«خليجيون»| ما حقيقة ضغوط مصر وقطر على حماس لقبول مبادرة بايدن؟
شكك محللون سياسيون، فى مصداقية تسريبات إحدى الصحف الأميركية، عن ما وصفت بأنها «تهديدات» مسؤوولين مصريين وقطريبن لقادة حماس بالاعتقال والطرد من الدوحة فى حال عدم الموافقة على مبادرة بايدن لصفقة الأسرى، وذلك بعد إبداء ملاحظات بضرورة وضع ضمانات لوقف الحرب بشكل نهائي للقبول بالمقابلة.
التهديد بالاعتقال
وضجت الأجواء المصاحبة للوساطة بين حماس وإسرائيل في وقت سابق السبت على خلفية تلك التسريبات التي نقلتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن مسؤولين قالت إنهم «مطلعون» على الوساطة، ووجهت هذه التهديدات، وفقا للصحيفة، بناءً على طلب من إدارة الرئيس جو بايدن التي تبحث عن طريقة لإقناع حماس للتوصل إلى اتفاق يحتاجه الرئيس وسط دوامة سياسية بشأن الحرب وكان له عكس التأثير المطلوب.
ويقول مسؤولون أميركيون إنهم لم يتلقوا إجابة نهائية من حماس بشأن اقتراح وقف إطلاق النار الذي تم إحياؤه. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: «مازلنا ننتظر ردا رسميا من حماس». مضيفا «لقد رأينا بعض التعليقات العامة، لكننا لا نأخذها على أنها رسمية أو تأكيدية بأي شكل من الأشكال بطريقة أو بأخرى».
التقرير هدفه إثارة الشك والتحريض على مصر وقطر
ويشكك الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، فى تلك الأنباء الواردة بتقرير الصحيفة الأميركية، وقال: «لم تؤكد مصر وقطر، أصحة هذه الأنباء»، معربا عن الاعتقاد أن «هذا الأمر عار عن الصحة بشكل كامل، ولا تمارس أمور بهذا الأمر، بل على العكس، فعندما خرجت احتمالية استصدار قرار من محكمة العدل الدولية باعتقال قادة حماس، كان موقف قطر مناهض لذلك».
ويشير الرقب فى تصريحات خاصة لـ«خليجيون»، إلى أن التقارير المشكوك بها تأتى فيما أعلنت حماس بوضوح بأنها تنظر إلى الوثيقة بشكل إيجابي»، لكن الباحث الفلسطيني يقول «هناك ملاحظات، أهملتها مبادرة بايدن وهي ضرورة وجود ضمانات بوقف إطلاق النار، وأقل من ذلك سيكون ذلك خيانة للقضية الفلسطينية، وللتضحيات التى قدمها الشعب الفلسطيني».
ويستنتج الرقب أن الهدف الأساسي من تلك التسريبات «هو إثارة الشك والريبة والتشكيك والتحريض على مصر وقطر فى تلك المرحلة الحساسة بالتحديد»، مستبعدا أن تقدم أي دولة عربية باعتقال أيا من قادة حماس، بل من الوارد أن يخرجوا من ملاذاتهم العربية».
الاقتراح غير مقبول لتلك الأسباب
بالتزامن مع تسريبات الصحيفة الأميركية، أصدر إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بيانا اليوم السبت، قال فيه، إن إسرائيل لا تستطيع فرض خياراتها على الحركة وإن حماس لن تقبل أي اتفاق لا يحقق الأمن للفلسطينيين.
وذكر في بيانه عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في مخيم النصيرات بغزة: «إذا كان الاحتلال يعتقد أنه يستطيع أن يفرض علينا خياراته بالقوة فهو واهم»، وأضاف: «الحركة لن توافق على أي اتفاق لا يحقق الأمن لشعبنا أولا وقبل كل شيء، فشعبنا لن يستسلم والمقاومة ستواصل الدفاع عن حقوقنا في وجه هذا العدو المجرم».
موقف مصر وقطر والدول العربية وقف الحرب
ورغم أن الدكتور هشام مراد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، «إن تلك النوعية من التقارير، لا يمكن أن نأخذها بكامل مصداقيتها، فهى معلومات غير مؤكدة»، إلا أنه يستدرك بالقول «قد تحدث ضغوط طبيعية من الأطراف المفاوضة، ولكن فى إطار سياسى متعارف عليه، خصوصا وأن الدول المذكورة فى التقرير لا مساس بدورها وموقفها من دعم القضية الفلسطينية».
ويشير مراد فى تصريحات خاصة لـ«خليجيون»، إلى «ضرورة تحليل مضمون المقال، والذى يتحدث أن حماس ترغب بضمانات وقف الحرب»، مشيرا إلى أن «الغرض من الضغوط هو التنازل عن هذا الموقف، وهذا يتناقض مع موقف مصر وقطر والدول العربية، والذى يسعى بكل قوة لوقف الحرب».
اقرأ المزيد:
«بالونات قذرة» ترفع حالة الاستنفار في دولة آسيوية