«خليجيون» تستكشف أكبر اختبار للوساطة القطرية في غزة
اجمع محللون وقانونيون على أهمية الخطوات المتقدمة التي احرزتها قطر كمفاوض وسبط فى الأزمات العالمية، معتبرين استضافة الدوحة جولة المفاوضات الحالية لوقف حرب الإبادة على قطاع غزة «مرحلة مفصلية» فى دورها الإقليمي.
ويعدد مراقبون اوراق اعتماد الدوحة في هذه الوساطة، وفي مقدمتها التكامل مع الدور المصرى، وعلاقتها مع طرفي الحرب، الاحتلال الإسرائيلي، وحجم الثقة بين قطر والجانب الأميركي، صاحبة الكلمة العليا على حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو.
جولة جديدة للمفاوضات فى قطر
ومن المقرر ان تنطلق في غضون ساعات جولة جديدة للمقاوضات حول صفقة وقف إطلاق النار داخل قطاع غزة، وذلك بحسب ما نقلته قناة « القاهرة الإخبارية » عن مصدر مصري وصفته بأنه «رفيع المستوى»، حيث من المنتظر أن يبحث الاجتماع آليات استئناف المفاوضات حول وقف الحرب على غزة.
في هذه الأثناء، يبدو من الصعب تحديد مدى زمني لجولة الدوحة، لأنها ترتبط بكثير من الأوضاع على الأرض، وأن ما يمكن فعله هو التأكيد والتركيز دائما على ضرورة الوصول لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار، وصرح الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي للخارجية القطرية.
تكامل الدور القطرى مع مصر
ويفسر الدكتور صلاح الدين الطحاوي، أستاذ القانون الدولى في جامعة القاهرة، اتساع نطاق الوساطات القطرية خلال السنوات الماضية، بعدة أسباب، «أهمها بالطبع العلاقة التجارية الاقتصادية لقطر مع عديد من دول العالم، وهو ما أعطى لها مساحة تفاوض مع تلك الدول»، على حد قوله، ويضيف: «بالتأكيد، اللغة الدبلوماسية للقيادة القطرية ساهم فى ترسيخ هذا الدور، والذى كان من الواضح تأثير عمق العلاقات القطرية- الأميركية، ومحاولة أميركا توظيف الدور القطرى لصالح رؤيتها لحل الأزمات العالمية».
وفيما يخص الدور القطرى فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، يقول الطحاوى فى تصريحات خاصة لـ«خليجيون»: «قرب قطر من قادة حركة حماس، أعطى للدوحة دورا هاما فى تلك المفاوضات، ولكن هذا الدور لا يمكن أن يحظى بمساحة دون الدبلوماسية المصرية، والتى تعد حجر الأساس».
ويشرح بالقول «أى مسألة تتعلق بالقضية الفلسطينية، وهو دور تاريخي للقاهرة، وهناك تكامل بين البلدين فى المفاوضات، وبالطبع مع وجود الجانب الأميركي كعنصر فعال ومؤثر على الطرف الإسرائيلي».
نجاح فى الصفقة الماضية.. وعودة بعد تهديد
ولعبت قطر دوراً فاعلا إلى جانب مصر والولايات المتحدة، في تأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين، وقد شهدت المنطقة اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا فى نوفمبر الماضى، وتم إطلاق سراح 105 رهائن معظمهم من النساء والأطفال، مقابل إطلاق سراح نحو 240 سجينا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية.
ورغم هذا النجاح إلا أن الدبلوماسية القطرية هددت بوقف دورها التفاوضى فى إبريل الماضي، وقال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حينها، إن قطر تعيد تقييم دورها كوسيط بين إسرائيل وحركة حماس، ولكن مع عودة التحركات مرة أخرى، وإعلان بادين عن ضرورة وقف إطلاق النار، عادت قطر لدورها التفاوضى.
وقف حرب غزة مفاوضات مفصلية للدبلوماسية القطرية
وعن أسباب نجاح الدبلوماسية القطرية فى لعب دور الوسيط والمفاوض لفض النازعات، يقول الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه برغم صغر حجم قطر كدولة، إلا أنها استطاعت أن تلعب دور الوسيط السياسي بشكل احترافى».
ويوضح الرقب «لا يمكن نتجاهل نضوج الكوادر الدبلوماسية القطرية وتطور آدائها، بجانب طبيعة الدبلوماسية القطري التى تتجنب علاقات العداء مع كافة الدول، والحرص على عللاقات تجارية ودبلوماسية ناجحة مع دول المنطقة العالم، مذكرا بالدور القطري «فى تخفيف حدة العداء الخليجي الإيراني».
وفيما يتعلق بمفاوضات وقف الحرب بغزة، يشير الرقب فى تصريحات خاصة لـ«خليجيون»، إلى أن الدور القطرى يكتسب أهمية من زاويتين، أولهما بالطبع استضافة قيادات حركة حماس، والثانى هو علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، رغم الهجوم الذى شنه نتنياهو عليها»
ويصف المحلل السياسي الفلسطيني جولة المفاوضات الحالية التى تستضيفها الدوحة، لانها «أكبر اختبار للدبلوماسية القطرية، ومرحلة فاصلة فى دورها الإقليمى، لعمق الأزمة الحالية، وتداعياتها على المستوى العالمى وليس الإقليمي فقط».
اقرأ المزيد:
مصر تطلع إيران على آخر تطورات مفاوضات هدنة غزة