ضربات المقاومة تلاحق الاحتلال في لبنان وغزة
لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يغوص في مستنقع الاستنزاف في قطاع غزة وكذا على جبهته الشمالية عبر مواجهاته المتقطعة مع المقاومة اللبنانية، والتي يخشى الاحتلال من توسعها لتصبح حربًا مباشرة، مع مواجهته حربًا اقتصادية من خلال حظر الحوثيين مرور السفن التجارية إلى الأراضي المحتلة.
ومساء السبت أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ثمانية من جنوده بانفجار لغم استهدف مدرعة تقلهم جنوب قطاع غزة، وذلك في ظل حرب الإبادة على القطاع التي أطلقها منذ 7 أكتوبر الماضي، وأدت إلى استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين بخلاف المفقودين ومن قضوا تحت أنقاض منازلهم.
ويصر الاحتلال على عدم الالتزام بإيقاف حربه على غزة، والانسحاب من القطاع وفق بنود اتفاق قدمته مصر وقطر إلى حركة حماس ووافقت عليه قبل أن يخرج رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو معلنًا رفضه للاتفاق.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن قبل نحو أسبوعين عن مبادرة جديدة تتضمن وقفًا لإطلاق النار وتبادل الأسرى، والانسحاب من قطاع غزة، غير أن الاحتلال أعلن رفضه وقف إطلاق النار بشكل نهائي، بينما طلبت حركة حماس ضمانات لوقف شامل لإطلاق النار، وفتح المعابر وانسحاب جيش الاحتلال من محور صلاح الدين «فلاديلفيا»، وفك الحصار عن القطاع.
نزيف الجيش الإسرائيلي
خاضت فصائل المقاومة الفلسطينية السبت مواجهات ضارية مع الاحتلال الإسرائيلي، ونجحت في إيقاع عشرات الجنود بين قتيل وجريح، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وتفحمت جثث 8 جنود إسرائيليين جراء استهداف المقاومة الفلسطينية لها بلغم أرضي، ما أدى إلى انفجارها وقضاء جميع من بداخلها، مع وجود كميات من المتفجرات داخل المدرعة وقت التفجير.
المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي «دانيال هاغاري» قال: «إن الانفجار كان نتيجة عبوة ناسفة زرعت في طريق سير المدرعة، أو نتيجة إطلاق صاروخ مضاد للدبابات، وأدى الانفجار الكبير إلى صعوبة التعرف على جثث الجنود وتحديد أماكن وجودها».
وخرج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتانياهو»، معلقًا على حادث المدرعة بقوله: « إننا نحتضن العائلات العزيزة في هذه اللحظة الصعبة، ورغم الكلفة الباهظة للحرب يجب التمسك بأهداف الحرب، وبخاصة تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية وإعادة الرهائن».
والهدنة الوحيدة التي جرت في قطاع غزة كانت نهاية نوفمبر الماضي واستمرت لمدة اسبوع، تم على إثرها إفراج حركة حماس عن 80 إسرائيليًا، و25 من مزدوجي الجنسية، مقابل إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن240 أسيرًا فلسطينيًا.
الجبهة الشمالية
وتزايدت مخاوف اتساع رقعة النزاع في الأيام الأخيرة، لتشمل مواجهة مباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي، والمقاومة اللبنانية من خلال حزب الله والذي أعلن عن دعمه لحركة حماس، وتكثيف ضرباته على المدن الحدودية الإسرائيلية.
وأفاد حزب الله اللبناني في بيان له السبت بأنه استهدف قاعدة ميرون بالصواريخ الموجهة، إلى جانب تنفيذ هجومًا آخر بأسراب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة إسرائيلية، ردًا على «الاغتيال الذي نفذه العدو في بلدة جويّا، والذي استهدف القيادي البارز في الحزب طالب عبد الله».
وخوفًا من اندلاع مواجهة مباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، أعلنت فرنسا على لسان الرئيس «إيمانويل ماكرون» قبل يومين عن وضع خريطة طريق ثلاثية الأطراف تضم باريس وواشنطن وتل أبيب، بهدف احتواء التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
من جهته رفض وزير الحرب الإسرائيلي «يوآف غالانت»، المبادرة الفرنسية الجديدة، متهمًا باريس بأنها تناصب إسرائيل العداء، وهو التصريح الذي رفضته خارجية الاحتلال الإسرائيلي ووصفته بأنه «غير مناسب».
اليونيفيل يحذر من نزاع مفاجئ
وفي بيان مشترك مساء السبت، حذّر رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو من أن «خطر سوء التقدير الذي يؤدي إلى نزاع مفاجئ وأوسع نطاقاً هو حقيقي للغاية»، كانت هذه تحذيرات المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان «جينين هينيس»، مشيرةً إلى التواصل مع جميع الجهات الفاعلة للحث على التوقّف عن إطلاق النار والالتزام بالعمل من أجل حلّ سياسي ودبلوماسي.
وقبل أيام توعد رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين بزيادة عمليات الحزب العسكرية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي قائلًا: «إذا كانت رسالة العدو الإسرائيلي النيل من عزيمتنا لنتراجع عن موقفنا في إسناد المظلومين والمجاهدين والمقاومين في غزة الأبية، فعليه أن يعلم أن جوابنا القطعي سنزيد من عملياتنا شدة وبأسًا وكمًا ونوعًا».
وتسبب القصف المتبادل بين الاحتلال الإسرائيلي، وحزب الله، في استشهاد 471 شخصا على الأقل في لبنان، و26 إسرائيليًا، -وفق تعداد لوكالة فرانس برس-.
اقرأ أيضًا:
الكويت تكشف أعداد الناجين من «حريق المنقف»