هل تبخرت فرص صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة؟ (خاص)

هل تبخرت فرص صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة؟ (خاص)
غزة
القاهرة: أحمد واضح

لا تزال أجواء الضبابية تخيم على جهود الوساطة المصرية القطرية الأميركية لتمرير اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تقارير متباينة عن وقف قريب لإطلاق النار في غزة وتمرير صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.

ويطرح مراقبون تساؤلات بشأن سر الصمت المطبق من قبل أطراف الوساطة، منذ إعلان مصر وقطر، الثلاثاء الماضي، تسلّمهما رداً من «حماس» والفصائل الفلسطينية، بشأن مقترح الهدنة الذي أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن.

لكن القائد السابق بالجيش المصري والخبير العسكري والاستراتيجي اللواء دكتور سمير فرج، يعبر عن تفاؤله بشأن قرب التوصل إلى تفاهمات حول سيناريوهات إقرار اتفاق وقف إطلاق النار، بعد رد حركة حماس الإيجابي على المقترح الأميركي، مشيرًا إلى أن «الحركة أضافت بعض طلبات تتعلق بصياغة وقف دائم لإطلاق النار، وكذا خروج جيش الاحتلال من كل قطاع غزة، مع تحرير الأسرى أصحاب الأحكام المؤبدة والأكثر من 25 عامًا من السجون الإسرائيلية».

غزة

حماس وضمانات مكتوبة

ويضيف اللواء سمير فرج، في تصريح خاص لـ«خليجيون»: «المكتب السياسي لحركة حماس طلب ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة الأميركية، ومصر، وقطر، وأضاف إليهم تركيا، وروسيا مؤخرًا، وهو ما رفضه الاحتلال بجملة التعديلات المقترحة من قبل حركة حماس، وهو ما تسبب في تعقيد إبرام الصفقة حتى الآن».

اللواء سمير فرج

ويشير الخبير العسكري والاستراتيجي، إلى جهود حثيثة من مصر وقطر لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الطرفين، بهدف الوقف الشامل لإطلاق النار، قائلًا: «المبادرة التي أطلقها جو بايدن هي ذاتها المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، غير أن بايدن أراد أن يكون له الدور الرئيسي في تحقيق صفقة التبادل لاستغلالها في تحقيق مكاسب سياسية في الانتخابات الرئاسية المقبلة».

في المقابل، يرى الخبير العسكري المصري أن إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن «وقف تكتيكي» للعمليات على جبهة رفح، هو «محاولة لشحذ قوته العسكرية للرد على هجمات حزب الله، خاصة مع صعوبة فتح جبهتين في آن واحد، وهو أمر تعجز عنه أعتى الجيوش العالمية، ووقف العمليات العسكرية تكتيكي أو عملياتي في رفح يعد هزيمة ضمنية لإسرائيل أمام حركة حماس».

ومنذ يوم الأحد، تشنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي ضربات على شمال قطاع غزة، رغم حديث الاحتلال عن ما توصف بـ«هدنة جزئية» في منطقة بجنوب القطاع. والهدنة التي تستمر لساعات محددة وتزامن إعلانها مع أول أيام عيد الأضحى، تهدف إلى تسهيل مرور المساعدات الانسانية التي تشتد الحاجة إليها لدى سكان غزة المتضورين جوعا، حسب زعم الاحتلال.

فرصة ضائعة على الفلسطينيين

ووسط استمرار العدوان، لا يتوقع المحلل السياسي الفلسطيني د.أيمن الرقب، وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلال الأشهر القريبة المقبلة، قائلًا في تصريح إلى «خليجيون»: «إن نتنياهو يراهن على خسارة بايدن الانتخابات الأميركية، ومن ثم فوز ترامب ليكون أكثر دعمًا، بل وربما فتح جبهة اخرى الجبهة الشمالية ضد حزب الله اللبناني، وإعلان الحرب على إيران إذا تدخلت لدعم حزب الله»، موضحا «أن الاحتلال لم يحقق أيًا من أهدافه المرسومة بعد قرابة تسعة أشهر من العدوان على قطاع غزة»،

ويتابع أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني «ما يدور في الكواليس هو تنفيذ المرحلة الأولى من.قرار مجلس الأمن رقم 2735، والدخول في هدنة لمدة ستة أسابيع بالحد الأدنى خلالها يطلق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين ووقف متدرج للعمليات، وهو ما سيحدث قريبًا ومع تفاؤل حذر»، منبها إلى أن «الهدن تبرّد الحروب، وأنه حال سريان هدنة في الوقت القريب فإنها ستكون بادرة لوقف الحرب بشكل نهائي، حتى لو طبقت في المرحلة الأولى».

الدكتور أيمن الرقب

في المقابل، يرى المحلل السياسي الفلسطيني أن قرار مجلس الأمن بوقف اطلاق النار 2735 هو «فرصة ضائعة»، وإذ يقر الرقب في تصريح لـ «خليجيون»: «بوجود بعض العيوب التي تحتاج الى بعض التعديلات في قرار مجلس الأمن»، إلا أنه يقول «كان من الافضل للمقاومة ان تقبل القرار كما هو وتطالب العالم لتنفيذه»، مشيرا إلى مزايا في هذا القرار مثل «الوقف الكامل لعمليات الاحتلال، بجانب قيام دولة فلسطينية. بعد 5 سنوات في شكل متدرج، بما يلقي الكرة في ملعب دولة الاحتلال والولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتنفيذ القرار».

وفي العاشر من يونيو، اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا رحب فيه «بالاقتراح الجديد لوقف إطلاق النار المُعلن يوم 31 مايو، الذي قبلت به إسرائيل». وطالب المجلس حماس بقبوله أيضا، وحث الطرفين على تطبيق بنوده بشكل كامل بدون تأخير أو شروط.

اقرأ أيضًا:

لماذا امتنعت الإمارات عن إدانة روسيا في قمة دولية؟

صرخة إنذار من «صندوق النقد»: 300 مليون موظف تحت رحمة «الذكاء الاصطناعي»

شبح مجاعة وجرائم حرب.. الإمارات تخصص هذا الرقم لدعم السودان

أهم الأخبار