مصر ترد على اتهامات حول وساطتها في هدنة غزة
ردت مصر على لسان مصدر رفيع المستوى، اليوم الأربعاء، عما أثير حولها من اتهامات تتعلق بجهود وساطتها في الوصول لهدنة في غزة، في وقت تحدثت وسائل إعلام أميركية عن تغيير المخابرات المصرية في صمت في بنود مقترح وقف إطلاق النار بعد أن وقع عليها الإسرائيليون
وأعرب المصدر عن استغراب مصر من محاولات بعض الأطراف تعمد الإساءة إلى الجهود المصرية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف المصدر في تصريحات خاصة لـ «القاهرة الإخبارية»، أن «بعض الأطراف تمارس لعبة توالي الاتهامات للوسطاء واتهامهم بالانحياز وإلقاء اللوم عليهم للتهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة».
وأوضح أنه «من الغريب استناد بعض وسائل الإعلام لمصادر تطلق عليها مطلعة وتتحدى إذا كان بالإمكان نسب ما نشر لمصادر أمريكية أو إسرائيلية رسمية محددة».
وأكد المصدر رفيع المستوى أن «ممارسة مصر دور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن بالقطاع جاءت بعد طلب وإلحاح متواصل للقيام بهذا الدور».
وتابع: ممارسة مصر دور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن جاءت نظرًا لخبرة وقدرة مصر في إدارة مثل هذه المفاوضات الصعبة.
لماذا يتم ترويج الأكاذيب والادعاءات بشأن موقف مصر تجاه وقف إطلاق النار في غزة؟.. محمد الباز يكشف#تضامنا_مع_فلسطين#من_غزة_هنا_القاهرة#القاهرة_الإخبارية pic.twitter.com/1aPmLrm1TA
— القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) May 22، 2024
تغيير بنود الاتفاق سرا
في المقابل قالت 3 مصادر مطلعة على المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، لشبكة CNN، إن المخابرات المصرية غيرت في صمت بنود مقترح وقف إطلاق النار الذي وقعت عليه إسرائيل بالفعل في وقت سابق من هذا الشهر، مما أدى في النهاية إلى إحباط صفقة كان من الممكن أن تطلق سراح الرهائن الإسرائيليين وفلسطينيين من سجون إسرائيل، وتحدد مسارا لإنهاء القتال مؤقتا في غزة.
وأضافت المصادر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته حركة «حماس» في 6 مايو لم يكن ما يعتقد القطريون أو الأمريكيون أنه تم تقديمه إلى «حماس» لمراجعته.
وأدت التغييرات التي أجرتها المخابرات المصرية، والتي لم يتم الكشف عن تفاصيلها من قبل، إلى موجة من الغضب والاتهامات المتبادلة بين المسؤولين من الولايات المتحدة وقطر وإسرائيل، وتركت مفاوضات وقف إطلاق النار في طريق مسدود.
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) وليام بيرنز، الذي قاد الجهود الأمريكية للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار، في المنطقة عندما وصلته أنباء مفادها أن المصريين قد غيروا بنود الاتفاق.
وقال نفس الشخص إن بيرنز كان غاضبا ومحرجا، معتقدا أن ذلك جعله يبدو وكأنه لم يكن على علم بالأمر أو أنه لم يبلغ الإسرائيليين بالتغييرات، وأضاف المصدر أن بيرنز ذو الكلام اللطيف والأسلوب المعتدل «كاد يفجر غضبا».
ورفض متحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التعليق.
#عاجل | مراسلنا: آليات الاحتلال الإسرائيلي تتقدم تجاه المناطق الغربية لرفح الفلسطينية#القاهرة_الإخبارية #تضامنا_مع_فلسطين#من_غزة_هنا_القاهرة pic.twitter.com/Q3MEwtPLaa
— القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) May 22، 2024
ل حدثت تغييرات بالفعل في بنود الاتفاقية؟
وذكرت المصادر الثلاثة المطلعة، لشبكة CNN، أن مسؤولا كبيرا في المخابرات المصرية يدعى أحمد عبد الخالق كان مسؤولاً عن إجراء التغييرات.
وعبد الخالق هو النائب الأول لرئيس المخابرات المصرية عباس كامل، الذي كان نظير بيرنز في قيادة الوساطة المصرية في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال مصدر إن «عبد الخالق قال للإسرائيليين شيئا ولحماس شيئا آخر»، وأضاف المصدر أن «المزيد من مطالب حماس تم إدراجها في الإطار الأصلي الذي وافقت عليه إسرائيل ضمنيا من أجل الحصول على موافقة حماس، لكن الوسطاء الآخرين لم يتم إبلاغهم، ولا الإسرائيليون كذلك».
