يسعي لسياسة حرق الأرض والنسل حتى يهرب من الحساب الداخلي والمحاكمة»، منبها أيضا إلى أنه «ليس من مصلحة واشنطن إنهاء الصراع في الوقت الحالي قبل تحقبق نصر كبير لإسرائيل، التي دعمها بايدن بأكثر من 14 مليار دولار بجانب تسخير الحرب الإلكترونية الأميركية لخدمة جيش الاحتلال».
اقرأ أيضا:
اتصال يجمع ولي العهد السعودي ورئيس وزراء اليابان.. ماذا دار بينها؟