«خليجيون» تستكشف فخاخ خطة بايدن في غزة
يبدي مراقبون قلقا من فخاخ محتملة في خارطة طريق أعلنها الرئيس جو بايدن اول من أمس الجمعة لوقف إطلاق النار في غزة، في ضوء حديثها عن خطوط عريضة دون التطرق إلى حلول مستقبلية شاملة وتجاهلها لحل الدولتين.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس د.جهاد الحرازين أن «بايدن اختار التوقيت المناسب لطرح هذه الخطة، في خطوة تتزامن مع قرب الانتخابات الأميركية وما يواكبها من توظيف لورقة القضية الفلسطينية»، معتبرا في تصريح إلى «خليجيون» أن «بايدن يريد إظهار رغبة اسرائيلية مزيفة لوقف إطلاق النار، بهدف إنقاذ الاحتلال من العزلة الدولية التي يعانيها حتى من أقرب حلفائه، خصوصا من دول أوروبية بدأت تعترف بدولة فلسطين وحل الدولتين وضرورة وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر».
مراحل خطة بايدن
وتشمل المرحلة الأولى من خطة بايدن التي تستمرّ ستّة أسابيع «وقفا كاملا وتاما لإطلاق النار، انسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيّين».وسيتيح للفلسطينيين العودة إلى «منازلهم وأحيائهم» في مختلف أنحاء القطاع بما في ذلك المناطق الشمالية التي تعرضت لأكبر قدر من الدمار جراء القصف الإسرائيلي والمعارك الضارية.
تزامنا، ستجري زيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع ورفعها إلى حمولة 600 شاحنة يوميا، بينما ستعمل أطراف في المجتمع الدولي على توفير مئات آلاف الوحدات السكنية والملاجئ الموقتة.
وكان الرئيس جو بايدن اعتبر اول من أمس الجمعة أنّ خريطة الطريق التي قُدّمت إلى حماس الخميس عبر قطر، تُمثّل فرصة ينبغي عدم «تفويتها»، مطالبا حركة حماس بقبول الاتّفاق لأنّ «الوقت لانتهاء هذه الحرب قد حان».
لكن الأكاديمي والباحث الفلسطيني جهاد الحرازين يعلق في تصريح إلى «خليجيون» قائلا «بايدن حاول إلقاء الكرة في ملعب حركة حماس والفلسطينيبن من خلال الحديث عن ضرورة موافقة الحركة على تلك المبادرة»، معتبرا أن «ما صدر بعدها من تصريحات لمكتب نتنياهو بشأن القضاء على حماس واستعادة المحتجزين قد تكون للضغط على الائتلاف الحاكم، خصوصا أن بايدن تحدث عن أن البعض لا يريد السلام في اسرائيل، وهنا يقصد اليمين المتطرف لطمأنة نتنياهو».
ما شرط نجاح مبادرة بايدن؟
وينبه الباحث السياسي الفلسطيني إلى أن «قبول كافة الأطراف هو شرط ضروري لنجاح أية مبادرة تؤدي إلى وقف إطلاق النار ووقف المجازر ضد الشعب الفلسطيني، إذ لم يعد بالإمكان المغامرة بمن تبقي من أبناء الشعب الفلسطيني، يجب أن يكون هناك التقاط الفرصة».
ونصت مبادرة بايدن في مرحلتها الثانية التي تمتد نحو ستة أسابيع كذلك، عن انسحاب الجنود الإسرائيليون بالكامل من قطاع غزة. في المقابل، ستعمل حماس على إطلاق سراح «جميع الرهائن الأحياء الباقين» بما يشمل الجنود، وهي نقطة كانت موضع خلاف مع الحركة في مراحل التفاوض السابقة. فيما وتشمل المرحلة الثالثة إطلاق عملية إعادة إعمار واسعة واستقرار للقطاع بدعم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وأكد بايدن أنه سيعاد بناء المنازل والمدارس والمستشفيات.
في هذا السياق، لا يخفي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس د.جهاد الحرازين قلقه من بدء مرحلة التفاوض على التفاصيل، معتبرا أن ما طرحته المبادرة «خطوطا عريضة»، شارحا بالقول إن المبادرة الأميركية «تناست حل الدولتين، والمناطق العازلة في غزة، واحتلال إسرائيل لمعبر رفح ومحور فلاديلفيا، ومستقبل الحكم في القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي»، معتبرا أن هذه النقاط بمثابة تساؤلات عاجلة «تحتاج إلى إجابات عاجلة من الإدارة الأميركية».
في هذه الأثناء، ووسط استمرار الغارات العدوانية الإسرائيلية والقصف المدفعي المكثّف على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، دعا الوسطاء القطري والمصري والأميركي السبت إسرائيل وحماس إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن، معتبرين في بيان ثلاثي أن «هذا الاتفاق يقدم خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الأزمة».
لكن الحرازين يطالب الأطراف الفاعلة والوسطاء بالضغط على نتنياهو لوقف إطلاق النار، ووقف المهاترات والغطرسة، مشيرا في تصريح إلى «خليحيون» إلى «ضرورة وجود أفق سياسي نحو حل شامل للدولتين»، مشددا على اهمية «التعامل مع سلطة فلسطينية واحدة للحفاظ على وحدة الجغرافيا الفلسطينية، وعدم عزل القضية غزة فقط بعيدا عن الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس».
اقرأ المزيد:
ماذا يعني تعيين صباح خالد الحمد وليا للعهد في الكويت؟
إيران تسقط «شبكة شيطانية».. ما القصة؟
من نزوح إلى نزوح.. الخراب يصدم الفلسطينيين العائدين إلى جباليا