شاهد: طالبة فلسطينية تتحدى حرب الإبادة بـ«أوتارالجيتار»
مع اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة فقدت الشابة رهف فادي ناصر طالبة الطب في جامعة الأزهر بمدينة غزة بيتها وجامعتها واستشهد عدد من مدرسيها وأصدقائها وأفراد من عائلتها.
تحول الغيتار الذي نجا من الدمار إلى متنفس رهف الوحيد، تواجه به صوت القصف الذي لا يتوقف وأزيز طائرات الاستطلاع التي تنخر رؤوس الغزاويين منذ أكثر من ثمانية أشهر، تجلس برفقته في المنزل الذي نزحت إليه مع عائلتها في الأسبوع الأول من الحرب، تدندن ألحانا وتغني بصوتها العذب ما حفظته من أغان.
تقول «كنت أعزف الموسيقى حتى أفرح خصوصاً في تجمعات الأصدقاء لأنها شكلت مصدر فرح لنا، الآن أعزف في محاولة لأفرح لعل صوتي يصل إلى المسامع وأتمكن من تغيير الواقع الذي نعيشه ونقدر أن نفرح من جديد».
أرادت رهف أن تصبح طبيبة، لكنها الآن لا تعرف أي مستقبل ينتظرها، فآلة الحرب الإسرائيلية دمرت الجامعة وقتلت عددا من أساتذتها وزملائها وشردت من تبقى منهم. تقول الشابة «أتمنى أن تنتهي الحرب ونعود إلى حياتنا الطبيعية، رغم صعوبة ذلك بسبب ما أصاب حالنا النفسية والنقص الذي نشعر به».
تجيد رهف العزف على البيانو والعود حيث تابعت دروساً في الموسيقى بمؤسسة السنونو للثقافة أما العزف على الغيتار فقد تعلمته بنفسها في البيت. لم تنج من آلاتها الموسيقية الكثيرة التي جمعت في بيتها إلا آلة الغيتار.
تقول «بعدما نزحنا دمر بيتي بالكامل والآلات الموسيقية التي أعزف عليها وكل ذكرياتي وألعاب الطفولة التي كنت أحتفظ بها». لم تتخل رهف عن أحلامها، وتقول إن تدمير الجامعة جعل حلمها يبدو بعيدا لكنها تعتقد أن «الغد سيكون أفضل لأن إرادة الحياة لا بد أن تنتصر».
جيتار رهف يأتي وسط استمرار حرب الإبادة، إذ أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الخميس أن حصيلة شهداء حرب الإبادة على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، ارتفعت إلى 37232 على الأقل. وقالت الوزارة في بيان وصل إلى المستشفيات «30 شهيدًا و105 إصابات خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة» حتى صباح الخميس. وأشارت إلى أن إجمالي عدد المصابين في الحرب «بلغ 85037 إصابات منذ السابع من أكتوبر».
اقرأ المزيد:
عيد حزين على السودانيين: غلاء الأضاحي.. وآلام الفقد والنزوح