وساطة خليجية جديدة تحرر أسرى في الحرب الأوكرانية.. ما السبب؟
أعلنت الإمارات العربية المتحدة عن نجاح جهود الوساطة التي تقوم بها في إتمام رابع عملية تبادل أسرى حرب جديدة بين روسيا وأوكرانيا للإفراج عن 150 أسيراً، فيما يرى محللون أن اتساع دور الوساطة الخليجية وتحديد من جانب أبوظبي والرياض نظرا لحياديتهما بين طرفي النزاع.
وتوصلت جهود الوساطة الإماراتية نجحت منذ بداية العام الجاري إلى اتمام ثلاث عمليات تبادل أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا، كما نجحت في ديسمبر 2022 في تبادل مسجونَين اثنين بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية.
وأفادت وزارة الخارجية الإماراتية بأن هذه الوساطة - وهي الرابعة منذ مطلع العام الجاري التي تنجح دولة الإمارات في تحقيقها - جاءت نتيجة تسخير الدولة علاقاتها المتميزة لدى الجانبين للوصول إلى هذا الاتفاق وأكدت «تواصل مساعي دولة الإمارات في دعم كافة الجهود التي تعمل على إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، منوهة إلى أهمية اللجوء إلى الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد، والتخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة».
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور عبر حسابه في منصة «إكس»: أن عملية التبادل، التي أعيد فيها أيضاً 75 من أسرى الحرب الروس إلى بلدهم، شملت 4 مدنيين أوكرانيين، بينما ينتمي البقية إلى القوات المسلحة والحرس الوطني وحرس الحدود.وتابع: «نتذكر كل شخص ونبذل قصارى جهدنا للعثور على كل واحد من مواطنينا، وأنا ممتن للفريق المسؤول عن التبادلات». ونقلت وسائل إعلام روسية، عن النائب شمسايل سارالييف، قوله إن أوكرانيا سلمت روسيا جثامين 45 جندياً في إطار صفقة التبادل.
الوساطة الخليجية في حرب أوكرانيا
وتمدد دور الوساطة الخليجية في ملف الأسرى في الحرب الأوكرانية الروسية، إذ لم تتخذ السعودية ولا الإمارات موقفا واضحا بدعم موسكو أو كييف، كما رفضت الرياض في عام 2022 طلبا أميركيا بزيادة إنتاج النفط الذي ارتفعت أسعاره بسبب الحرب.
يرى محمود الأفندي، المحلل السياسي والأستاذ بالأكاديمية الروسية، بأن «السعودية والإمارات تلعبان دورا كبيرا في مسار تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا. وهو يتساءل في هذا الإطار عن أسباب تحول القطبين الخليجيين إلى أحد أبرز اللاعبين الدوليين في ملف الحرب على أوكرانيا، بعد أن كان ذلك مقتصرا على دول أوروبية؟»، وفق تقرير لقناة فرانس 24 في فبراير الماضي.
يشرح أستاذ الأكاديمية الروسية: «بعد أن كانت دول مثل فرنسا وألمانيا تلعب دور الوساطة بين الجانبين على أساس كونها ضامنة لاتفاقية مينسك (عاصمة بيلاروسيا، تم توقيع الأولى في 5 سبتمبر 2014 والثانية في 12 فبراير2015 لإحلال السلام في شرق أوكرانيا بين الانفصاليين المدعومين من روسيا وقوات كييف) التي لم تطبق فعليا، فإن الثقة بين روسيا وأوروبا تلاشت، ما سمح بدخول السعودية والإمارات على الخط، كونهما حياديتين بامتياز ما يعني أنهما لا تدعمان أي طرف ضد الآخر. رأينا كيف نجحت 15 عملية تبادل أسرى بامتياز واستطاعت السعودية والإمارات إنجاح هذه الصفقات».
اقرأ المزيد:
انقلابات وفاغنر وحدود مالي.. الناتو يبسط نفوذه إلى موريتانيا