خليجيون| لثام أبوعبيدة يستنفر ترسانة القوانين الأميركية
كشفت تقارير غربية عن مشروع قانون أميركي يجرم ارتداء الأقنعة في ولاية كارولينا الشمالية التي اجتاحتها مظاهرات مناهضة للعدوان الإسرائيلي على غزة، وهو ما عده محللون انعكاسا لرغبة الأميركية في منع اندلاع الاحتجاجات التي يرتديها المشاركون فيها أقنعة ترمز إلى عناصر المقاومة الفلسطينية الملثمين، وأبرزهم الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة.
ويرتدي الطلاب المتظاهرون في الجامعات الأميركية، وحول العالم، كمامات لحجب هويتهم بسبب تهديدات طالتهم من الجامعة وجهات خارجية، وخوفاً من المرض في ظل التجمعات الطلابية الكبيرة. وقال السناتور الجمهوري عن مقاطعة ويلسون، باك نيوتن، الذي قدم مشروع القانون، في قاعة مجلس الشيوخ يوم الأربعاء: «لقد حان الوقت لوضع حد لهذا الجنون، أو على الأقل إبطائه، إن لم يتم وضع حد له»
الهدف منع التشبه بالقيادي أبوعبيدة
ويرجع الدبلوماسي المصري السفير أحمد القويسني إقدام مشرعين أميركيين على هذه الخطوة إلى محاولة منع التشبه بالمقاومة الفلسطينية، التي يرتدي عناصر «اللثام»، وأشهرهم أبو عبيدة كمحاولة للتخفي وعدم الكشف عن هويتهم، لافتا إلى أن ذلك القانون يهدف أيضًا إلى ملاحقة الطلاب الأميركيين المشاركين في الاحتجاجات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ اندلاع حرب الإبادة ضد غزة، لفت لفت المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية الذي يعرف بكنية «أبو عبيدة»، الأنظار بظهوره المتكرر كممثل للحركة على وسائل التواصل الاجتماعي ونشره لرسائلها وبياناتها، فضلا عن هالة الغموض التي تحوطه كشخص ملثم لا يكشف عن هويته.
ويقول القويسني، في تصريح إلى «خليجيون» «إن القانون الأميركي مخالف لقواعد الصحة التي توصي بارتداء الأقنعة لحماية الأشخاص من الأمراض الصدرية فضلا عن وباء كورونا الذي لم ينتهي بشهادة منظمة الصحة، متوقعًا فشل تمريره».
تحذير الطلاب المقنعين على غرار لثام أبوعبيدة
وأرسل المدعي العام في ولاية أوهايو، ديف يوست، خطاباً إلى رؤساء الجامعات العامة بالولاية يحذر فيه من أن الطلاب الذين يرتدون قناع الوجه أثناء الاحتجاجات قد يواجهون اتهامات جنائية بموجب قانون عام 1953 الذي يبدو أنه لم يتم تطبيقه من قبل. وقال يوست في رسالة إلى الجامعات العامة الـ 14 في الولاية إنه يمكن اتهام المتظاهرين بارتكاب جناية بموجب قانون مكافحة الأقنعة الذي يعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين ستة إلى 18 شهراً. ويواجه بعض المتظاهرين الذين جرى القبض عليهم خلال المظاهرات في جامعة فلوريدا اتهامات بارتداء قناع في الأماكن العامة.
كما دعا حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، مسؤولو جامعة تكساس إلى تفريق احتجاجات مناصرة فلسطين، لأن الطلاب المحتجين لديهم نية لاستهداف القواعد والقوانين في الولاية، وأحدها “قانون حظر تغطية الوجه
ترسانة القوانين الأميركية ضد اللثام
وشدد المشرعون الديمقراطيون على قلقهم بشأن «إزالة الحماية للأشخاص الذين يختارون ارتداء الأقنعة لصحتهم»، محذرين من تعرض سكان شمال كارولينا الذين يعانون من ضعف المناعة لخطر خرق القانون. وقال الموظفون التشريعيون خلال لجنة يوم الثلاثاء إن ارتداء الأقنعة للأغراض الصحية من شأنه أن ينتهك القانون. وقالت السيناتور الديمقراطية ناتاشا ماركوس من مقاطعة مكلنبورج في قاعة مجلس الشيوخ: «إنك تحول الأشخاص الحذرين إلى مجرمين بمشروع القانون هذا. إنه قانون سيء» وقالت سيمون هيذرينجتون، وهي شخص يعاني من نقص المناعة وتحدثت خلال لجنة القواعد بمجلس الشيوخ يوم الأربعاء، إن ارتداء الأقنعة هو إحدى الطرق الوحيدة التي يمكنها من خلالها حماية نفسها من الأمراض وتخشى أن يمنع القانون هذه الممارسة. وقالت هيذرينجتون عن ارتدائها القناع: «نحن نعيش في أوقات مختلفة وأتعرض للمضايقات».
يقول سكان ولاية كارولينا الشمالية المعاقين إن تقييد ارتداء الأقنعة قيد النظر في المجلس التشريعي للولاية سيجعل من الصعب عليهم الوصول إلى أجزاء من مجتمعاتهم، مما يدفعهم إلى العزلة مرة أخرى. وقالت تارا مولر، محامية السياسات في منظمة حقوق الإعاقة في نورث كارولينا، لشبكة ABC News: «يقول لهم هذا القانون إنكم غير مرحب بكم في مجتمعنا، ونحن لا نقدر وجودكم لتلبية حاجتكم إلى ارتداء قناع». وقال بريان دولي، أحد سكان ولاية كارولينا الشمالية، والذي يعاني من الشلل الدماغي والربو، لقناة إنه لم يغادر منزله لمدة عام عندما بدأ الوباء: «وهذا ليس مبالغة».
اقرأ المزيد
الإشتراكيون يربكون حسابات تبون في رئاسية الجزائر باللحظات الأخيرة