الوسط الثقافي الخليجي ينعي الشاعر الإماراتي ربيع بن ياقوت النعيمي
نعى الوسط الثقافي الإماراتي والخليجي، الشاعر الإماراتي ربيّع بن ياقوت بن جوهر النعيمي، الذي توفي أمس، عن 96 عاماً.
وعبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم العميق لرحيل «فاكهة الشعر» وصانع البهجة الذي ترك رصيداً عامراً بالشعر والإبداع.
ونعى الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، عبر حسابه على منصة «إكس»، الشاعر الإماراتي ربيّع بن ياقوت بن جوهر النعيمي، سائلاً الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
وقال: «رحل فاكهة الشعر الإماراتي وأبرز شعراء الشعر الشعبي وأحد الشعراء المخضرمين، صاحب الأسلوب الخاص والتفرّد الشعري.. غاب صانع البهجة بعد رحلة جميلة شكّلت وجداننا وعمّقت أحاسيسنا، تاركاً إرثاً ثرياً من الإبداع. رحم الله الشاعر ربيّع بن ياقوت، وخالص العزاء والمواساة لأهله وذويه ومحبيه».
وفاة الشاعر الإماراتي الكبير #ربيّع_بن_ياقوت
لُقَّب بـ«فاكهة الشعر الإماراتي» و«صانع البهجة»
ترك قصائد نسجت بحروفها تراث الإمارات، وترك إرثا عامرًا بالشعر والإبداع
امتاز شعر ابن ياقوت بأسلوب جاذب للمستمع
العديد من النخب الإماراتية والمثقفين نعوا الشاعر الراحل بكلمات رقيقة… pic.twitter.com/2iUAdWDfXL— Khaligyoun News - خليجيون نيوز (@KhaligyounNews) May 23، 2024
الجيل الأول
فيما أعرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الدكتور سلطان العميمي، عن أسفه لرحيل الشاعر الكبير، مستعرضاً في تغريده له عبر حسابه على منصة «إكس»، جوانب من مسيرة بن ياقوت، قائلاً: «بوفاة الشاعر الكبير رحل آخر شعراء الجيل الأول الذي شارك في أقدم برنامج للشعر النبطي في تلفزيون دبي، والمسمى مجلس الشعراء، حيث كان يقدمه الأديب الراحل حمد بن خليفة أبوشهاب، وشارك فيه الشاعر راشد الخضر وسالم الجمري ومحمد بن سوقات، وأحمد بن خليفة الهاملي وراشد بن طناف، وعلي بن رحمة الشامسي ومحمد بن علي الكوس، وغيرهم.
كما يرحل بوفاة ربيع أحد أصدقاء الشاعر الكبير راشد الخضر، الذي يمثّل مع شعراء عصره في القرن الـ20 جيلاً ذهبياً لا يتكرر.. رحل فاكهة البيان، وهو اللقب الذي أطلقه عليه الراحل حمد بن خليفة أبوشهاب في الثمانينات من القرن الماضي، حين كان يشرف على صفحة الشعر الشعبي بصحيفة البيان. وكان ربيع ينشر باستمرار في تلك الصفحة قصائده ذات الحس الفكاهي أو الساخر أحياناً، وذات النقد اللاذع لبعض الظواهر المجتمعية حيناً آخر.
وقد أثارت بعض تلك القصائد ردوداً شعرية كثيرة في حينها.. ربطت بين الشاعر ربيع والشاعرين الراحلين محمد بن علي الكوس، وراشد بن طناف صداقة وطيدة.
ودارت بينهم مساجلات شعرية عديدة، كما تغنى بقصائده عدد من كبار الفنانين في الإمارات، ولاقت تلك الأغاني نجاحاً كبيراً. واستمر حضور الشاعر ربيع في برامج الشعر التلفزيونية والإذاعية إلى ما قبل وعكته الصحية الأخيرة التي أقعدته عن الحركة ومنعته من النطق، وذلك قبل قرابة عقدين من الزمن.
كان ابن ياقوت يتمتع بروح مرحة، وصدرت قصائده في دواوين شعرية عديدة ضمت أغلب قصائده. خالص التعازي لأسرته الكريمة وللساحة الشعرية في الإمارات برحيله المؤلم».
ونشر سفير دولة الإمارات لدى الكويت الدكتور مطر حامد النيادي، تغريدة نعى فيها الشاعر الراحل الذي أسهم بعطائه الكبير في المحافظة على الشعر النبطي.
كما نعى الفقيد مسرح عجمان الوطني وأكاديمية الشعر وعدد كبير من الشعراء في الإمارات ودول الخليج.
ولد الشاعر ربيع بن ياقوت جوهر النعيمي في عجمان، وقال الشعر ولم يبلغ الـ20 من عمره.
ويعد من أبرز شعراء الشعر الشعبي في الإمارات، حيث ناقش الكثير من القضايا العربية في أشعاره، ونظم العديد من القصائد في حب زايد والوطن، وتغنى بأشعاره العديد من الفنانين.
وتميز بالقصائد الاجتماعية التي تعرّض فيها لمشكلات المجتمع وقضاياه بأسلوب تمتزج لذاعة النقد فيه بحلاوة الظروف، الأمر الذي جعله مقبولاً من المجتمع رغم وضوح مقاصده.
التحق بن ياقوت بالكتاتيب مبكراً، لكنه لم يستمر فيها طويلاً، وحاول البحث عن عمل يتكسب منه، ثم سافر إلى الكويت في أواخر الأربعينات مع مجموعة من أصدقائه الشعراء، مثل حمد خليفة بوشهاب وراشد بن صفوان، وكان في بداية العشرينات من عمره، وهي السن التي بدأت فيها موهبة الشعر تطرق بابه.
وفي الكويت، عمل في شركة نفط الأحمدي، حيث المحروقات البترولية وصناعاتها، واستمر عمله فيها 12 سنة، ثم انتقل للعمل في كراج الأشغال التابع لحكومة الكويت، واستمر موظفاً في الكراج مدة 18 سنة عاد بعدها إلى الدولة، قبل إعلان اتحاد دولة الإمارات بسنوات قليلة.
ممثل مسرحي
وبعد رجوعه إلى أرض الوطن، التقى بمجموعة من الشباب المسرحيين الذين كان من ضمنهم ممثل متحمس أصبح من أشهر ممثلي الإمارات، هو الممثل والشاعر سلطان بن حمد الشامسي المعروف بسلطان الشاعر، والتحق ربيع بهذه المجموعة وأصبح ممثلاً مسرحياً، وشارك في ثلاث مسرحيات في أدوار يغلب عليها الطابع الكوميدي، وكان من ضمن المجموعة حمد خليفة بوشهاب، الذي كان يؤلف تلك المسرحيات، ثم ترك ربيع التمثيل واتجه إلى احتراف الشعر بعد علاقة قصيرة بالمسرح والتمثيل.
اقرأ أيضا:مكالمة مفاجئة بين ماكرون وبن سلمان في أجواء «كاليدونيا الجديدة»