«خليجيون»| ما حقيقة تآكل الوساطة القطرية بين حماس وإسرائيل؟
منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، ارتفعت أسهم الوسيط القطري في إدارة مفاوضات غير مباشرة بين المقاومة الفلسطينية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي، إلا أن مراقبين ارجعوا انحسار أسهم الدبلوماسية القطرية خلال الأشهر القليلة الماضية إلى تآكل أوراق الضغط التي كانت تمتلكها الدوحة في عملية المفاوضات.
في نوفمبر الماضي نجحت جهود الوساطة القطرية المشتركة مع مصر والولايات المتحدة، بالتوصل لاتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة، وتبادل الأسرى من النساء والأطفال بين الجانبين لمدة اسبوع، وقد سمحت الهدنة بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية.
ومنذ انتهاء تلك الهدنة وحتى اللحظة، تتعثر جولات محادثات إطلاق سراح الرهائن، وتواجه معها الدوحة اتهامات غربية سواء على المستوى الإعلامي أو الدبلوماسي الأميركي على رأسهم الجمهوريون وبعض الديمقراطيين في أميركا، الذين اعتبروا أن الدولة الخليجية لم تنجح في استغلال علاقتها مع حماس رغم احتضانها المكتب السياسي منذ سنوات.
بدأت ملامح تراجع الدور القطري تلوح في الأفق، حينما أصدر 8 أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ومن بينهم الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بن كاردين، بيانا في مارس يدعو قطر إلى طرد زعماء حماس السياسيين إذا فشلت المحادثات.
ملامح باقتراب غلق مكتب حماس في الدوحة
في المقابل، وبالتزامن مع إعلان الدوحة في أبريل الماضي الحاجة إلى إعادة تقييم جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل في هذه المرحلة، أعلنت قطر انها قد تغلق المكتب السياسي لحركة حماس كجزء من مراجعة أوسع لوساطتها في الحرب بين الحركة وإسرائيل.
قطر ترفض التشكيك في دور الوساطة
بعدها، عاد الدور القطري في الوساطة لكن على نحو أقل وضوحا، ومنذ أيام دعت دولة قطر إلى «عدم الالتفات» للتقارير الإعلامية التي تحاول التشكيك وكيل الاتهامات لجهود الوساطة الجارية، لوقف العدوان على قطاع غزة، وفق بيان لوزارة الخارجية، اليوم الأربعاء.
الدوحة، وعلى لسان المتحدث الرسمي باسم الوزارة ماجد الأنصاري، أكدت ضرورة أن ينصب التركيز في هذا الوقت الحساس على سُبل إنهاء الحرب على القطاع، قائلا:« إن جهود وساطة دولة قطر المشتركة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية مستمرة».
وشرح الأنصاري بالقول أن الدول الثلاث تعمل بتنسيق تام من أجل التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع عزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بما يقود إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
ضعف الأوراق القطرية
ويلحظ الدبلوماسي المصري السفير رخا أحمد حسين إن «ورقة الضغط القطرية تقلصت، لذلك تهمش دورها ولم يعد له أهمية كما كان عليه بدليل الزيارات المتتالية لوفود إسرائيل وحماس وأميركا إلى مصر وعزوفهم عن عقد اجتماعات في الدوحة».
ويشير رخا في تصريح إلى «خليجيون» إلى أن قادة قطر أصابهم حالة يأس بسبب فشل المفاوضات وما تردد من تسريبات عن انتقال مكتب حماس من الدوحة إلى تركيا أو الأردن، الأمر الذي ينذر بانسحاب الجانب القطري من المباحثات بين حماس والاحتلال الإسرائيلي».
أما عن استمرار الدور المصري في الوساطة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، يوضح الدبلوماسي المصري أنه «لا استغناء عن القاهرة كلاعب أساسي في حل الأزمات المندلعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، منوها إلى أن مصر تمتلك أهم ورقة ضغط ألا وهي معبر رفح واتفاقية السلام المبرمة مع إسرائيل والتي تضمنها الولايات المتحدة الأميركية».
اقرأ المزيد
الكويت تتجه لإلغاء وظيفة المختار.. بعد 60 عاما.. ماذا كان يفعل؟
مصر: زيادة سعر الخبز المدعم 300% بداية من يونيو المقبلبعبارة «اقضوا عليهم» على قذائف إسرائيلية.. نيكي هيلي تتعرض لهجوم شديد