حوادث الاغتصاب في ازدياد ونطاقها الجغرافي يتسع.. ناشطة حقوقية سودانية تحذر
قالت أميرة عثمان رئيسة مبادرة «لا لقهر النساء» إن أعداد النساء المغتصبات في السودان تزداد بشكل يومي وعلى رقعة جغرافية أكبر، وأنهن يُستخدمن سلاحاً في الحرب، وطالبت بالعمل على التخلص من الوصمة الاجتماعية للمرأة التي تتعرض للاغتصاب.
وقالت لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، تعليقا على توثيق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام (ACJPS) لحالات اغتصاب في مخيمات النزوح السودانية، إن أعداد النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي في زيادة كل يوم لذلك يتعذر حصر الأعداد بشكل دقيق، وأوضحت أن المبادرة لا تسجل الحالات بل تتعامل معها من النواحي الطبية والاجتماعية وغيرها.
وأضافت «التطورات في ملف حالات العنف الجنسي تجاه النساء في حرب الخامس عشر من أبريل في السودان هو اتساع البقعة الجغرافية.. .وزيادة عدد المغتصبات والأطفال نتاج حالات الاغتصاب».
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان 2023 بعد توتر على مدى أسابيع، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
للأسف السودان حاليا بيمر بظروف انسانية أقسى من اللي بتحصل في غزة نتيجة لبطش ميليشيات الدعم السريع بالشعب السوداني نساء واطفال وفي ظل تجاهل اعلامي عالمي قريت خبر محزن انه البنات في السودان بتدور على حبوب منع الحمل عشان تاخدها من كتر حوادث الاغتصاب اللي بتمارسها ميليشيات الدعم… pic.twitter.com/CiIKoq6Gm8
— M.farouk (@EgyptianScorpi8) December 18، 2023
كان المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام قد وثق سابقًا حوادث تعرضت فيها 14 امرأة وفتاة من مخيمي كالما ويوتاش للنازحين داخليًا في ولاية جنوب دارفور للانتهاك الجنسي، حسبما نشر على موقعه، وأن ستة منهن حملن بسبب عدم حصولهن على الرعاية الطبية وخضعت ثلاث ضحايا لعمليات إجهاض.
وتتضارب الأرقام حيال حالات الاغتصاب، حيث أشارت لجنة الأطباء التابعة للبعثة الدولية لتقصي الحقائق ورصد الانتهاكات في حرب السودان إلى تسجيل 417 حالة على الأقل، بينما أفادت مجموعات حقوقية وطبية أن العدد المسجل بلغ 370 حالة، حسب موقع سودان تربيون.
وأوضحت أميرة عثمان رئيسة المبادرة «نحن حركة ضغط سياسية والحالات التي تصلنا نرسلها لمنظمات شريكة هي التي تقوم بالتسجيل والحصر من نواحي قانونية لضمان الحق في التقاضي لاحقا، والنواحي الطبية والنواحي الاقتصادية».
إن كنت لا تعلم.. تعيشُ السودان ما تعيشه غزة.
اللهم أنصر أهلنا في السودان.#أنقذوا_السودان pic.twitter.com/QCziHYjuJG
— المصحف | فيديو (@Quran__Video) May 20، 2024
الوصمة ورفض الأطفال
وتحدثت الناشطة الحقوقية عن معاناة النساء ممن تعرضن للاغتصاب في الإطار المجتمعي.
وقالت «المشكلة الأساسية هي الوصمة الاجتماعية والفكرة الاجتماعية، فهذه يجب أن يتم العمل عليها على مدى طويل جدا داخل الدولة السودانية بعد انتهاء الحرب ونتمنى أن يكون ذلك قريبا».
وأضافت «يجب العمل على المستوى الثقافي والاجتماعي لرفع الوصمة عن النساء السودانيات اللاتي تعرضن لهذا الحادث، ويكون العار عار المغتصبين وهي وصمة يجب أن نضعها على جباههم هم».
وعن التحديات التي تواجه مبادرة «لا لقهر النساء»، قالت رئيسة المبادرة «القانون السوداني يسمح بالإجهاض قبل الثلاثة شهور، لكن هناك عددا كبيرا من الحالات تصل بعد مرور ثلاثة شهور (على الحمل) ويكون في هذه الحالة الإجهاض أصعب، غير أنه أساساً هناك انهيار كامل في المستشفيات حتى في المناطق خارج النزوح، فيوجد مشكلة كبيرة جدا في نقص الأدوية والأطباء وهذا يعرض حياة النساء للمخاطر».
وأكدت رئيسة المبادرة الحقوقية عدم وجود السبل التي يمكن من خلالها رعاية هؤلاء النساء وضرورة تسليط الضوء على معاناتهن «إذ لا يتوفر المأوى ولا كهرباء ولا غذاء ولا صحة ولا مياه صالحة للشرب ولا أدوات للنظافة، فكل ما يحدث هو مدعاة للموت».
وتابعت «لا يوجد أماكن صحية ممكن أن تلجأ النساء إليها، فهناك انهيار كامل في المنظومة الصحية والخدمات العامة من مراكز شرطة وغيرها في كل الولايات».
السودان
شعب يظلم ومتروك بالعراء والصحاري لا أعلام ولا صحافة عم يحصل لهذا الشعب المنسيمنظمة سيف ذي تشيلدرن من أن مايقارب 230 ألف طفل وامرأة حامل أو أنجبن للتو مهددون بالموت جوعا في السودان بسبب مليشيات الدعم السريع حيث بلغ عدد النازحين 9 مليون سوداني pic.twitter.com/jDTB3Z8Qg8
— wolverine (@Wolveri07681751) May 17، 2024
كما أشارت رئيسة المبادرة إلى عدم رغبة بعض ضحايا الاغتصاب في رعاية أطفالهن.
وقالت «هناك أيضا أمهات رافضات تماما لرعاية الأبناء.. .. هذه المشكلة كبيرة جدا فهم أطفال رضع، والوضع أصلا سيء في المعسكرات خارج السودان أو داخل السودان أو في دولة تشاد».
وطالبت أميرة عثمان المنظمات الدولية بالاهتمام بهؤلاء الرضع قائلة ممكن يكون نداء لكل المنظمات الدولية التي تعمل على رعاية الأطفال أن يحاولوا إيجاد مأوى للأطفال الرضع بالقرب من المعسكر أو حتى يعود السلام ويتم دمجهم في المجتمع وتقديرهم واحترامهم وهم ملائكة، ويجب أن يكونوا في وطنهم في السودان».
وكان 68 كياناً نسويًا، بما في ذلك شبكة المساواة الجنسية في غرب دارفور وحملة «نساء ضد الظلم» وشبكة الإعلاميات السودانيات ونساء مؤتمر البجا المعارض، قد وقعت مذكرة في 19 مارس تندد بتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان في ولاية الجزيرة منذ ديسمبر 2023، حيث يستمر الترويع والنهب والتهجير القسري مع تعرض النساء هناك لانتهاكات جسيمة، حسب موقع سودان تربيون.
وأشارت المذكرة إلى استمرار حوادث الاغتصاب في مناطق الحرب في الخرطوم ودارفور، مع تواصل العنف الجنسي بناءً على النوع.
اقرأ أيضا: بلاغ للنائب العام المصري ضد فدوى مواهب.. والسبب فيديو «الهوت شورت»