زيوت الطعام المحرك البديل لـ« سيارات غزة»
لجأ اصحاب السيارات في غزة إلى زيوت طهي الطعام، بديلا للوقود الذي أصبح العثور عليه بمثابة اكتناز في القطاع المحاصر منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
يفتح عبد الناصر (23 عاما) غطاء محرك سيارته القديمة من طراز مرسيدس ويبدأ في إضافة زيت الطهي الذي اشتراه للتو داخل إناء حوله إلى خزان سولار بعد تلف الخزان الجانبي، ثم طلب لترين إضافيين لضمان عدم نفاده قبل أن يصل إلى وجهته في الأجزاء الغربية من رفح التي لم يدخلها الجيش الإسرائيلي بعد، حيل وكالة أنباء العالم العربي.
لا بديل
وبينما يوضح سائق سيارة الأجرة أن لا بديل الآن أمامه وأمام غيره من السائقين سوى استخدام زيت الطهي الذي تراجع سعره إلى دولارين تقريبا للتر الواحد بعد أن وصل إلى ستة دولارات قبل فترة وجيزة، فإنه يشير إلى شح السولار وارتفاع سعر المتوفر منه لنحو 18 دولارا للتر الواحد.
ويؤكد عبد الناصر أنه وغيره من أصحاب السيارات، سواء الخاصة أو الأجرة، لا يستطيعون شراء السولار بهذا الثمن المرتفع، والأمر ينطبق كذلك على البنزين الذي تجاوز سعر اللتر الواحد منه 30 دولارا، معربا عن ارتياحه لانخفاض سعر زيت الطهي ليتمكن من العمل على سيارة الأجرة وتوفير لقمة العيش لعائلته.
وأوضح قائلا إنه «اضطر في وقت سابق إلى التوقف عن العمل لأن أسعار السولار وزيت الطهي كانت مرتفعة في آن واحد، وكان لا يمكن توفير هامش من الربح إذا استخدام أحدهما، لافتا إلى أنه سيظل يعتمد على زيت الطهي طالما بقيت أسعار السولار مرتفعة ولم تعد إلى سابق عهدها قبل الحرب».
وسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر منذ 20 يوما، نما أدى إلى توقف تدفق الوقود الذي كان يورد كمساعدات إلى قطاع غزة ويساهم في التخفيف من احتياجات الفلسطينيين، على الرغم من أن أسعار الوقود كانت مرتفعة أيضا حتى قبل إغلاق المعبر بنحو خمسة أمثال أسعارها قبل الحرب.
ارتفاع سعر زيت الطهي
وأضاف عبد الناصر «نفعل ذلك مجبرين وغير مخيرين، وإذا ما ارتفع سعر زيت (الطهي) سنبحث عن أي بدائل أخرى لضمان عملنا واستمرار مصدر رزقنا».
قبل أن يبدأ عبد الناصر في تحريك سيارته، تأتي سيارة أخرى ويسأل صاحبها عن سعر لتر زيت الطهي، فيجيب البائع "لاستخدام الخيمة أم السيارة؟"، فيشير السائق بابتسامة على وجهه بيده اليسرى نحو سيارته.
أدخنة زيت الطهي تسبب أمراض في التنفس
وتشير ناهد كميل النازحة من منطقة المغراقة في وسط قطاع غزة إلى المواصي، إلى أن «طفلها هيثم الذي لم يكمل عامه الأول كاد أن يختنق بعدما تفاجأت بإحدى السيارات تنطلق فجأة بجانبها، مؤكدة أنها بالكاد نجحت في الابتعاد عنها ليستعيد الطفل التنفس الطبيعي بعد مراجعة الطبيب».
وتقول ناهد (34 عاما) إنها تضطر كغيرها من النازحين إلى استنشاق كميات من الأدخنة الناتجة عن استخدام السيارات للزيت خلال تنقلها بشكل يومي، فتعود في نهاية النهار متعبة وتشعر بضيق كبير في التنفس، معتبرة أن الأكثر خطورة هو الانتقال عبر عربة يجرها حمار أو حصان بينما يكون أمامها مركبة تخرج هذا الدخان القاتل، على حد وصفها.
اقرأ المزيد
تحذير أممي من مأساة مروعة في «الفاشر» السودانية
السعودية تعين أول سفرائها في سوريا بعد 12 عاما قطيعة.. من هو؟