«صكوك الأضاحي» ملاذ المصريين من الغلاء قبل العيد
قرر أحمد هريدي شراء صك أضحية من إحدى الجمعيات الخيرية بنحو أربعة آلاف جنيه مصري لذبحها في إحدى الدول الأفريقية، وذلك لانخفاض أسعارها في تلك الدول مقارنة بمثيلاتها في مصر، مستفيدا من ممارسة انتشرت في الآونة الأخيرة تتولاها جمعيات تنشط في هذا المجال.
وتتراوح أسعار اللحوم الحية في مصر بين 160 و185 جنيها للكيلوغرام القائم من الأبقار والجاموس، بينما يتراوح سعر الكيلوغرام في الخراف بين 180 و200 جنيها.
لم تكن هذه المرة الأولى لهريدي، الذي يعمل طبيبا في إحدى المستشفيات الحكومية، حيث اشترى العام الماضي صك أضحية من نفس الجمعية وتم ذبحه في إحدى الدول الأفريقية وإرسال فيديو الذبح له.
وقال هريدي، 52 عاما، إن «الأسعار في مصر مرتفعة مقارنة برواتبنا، هنا تحتاج إلى 13 ألف جنيه لشراء خروف للأضحية، أما الصك يبلغ ثمنه 4 آلاف جنيه ويؤدي الغرض ذاته».
وأشار إلى أن أسعار الأضاحي في مصر انخفضت نسبيا في الأسابيع الأخيرة، لكن أسعارها رغم ذلك لا تزال مرتفعة مما جعل من الصعب على غالبية المصريين شراء الأضاحي.
ويروج العديد من الجمعيات الخيرية على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر لبيع صكوك الأضاحي على أن يتم ذبحها وتوزيع لحومها على الفقراء في دول أفريقية. ورفضت إحدى تلك الجمعيات التعليق عندما اتصلت بها وكالة أنباء العالم العربي.
استعداد حكومي في مصر
وأعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في بيان اليوم الثلاثاء حالة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى، وتشديد عمليات الرقابة على الأسواق ومنافذ وشوادر بيع اللحوم والأضاحي الحية، فضلا عن ضخ المزيد من المنتجات والسلع الغذائية بأسعار مخفضة في منافذها الثابتة والمتنقلة. وأرجعت الوزارة الانخفاض الأخير في أسعار الأضاحي إلى زيادة المعروض في الأسواق.
وقال الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة لوكالة أنباء العالم العربي إن الوزارة استعدت لاستقبال عيد الأضحى بتوفير أعداد كبيرة من رؤوس الماشية والأغنام في الأماكن المركزية التابعة لها بمختلف المحافظات لتخفيف الأعباء عن المواطنين.
وأضاف القرش إلى أن «الوزارة تدرس السوق جيدا وتقدم أسعارا أقل من المعروض بالإضافة إلى جودة الأضحية من ناحية الشروط والتغذية».
كما أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة إلى أنه في إطار الاستعدادات للعيد تم توفير الأطباء البيطريين داخل قرابة 300 مجزر على مستوى الجمهورية، لمتابعة الأضاحي وإجراءات الذبح لضمان سلامة اللحوم.
وتسعى وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إلى تشجيع المصريين العاملين في الخارج على ذبح الأضاحي في مصر. وقالت الوزارة في بيان إنه بناء على فتوى دار الإفتاء المصرية، يجوز للمصريين المقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر، وهو أمر مستحب حتى لو كان المُضحّي يعيش خارج البلاد.
وأشارت الوزارة إلى قرار وزارة الأوقاف فتح باب المشاركة لأبناء مصر المقيمين بالخارج في مشروع صكوك الأضاحي.
وقال ممدوح شعبان، مدير جمعية الأورمان إحدى أعضاء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، لوكالة أنباء العالم العربي إن الجمعية تقوم بذبح كافة الأضاحي داخل البلاد وتوزيعها على المستحقين في مختلف المحافظات.
وأضاف أن «الإقبال على صكوك الأضاحي هذا العام أقل من العام السابق ولم يحقق التوقعات، لكن رغم ذلك تم الوصول إلى نحو 90% من المستهدف.
تراجع الإقبال
وعزا مدير جمعية الأورمان ضعف الإقبال إلى كثرة عدد الجمعيات، خاصة تلك التي تروج للأضاحي خارج البلاد وارتفاع الأسعار في مصر.
وأكد شعبان أن جمعية الأورمان وغيرها من أعضاء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي تتلقى صكوك الأضاحي لتوزيعها على الأكثر احتياجا داخل البلاد.
وأشار إلى قيام العديد من المصريين العاملين في الخارج بالمساهمة سنويا في شراء صكوك الأضاحي وذبحها في مصر، وقال«هناك مصريون بالخارج يساهمون بأكثر من 20 صكا للشخص الواحد».
وأوضح مدير جمعية الأورمان، أن الجمعية لديها قاعدة بيانات متكاملة بكافة المواطنين من الأكثر احتياجا على مستوى البلاد، يتم من خلالها توزيع لحوم الأضاحي عليهم، للتأكد من وصول المساعدات للمستحقين.
وسجلت معدلات التضخم في مصر تراجعا للشهر الرابع على التوالي، وبلغت 28.15% في مايو الماضي مقارنة مع 32.54% في أبريل.
وقال هيثم عبد الباسط، نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية، إن التقديرات تشير إلى تراجع الإقبال على الأضاحي هذا العام بنسبة 60% مقارنة بالأعوام السابقة.
وقال عبد الباسط لوكالة أنباء العالم العربي «الأضاحي واللحوم متوفرة بكميات كبيرة والأسعار انخفضت بسبب حالة الركود التي أصابت الأسواق وضعف القوة الشرائية للمواطنين».
وأضاف أنه على الرغم من أن الدولة قامت باستيراد كميات كبيرة من الأضاحي بالإضافة إلى طرح المُربين المحليين كميات كبيرة إلا أن الإقبال ليس على المستوى المطلوب.
وأشار عبد الباسط إلى أن رواج شراء صكوك الأضاحي للذبح محليا أو حتى خارجيا أثر سلبا على معدل شراء الأضاحي.
وقال «المواطن بيريح دماغه ويقوم بدفع مبلغ مالي في الصك دون تحمل مشقة البحث عن أضحية، والموضوع دا أثر بشكل سلبي على محال الجزارة».
اقرأ المزيد
«خليجيون»| ما حقيقة أكبر مأزق مالي يواجه محمد بن سلمان؟
بالصور.. خبراء مصريون يستعرضون مسارات مكافحة الهجرة غير النظامية