وذكر المصدر الأول: «كانت حماس تقول لشعبها: سيكون لدينا اتفاق غدا»، وأضاف: «كانت جميع الأطراف تفترض أن المصريين قدموا نفس الوثيقة»، التي وقعت عليها إسرائيل وكان الوسطاء الآخرون، الولايات المتحدة وقطر، على علم بها.
وقال المصدر الثاني، إن المصريين سعوا إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الإطار الأصلي ورد «حماس» بدلا من ذلك.
ولم تستجب الحكومة المصرية لطلب التعليق.
الصفقة اقتربت من أن تصبح في متناول اليد
وكانت وثيقة لـ«حماس» حصلت عليها شبكة CNN تحدد نسخة الإطار الذي اتفقوا عليه والذي يتضمن تحقيق وقف دائم لإطلاق النار و«الهدوء المستدام»، الذي سيتم التوصل إليه في المرحلة الثانية من الصفقة المكونة من 3 مراحل. وكانت إسرائيل تعارض الموافقة على مناقشة إنهاء الحرب قبل هزيمة «حماس» وإطلاق سراح الرهائن.
والآن، بعد 3 أسابيع، ومع تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، يثير المشاركون تساؤلات حول دوافع مصر، التي عملت لسنوات كوسيط رئيسي بين إسرائيل وحماس، وخاصة عناصر «حماس» داخل غزة.
وردا على سؤال من جيك تابر من شبكة CNN، خلال مقابلة أذيعت الثلاثاء، عما إذا كان يشعر بالقلق إزاء مشاركة مصر في مفاوضات وقف إطلاق النار المستقبلية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن «إسرائيل ليست مستعدة للموافقة على الشروط التي من شأنها أن تسمح لحماس بمهاجمة إسرائيل مرة أخرى، وآمل أن تفهم مصر أننا لا نستطيع الاتفاق على شيء من هذا القبيل».
وجاءت هذه التغييرات بعد أكثر من أسبوع من توجه فريق من المفاوضين المصريين إلى إسرائيل في أواخر إبريل لوضع بعض التفاصيل النهائية لإطار عمل ينص على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف القتال والإفراج عن فلسطينيين من سجون إسرائيل.
وكانت المفاوضات مستمرة منذ أشهر حتى ذلك الحين، منذ انهيار آخر وقف للقتال في أوائل ديسمبر، ومع موافقة إسرائيل في معظمها على الذهاب إلى أبعد مما كانت عليه في السابق، كان هناك شعور بالتفاؤل يسيطر على أن الصفقة أصبحت قريبة.
وبدت إسرائيل مستعدة لقبول عدد أقل من الرهائن، والإفراج عن المزيد من الفلسطينيين، والسماح لسكان غزة في الجزء الجنوبي من القطاع بالعودة إلى ديارهم في الشمال دون قيود.
شدد المسؤولون الأمريكيون على مدى «السخاء غير العادي من جانب إسرائيل» في إطار العمل، على حد تعبير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وبعد اكتشاف التدخل المصري، أبلغ رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) أن «مصر تصرفت بمفردها»، حسبما قال اثنان من المصادر لشبكة CNN.
وقد عمل رئيس الوزراء القطري ومدير الاستخبارات الأمريكية على محاولة إنقاذ المقترح وإعادة توازنه مع العناصر التي كانوا يعلمون أن إسرائيل ستحتاج إليها.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن عن سبب محاولة المخابرات المصرية دفع شيء ما دون البنود الأساسية من الآخرين: «هذا غير منطقي».
التغييرات أجريت لإقناع حماس
وقال أحد المصادر إنه بعد عودة المصريين من إسرائيل وتشاوروا مع «حماس»، أصبح من الواضح أن الحركة لن توافق على ما وافقت عليه إسرائيل، ولذلك قام المسؤول المصري بتغييرات كبيرة لإقناع «حماس» بالموافقة.
وفي اليوم السابق لإعلان حماس العلني، في 6 مايو، عن موافقتها على المقترح، قال مصدر مصري لشبكة CNN إن بلاده تلقت رد «حماس» وأرسلته إلى الجانب الإسرائيلي.
وأضاف المصدر: «تم طرح عدة بدائل وسيناريوهات لتجاوز نقطة الخلاف الأساسية المتعلقة بإنهاء الحرب».
اقرأ أيضا: حوادث الاغتصاب في ازدياد ونطاقها الجغرافي يتسع.. ناشطة حقوقية سودانية تحذر