روسيا تعرض تسليح الجيش السوداني.. ما المقابل؟
كشف ياسر العطا، القائد الكبير بالجيش السوداني، اليوم السبت، أن روسيا طلبت إقامة محطة للوقود في البحر الأحمر مقابل توفير أسلحة وذخيرة وإن اتفاقيات بهذا الصدد سيتم توقيعها قريبا.
وقال العطا، وهو عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام للقوات المسلحة، وفق تصريحات نقلتها رويترز: «روسيا طلبت نقطة تزود على البحر الأحمر مقابل إمدادنا بالأسلحة والذخائر».
أضاف أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان «سيوقع على اتفاقيات مع روسيا قريبا».
ووقعت الدولتان اتفاقا لإقامة قاعدة بحرية في عهد الرئيس السابق عمر البشير، لكن قادة الجيش قالوا في وقت لاحق إن هذه الخطة قيد المراجعة ولم تنفذ قط.
وطورت روسيا في السابق علاقات مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تخوض حربا مع الجيش السوداني منذ عام والتي لها علاقات أيضا مع مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة وفقا لما يقوله دبلوماسيون غربيون.
ومنذ أكثر من عام، يدور قتال في السودان بين الجيش بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
ومنذ اندلاع الحرب، قتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك ما يصل إلى 15 ألفا في مدينة واحدة في إقليم دارفور بغرب البلاد، وفق الأمم المتحدة.
وأجبر القتال نحو تسعة ملايين شخص على النزوح. وبحلول نهاية أبريل نزح إلى ولاية شمال دارفور لوحدها أكثر من نصف مليون نازح جديد في العام الماضي، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة.
#أخبار_الصباح | وول ستريت جورنال: الجيش السوداني رفض طلبا من إيران إنشاء قاعدة بحرية لها على البحر الأحمر مقابل تسليح الجيش#متجددة_حيوية_وأقرب#العربية_21عاما #العربية pic.twitter.com/haW40YDArI
— العربية (@AlArabiya) March 3، 2024
هل انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى السودان؟
في نهاية شهر أبريل الماضي، وصل السفير الأوكراني لدى الخرطوم والمقيم حاليا في القاهرة، ميكولا نارهوني، إلى بورتسودان حيث التقى عددا من كبار المسؤولين في الحكومة السودانية، وأشرف بنفسه على توزيع آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية للمتضررين من الحرب التي قدمتها بلاده إلى السودان.
ولم تكد تمر أيام قلائل، حتى سارع مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، بزيارة المدينة الساحلية، والتقى أيضا بكبار المسؤولين الحكوميين، وأعلن اعترافه بشرعية مجلس السيادة الذي يسيطر عليه الجيش، كما أبدى استعداد بلاده للتعاون مع السودان في كافة المجالات.
مقاتلون على الأرض
هذه الزيارات الروسية والأوكرانية إلى السودان لم تكن الأولى منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من عام.
فقد سبقتها زيارات سرية وأخرى علنية في ظل تسابق محموم بين موسكو وكييف لإيجاد موطئ قدم لهما في السودان.
بل إن تقارير إعلامية كشفت عن مشاركة جنود من الدولتين في جبهات القتال السودانية وخاصة في مدينة أم درمان الاستراتيجية.
وطبقا لتلك التقارير فإن نخبة من القوات الخاصة الأوكرانية شاركت في عمليات عسكرية في أم درمان دعما للجيش، فيما شارك مقاتلون يتبعون لفاغنر إلى جانب قوات الدعم السريع.
ـ الحقيقة التي يجب أن تدركها دول الجوار ودول المحيط السوداني التي تنفث وتنفخ في " النار " في مستنقع الحرب أن تسليح السودانيين وتمكينهم من الدفاع عن مناطقهم، له ما بعده وأن السوداني الذي يتواجد على الحدود له الحق في الدفاع عن حقه بالحدود بدون تدخل كذلك من الجيش. pic.twitter.com/TixwrGdb7Q
— القدرات العسكرية السودانية🇸🇩 (@Sudanesearmy1) January 31، 2024
وأكد شهود عيان تحدثوا لبي بي سي هذه التقارير، إذ قال شاهد عيان يقطن في مدينة أبوروف وهي منطقة على النيل في أم درمان إنه شاهد جنودا ذوي بشرة بيضاء يقاتلون مع الجيش.
وأضاف: «في أحد الصباحات الباكرة من شهر أغسطس الماضي شاهدت جنودا أجانب وهم يسيرون مع وحدة عسكرية مع الجيش علي الضفة الغربية في النيل.. لمحتهم وهم يحملون أسلحة متطورة ويقومون بتوجيه أفراد الوحدة المتحركة».
وشهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع خلال تلك الفترة، وتمكن الجيش الآن من إعادة السيطرة عليها.
أما الطالب الجامعي الذي يقطن في مدينة امبدة بغرب أم درمان، فقد أكد لي أنه شاهد أفرادا من مجموعة فاغنر داخل أحد المباني السكنية مع عناصر من قوات الدعم السريع.
ومضي يقول: «عند خروجي من المنزل في الحي الذي أقطن فيه وهو تحت سيطرة قوات الدعم السريع شاهدت جنوداً بِيضاً وهم يجلسون داخل أحد المنازل مع قوات الدعم السريع.. كان أحدهم يضع علامة فاغنر التي أعرفها جيدا.. وقبل أن يكتشفني أحد هرولت جارياً.. وعرفت لاحقاً أن الكثير من الناس يتحدثون عن وجود هؤلاء الناس داخل الحي».
وطبقا لتقارير الأمم المتحدة فإن الحرب في السودان أدت إلى مقتل 14000 شخص وأجبرت أكثر من مليوني شخص على مغادرة مناطقهم، هذا فضلا عن الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية للبلاد.
اقرأ أيضا: تسريبات إيرانية وتكتم سعودي.. هل يزور محمد بن سلمان طهران؟
بعد الاعتراف.. إسبانيا تقصف جبهة إسرائيل من جديد: ما يحدث في غزة «إبادة جماعية حقيقية»