ما هي معايير توازن العلاقات الدولية عند السعودية؟
ذكرت تقارير غربية، أن المملكة العربية السعودية تعتمد على عاملين في تحقيق التوازن في العلاقات الدولية، أحدهما هو الأهمية المتزايدة للصين باعتبارها أكبر مستورد منفرد للنفط السعودي وشريك يرغب في تزويد السعودية بالأسلحة والتكنولوجيا دون أي شروط»، والثاني عدم موثوقية العلاقة مع الولايات المتحدة.
وتقول صحيفة newsweek إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 38 عامًا فقط، واحدًا من أصغر رؤساء الدول الفعليين في العالم، وهو القوة الدافعة وراء الأجندة القومية التي تترسخ في المملكة.
ويتولى والده، الملك سلمان البالغ من العمر 88 عامًا، السلطة منذ عام 2015، لكنه سلم السلطة بشكل متزايد لابنه السابع منذ تعيينه بعد ذلك في الحكم في عام 2017 ورئيسًا للوزراء في عام 2022، خاصة وسط مخاوف متزايدة بشأن صحة الملك، حسب الصحيفة
تحول السعودية في عهد ولي العهد
ولفتت الصحيفة إلى أن التحول الذي أشرف عليه ولي العهد الأمير محمد، والذي يشار إليه غالبًا باسم MbS، إلى تحولات كبيرة في النظرة الداخلية للمملكة، والتي تبنت طابعًا أكثر عولمة والانتقال بعيدًا عن الاعتماد على النفط، من بين مبادرات أخرى تتماشى مع الشباب. وريث خطة رؤية 2030 الطموحة للعرش. وقد أدى ذلك أيضًا إلى إعادة ضبط العلاقات الخارجية والسعي إلى علاقات أكثر قوة مع القوى الرائدة الأخرى، بما في ذلك أكبر منافسي الولايات المتحدة الصين وروسيا.
الخلافات تلوح في الأفق
وعلى الرغم من أن المسؤولين في الرياض وواشنطن يواصلون التأكيد على أهمية الشراكة بينهما، إلا أن الخلافات الأخيرة والمفاوضات المضنية الجارية حاليًا حول مستقبل تعاونهما أثارت تساؤلات جدية فيما يتعلق بمصير إحدى الولايات المتحدة. أهم موطئ قدم استراتيجي في الشرق الأوسط، حسب نيوزويك
عوامل تحقيق التوازن
وحدد علي الشهابي، الخبير السياسي السعودي الذي أسس مركز أبحاث المؤسسة العربية ويعمل الآن في المجلس الاستشاري لنيوم، وهو أحد «المشاريع العملاقة» المستقبلية العديدة الموضحة في رؤية 2030، عاملين أساسيين وراء تحقيق توازن المملكة في العلاقات الدولية.
وقال الشهابي لمجلة نيوزويك: «أحدها هو الأهمية المتزايدة للصين باعتبارها أكبر مستورد منفرد للنفط السعودي وشريك يرغب في تزويد السعودية بالأسلحة والتكنولوجيا دون أي شروط».
ونوه إلى أن «العامل الثاني هو عدم موثوقية العلاقة مع الولايات المتحدة والتي يمكن أن تتقلب بشكل كبير اعتمادًا على التيارات السياسية في العاصمة، لذلك تشعر السعودية أن عليها نشر أوراقها».
تاريخ العلاقة بين أميركا والسعودية
تعود العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى السنوات الأولى للمملكة، التي قاد مؤسسها، الملك عبد العزيز بن سعود، سلسلة من الفتوحات استمرت ثلاثة عقود لتوحيد جزء كبير من شبه الجزيرة العربية بحلول عام 1932. وتوسعت هذه العلاقات إلى شراكة استراتيجية خلال الحرب العالمية الثانية وتطورت طوال الحرب الباردة، حيث كانت الرياض بمثابة حصن رئيسي ضد النفوذ السوفيتي في المنطقة، حتى وسط بعض النزاعات الكبرى مثل حظر النفط عام 1973 بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل في حرب يوم الغفران..
وحتى علاقات المملكة العربية السعودية الغامضة بهجمات 11 سبتمبر - التي كان 15 من الخاطفين التسعة عشر فيها مواطنين سعوديين - لن تكون بمثابة انتكاسة دائمة، حيث توطدت العلاقة بشكل أكبر طوال الحرب على الإرهاب في القرن الحادي والعشرين. وستستمر المملكة العربية السعودية أيضًا في أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في الجهود الأمريكية لمواجهة النفوذ الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولا تزال يُنظر إليها على أنها شريك مهم في هذا المسعى.
وتلمح الصحيفة الأميريكة إلى أنه «في حين استفادت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة من النفوذ الخاص للمملكة العربية السعودية باعتبارها أكبر مصدر للنفط الخام في العالم وخادمة لأقدس المواقع الإسلامية، وبما أن المملكة تمتعت بحماية البنتاغون وسط الاضطرابات الإقليمية، فقد بدأت المصالح تتباعد في السنوات الأخيرة. وقد أصبح ملحوظا بشكل خاص في ظل إدارة بايدن».
اقرأ المزيد
الرشوة تزج رئيس شركة أموال صينية إلى السجن.. إليك القصة