السيسي يضع أخر تطورات غزة أمام قادة الصين في قمة «توسيع الآفاق»

السيسي يضع أخر تطورات غزة أمام قادة الصين في قمة «توسيع الآفاق»
السيسي ورئيس الصين ( أرشيفية)
القاهرة: «خليجيون»

وصل الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي اليوم الثلاثاء إلى العاصمة الصينية بكين، في زيارة ستشهد مباحثات قمة مع نظيره الصينيّ شي جين بينغ ولقاءات مع عدد من كبار المسؤولين الصينيين.

وبحسب المتحدّث باسم الرئاسة المصرية في بيان عبر (فيسبوك)، فإنّ المباحثات التي سيجريها السيسي في بكين ستشمل مناقشة قضايا إقليمية ودولية «على رأسها الحرب في غزة وسبل استعادة الاستقرار في المنطقة» فضلا عن العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل «فتح آفاق أوسع للتعاون».

وتأتي هذه الزيارة متزامنة مع الذكرى العاشرة لترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

وقال المتحدث الرئاسي المصري إن السيسي سيحضر الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني، الذي يُعقد يوم الخميس بمشاركة الرئيس الصيني وعدد من القادة العرب.

وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أعلنت عن زيارات دولة يقوم بها قادة مصر والإمارات والبحرين وتونس إلى الصين من اليوم حتى الأول من يونيو حزيران المقبل، ويحضرون خلالها حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر، الذي تستضيفه بكين ويعدّ أحد آليات التعاون الجماعي بين الصين والدول العربيّة منذ أن تأسس قبل نحو 20 عاما.

ووفقا للهيئة العامة المصريّة للاستعلامات، فإنّ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تمتد إلى عام 1956 عندما أصدرت الحكومتان المصرية والصينية بيانا مشتركا بهذا الشأن، حيث كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تُقيم علاقات دبلوماسية مع الصين.

شراكة استراتيجيّة

وقال عماد الأزرق، رئيس مركز التحرير للدراسات، في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) «منذ الإعلان عن رفع العلاقات بين البلدين إلى شراكة استراتيجية شاملة، لا يمرّ عام إلا وتكون هناك زيارة رفيعة لمسؤولين من الطرفين».

أضاف «هذا يعكس رغبة بين الجانبين على التنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط».

وأجرى السيسي ست زيارات للصين منذ عام 2014، كما أجرى شي جين بينغ زيارة إلى مصر عام 2016، فضلا عن إطلاق حوار استراتيجي مشترك على مستوى وزيري خارجية البلدين عام 2014.

وخلال زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي للقاهرة في يناير كانون الثاني الماضي، اتّفق الجانبان على مواصلة تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة ودعمها، كما اتفق البلدان على العمل المشترك على دعم مبادرة الحزام والطريق بما يحقق المصلحة المشتركة، وفقا لما أعلنته السفارة الصينيّة وقتها.

واعتبر الأزرق أنّ الولايات المتّحدة «تُراقب بقلق تنامي الدور الصيني في الشرق الأوسط، لما يُمثّله ذلك من تهديد لنفوذها في المنطقة.. .مصر توازِن في علاقاتها الخارجيّة ما بين الشرق والغرب بما يحقق مصالحها، ولديها رغبة في تعميق علاقاتها مع الصين».

علاقات تجارية

وخلال هذه الزيارة، من المقرر أن يلتقي السيسي أيضا رؤساء عدد من كبرى الشركات الصينية العاملة في مجالات متعددة لمناقشة فرص جذب مزيد من الاستثمارات إلى مصر «في ضوء توجّه الدولة لتعزيز آليات توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، من خلال التعاون مع القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي المباشر» وفقا للرئاسة المصرية.

في السياق، قال الدكتور ياسر جاب الله، رئيس مركز البحوث والدراسات الصينيّة بجامعة حلوان، إنّ السيسي سيبحث خلال الزيارة توطيد العلاقات الاقتصادية مع الجانب الصيني «في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وأيضا في إطار مبادرة الحزام والطريق».

كانت مصر قد دعت الشركات ومؤسسات التمويل في إطار المبادرة إلى توفير التمويل اللازم للمشروعات الأفريقية الكبرى، خلال مشاركتها في القمة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي ببكين في أبريل نيسان 2019.

ومن بين تلك المشروعات، وفقا لهيئة الاستعلامات المصرية، مشروع ممر الشمال - الجنوب (طريق القاهرة - كيب تاون)، الذي يهدف إلى زيادة معدلات تدفّق التجارة والاستثمار البيني، ومشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط.

وقال جاب الله «الصين تعتبر مصر شريكا هاما في مبادرة الحزام والطريق، لما تتمتّع به من موقع استراتيجي وثقلٍ سياسيٍّ واقتصاديّ في المنطقة.. .وتُعدّ مصر إحدى أكبر الدول العربية والأفريقية جذبا للاستثمارات الصينيّة، كما أنها أحد الركائز الأساسية لمبادرة الحزام والطريق».

أرقام وحقائق

ووصف رئيس مركز البحوث والدراسات الصينية بجامعة حلوان السوق المصرية بأنّها أصبحت جاذبة للاستثمارات الصينيّة، «خاصة في ظل إقبال المستثمرين الصينيين على الاستثمار في المنطقة الاقتصادية».

وأشار إلى أنّ التعاون بين البلدين يأتي تحت أكثر من مظلّة، منها التعاون الثنائي، ومنتدى التعاون الصيني العربي، ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي، وتجمع بريكس.

وفي وقت سابق هذا الشهر، ذكر مجلس الوزراء المصريّ أنّ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي وصل إلى 15.7 مليار دولار، كما وصل حجم الاستثمارات إلى ثمانية مليارات دولار من خلال أكثر من 2600 شركة ذات مساهمة صينية.

ووفقا لهيئة الاستعلامات المصرية، فإن منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين تضم حاليا أكثر من 140 شركة في قطاعات صناعيّة ولوجستيّة وخدميّة، بحجم استثمارات يتخطى 3.3 مليار دولار، وتوفر فرص عمل تصل إلى أكثر من 10 آلاف فرصة.

وذكرت أيضا أن شركة تيدا المصرية الصينية للتطوير الصناعي، وهي من الاستثمارات الصينية البارزة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أعلنت عن مفاوضات متقدمة مع 20 شركة تكنولوجيا صينية لضخّ رؤوس أموال جديدة داخل المنطقة خلال الفترة المقبلة، تضاف إلى الاستثمارات التي جذبتها الشركة حتّى داخل منطقة تيدا والبالغة نحو 1.2 مليار دولار.

اقرأ أيضا: المادة الفعالة و الاستيراد.. أزمات جديدة تضرب قطاع الدواء المصري

فيديو: قميص «حماس» يثير الجدل في شوارع لندن

أهم الأخبار