تراجع الجيش أم مناورة؟.. تطور خطير في حرب الجنرالين بالسودان
اعرب ممثل السودان بالأمم المتحدة الحارث إدريس عن الاستعداد لوقف القتال في الفاشر، قائلًا: «الجيش مستعد للتطبيق الفوري لوقف إطلاق النار في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور شريطة التزام قوات الدعم السريع ببنود اتفاق جدة كأساس»، فيما أثار تساؤلات محللين حول ما إذا كان هذا الإعلان تراجعا للجيش أم مناورة في حرب السودان المستمرة منذ أبريل العام 2023.
وخلال جلسة مجلس الأمن حول الوضع المتدهور في السودان، أفاد إدريس، بأن سبب تدهور الأوضاع بمدينة الفاشر إلى جانب إطالة أمد الحرب هو التمويل المستمر للدعم السريع بالأسلحة والذخائر وهو ما أضحى السبب الرئيسي في تدهور الأوضاع بالسودان.
وأشار ممثل السودان بالأمم المتحدة، إلى أن عمال الإغاثة الذين قتلوا في السودان، قد لاقوا حتفهم في مناطق ومدن تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، قائلًا: «نتهم قوات الدعم السريع بقصف المناطق المدنية، وذلك بالتزامن مع طلعات الجيش السوداني الجوية، بهدف إظهار أن الجيش السوداني هو المتسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين».
ونوه إدريس، بأن كميات الغذاء الموجودة في السودان أضحت غير كافية لتغطية احتياجات المواطنين من الطعام والشراب، مناشدًا الأمم المتحدة بشراء الغذاء من السوق المحلي لتقليل التكلفة ودعم المزارعين.
دعم إماراتي وتعهدات إنسانية
وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، أمس الأول عن تخصيص 70 مليون دولار من إجمالي 100 مليون دولار قيمة تعهدها الإنساني الذي أعلنته إبريل الماضي لوكالات الأمم المتحدة العاملة في الشؤون الإنسانية، والإغاثية، وفي ظل دورها الذي يبرز كأحد اكبر المساهمين في المجال الإنساني للسودان وأفريقيا.
وبلغ التعهد الإماراتي، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، 100 مليون دولار أميركي، وذلك خلال مشاركتها في اجتماعات المؤتمر الدولي الإنساني حول السودان، على أن يتم توجيه هذا الدعم إلى وكالات الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية، من بينها:
1- مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية
2- برنامج الأغذية العالمي
3- المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
4- منظمة الأغذية والزراعة
5- منظمة الصحة العالمية
وحسب البيان، فإن الدعم الإماراتي يشكل «جميع أنواع المساعدات الإنسانية، إلى جانب التركيز على المساعدات الغذائية، والصحية، وكذا حماية النساء والأطفال وتأمين سبل العيش، والمأوى في حالات الطوارئ للمحتاجين في الدول التي تشهد أزمات إنسانية وصراعات، وحروب».
.علاج الأزمة الإنسانية في السودان
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، «التزام الدولة بمعالجة كافة جوانب متعددة للأزمة الإنسانية في السودان والمنطقة»، وفق ما أعلنته وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي.
ودشنت الإمارات جسرًا جويًا لتقديم الدعم والإغاثة للسودان منذ بداية الأزمة، بتسيير 148 طائرة إمدادات إغاثية، إلى جانب سفينة تحمل 1000 طن من المساعدات، وكذا مستشفيات ميدانية أقيمت في دولة تشاد الملاصقة للسودان بهدف دعم اللاجئين السودانيين، مع اعتماد تقديم خدمات طبية لأكثر من 29، 378 حالة في مستشفى في أمدجراس.
وفي الإطار دعت الإمارات العربية المتحدة، إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في السودان، مطالبة كافة الأطراف الفاعلة بالعودة إلى المسار السياسي للتوصل إلى حل سلمي.
شكر أممي لدور الإمارات الإغاثي
ومن جهته عبّر «مارتن غريفيث» وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، رفقة «فيليبو غراندي» المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن امتنانهما «للدعم الإماراتي السخي الذي سيسهم في تقديم المساعدة الإنسانية الحيوية للسودان الذي يشهد أزمة إنسانية متفاقمة منذ اندلاع الحرب الأهلية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع».
ورحبت سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، بالتعهدات الإماراتية التي ستدعم عملياتها الغذائية في السودان، مؤكدة أنها ستساهم في مساعدة الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة.
العيد الرابع بطعم الدمار والموت
واحتفل السودانيين هذا العام بعيد الأضحى الثاني وهم يكابدون آلام الفقد والنزوح تحت وطأة المعارك الضارية بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
وهذا هو العيد الرابع - باحتساب عيدَي الفطر السابقين - الذي تُذهب الحرب بفرحته. يضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار الأضاحي بشدة، مما يجعلها بعيدة المنال عن معظم البيوت السودانية، خاصة بعدما فقد الكثيرون وظائفهم ومصادر دخلهم بسبب الحرب.
والحرب في السودان يخوضها الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان منذ أبريل 2023، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، إذ سجلت زيادة صادمة بنسبة 480% في عدد الانتهاكات الخطيرة ضدّ الأطفال في السودان في العام 2023، حيث وقع 1721 انتهاكاً خطيراً ضدّ 1526 طفلاً، بينهم 480 قتيلاً و764 مصابًا.
وبسبب تلك الانتهاكات أدرج أنطونيو غوتيريش الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على قائمة العار، بسبب قتل وإصابة أطفال وتنفيذ هجمات على مدارس ومستشفيات، كما وُضعت قوات الدعم السريع على هذه القائمة على خلفية الانتهاكات ذاتها إضافة إلى الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، وتجنيد عشرات الأطفال.
اقرأ المزيد:
رواية طفل فلسطيني من قلب «المحرقة»: قتلوا والدتي أمام عيني
خنق اقتصادي وتغيير ديموغرافي.. حرب إبادة إسرائيلية أخرى في الضفة الغربية
«خليجيون» تستكشف موقع الدول العربية من الاستنفار النووي العالمي