«الموت العائم».. فيضانات «مفخخة» تفاقم أوجاع اليمنيين
سلمان عطية مزارع يمنى، فى العقد الخامس من العمر، وهو يمتلك مزارع متعدّدة في وديان بيحان وحريب، وأثناء تواجه داخل المزارع، فوجئ بفيضانات تنقل إلى مزارعه عشرات الألغام المتنوعة بأشكال وألوان وأحجام مختلفة، وهى مخلفات عسكرية جرفتها السيول، وبحسب ما يقول، فإنها لم تقتصر على مزارعه بل كانت موزعة بكم مخيف في الوادي كاملا وفي ممر السيل والمزارع ووديان الرعي.
وفي حديثه لوكالة أنباء العالم العربى، يقول: «هذه ليست المرّة الأولى، فقد اعتدنا منذ بداية سنوات الحرب أن تجرف إلينا الأمطار ألغاما ومتفجرات مختلفة»، وهو ما يفتح ملف يهدد آلاف الأطفال والمزارعين.
ليلة ممطرة فى محافظات البيضاء وشبوه
وبحسب ما جاء بالوكالة، فقد بدأت مشاهدات تلك الألغام بعد ليلة ممطرة شهدتها مناطق شرق محافظة البيضاء وغرب محافظة شبوة اليمنيتين مطلع مايو الماضي، وصلت السيول إلى المديريّات الزراعيّة الغربيّة والجنوبيّة لشبوة ومحافظة مأرب الخاضعتين لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليّا وغمرت الوديان والمزارع ومناطق الرعي.
وكان ذلك متزامنا مع بداية موسم زراعيّ يعتمد عليه الكثير من الزرّاع ويحتاجون فيه المياه للري، لكنّ تلك السيول المحمّلة بالأتربة ومياه الأمطار حملت معها أيضا هذا القاتل الخفيّ إلى وديان الرعي والزراعة في مديريّة حريب جنوب مأرب ومديريتي بيحان وعين التابعتين لمحافظة شبوة.
المنطقة أصبحت محرمة علينا
وبحسب ما رواه عطية، فإن الألغام التي تجرفها الأمطار لا تكون جميعها ظاهرة، حيث تجرف السيول الكثير منها وتدفنها في الرمال، بالإضافة إلى أن عددا من الألغام ينفجر أثناء انجرافه، وهذا يفسر ما نسمعه بشكل اعتياديّ خلال نزول سيول الأمطار إلى الوادي.
وعن نتائج ذلك، يقول عطية: «إن المزارعين تلقوا تعليمات توعوية من فرق نزع الألغام التى تزور المنطقة بشكل مستمر بعدم الاقتراب من الوديان التي مرت منها السيول وعدم الاقتراب من المزارع التي تستقر فيها المياه أو توجيه الحيوانات إلى الوديان التي شهدت فيضانات».
وأضاف: «امتنعنا عن دخول مزارعنا حوالي 10 أيام بعد آخر سيول شهدتها المنطقة قبل شهر، حتّى جاءت فرق نزع الألغام التي أبلغتها بوجود ألغام بعد مشاهدتي ثلاثة ألغام في مزرعتي ثم انفجار لغم بالأغنام ونفوق ستّ منها في انفجار واحد».
مشروع مسام يتلقى البلاغات
وفيما يخص تلك القضية، يذكر مشروع (مسام) الذي يعمل على نزع الألغام في مناطق متعدّدة بالبلاد منذ سنوات في تقرير له، أن فريقه تلقى بلاغات في مطلع مايو الماضي من مزارعين في منطقة بيحان بجرف سيول الأمطار ألغاما متعددة إلى مناطقهم الزراعيّة ووديان الرعي، وأشار إلى أن فرق نزع الألغام نجحت في تطهير مجاري المياه من الألغام التي جرفتها الأمطار الغزيرة، لكنه أوضح أن مديريّة بيحان ما زالت ملوثة بشكل كبير بالألغام الأرضيّة التي تشكل خطرا كبيرا على حياة المدنيين، خاصة خلال موسم الأمطار والفيضانات.
ولا تقتصر ما تُسمّى بظاهرة «هجرة الألغام الأرضيّة» على مأرب وشبوة، بل تشمل أيضا مناطق مختلفة في أنحاء البلاد على طول خطّ المواجهات العسكريّة وجبهات الحرب بين جماعة الحوثي المسلّحة وقوّات الحكومة المعترف بها دوليّا.
نزع نصف مليون لغم من أصل 2 مليون
ويعد اليمن من الدول الأكثر عرضة لتغيّرات المناخ، والأقل تأهبا لمواجهة تلك الصدمات المناخية، ويتسبب اضطراب نمط هطول الأمطار باليمن في تشبع التربة وحدوث فيضانات تؤدي بدورها إلى زيادة عدد الألغام المهاجرة، ووفقا لمشروع (مسام)، فإنه نجح في نزع 1406 ألغام خلال الأسبوع الأخير من مايو الماضي في مختلف المحافظات اليمنية على خطوط المواجهات، ومن بينها مأرب وشبوة.
وفي أنحاء اليمن، تمكن المشروع من نزع 5726 لغما في مايو وحده، ليرتفع عدد الألغام المنزوعة منذ بداية المشروع في البلاد حتّى الآن إلى 444 ألفا 858 لغما من المحافظات الواقعة على خطوط المواجهة، وذلك من أصل أكثر من مليوني لغم تشير التقديرات إلى انتشارها وفقا لبيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية أوائل يونيو الجاري.
اقرأ أيضا
ثانى أكبر احتياطى بالشرق الأوسط.. لتلك الأسباب يعشق اللبنانيون شراء الذهب
ما عدد الهجمات الأميركية والبريطانية على اليمن؟
ثانى أكبر احتياطى بالشرق الأوسط.. لتلك الأسباب يعشق اللبنانيون شراء الذهب