ما انعكاسات التصعيد بين حزب الله وإسرائيل على دول الخليج؟
نبه محللون وباحثون إلى التكلفة الباهظة لأي تصعيد بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، وسط مخاوف من اتساع التوترات في المنطقة على وقع حرب الإبادة المتواصلة في غزة.
حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس الأربعاء من أن أي مكان في إسرائيل «لن يكون بمنأى» عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب، فيما زعم رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي خلال زيارة لشمال فلسطين المحتلة إن الدولة العبرية لديها «قدرات أكبر بكثير» من قدرات حزب الله مضيفا «العدو لا يعرف إلا القليل عنها وسيواجهها في الوقت المناسب».
وعلى الرغم من أنها لا تشترك في الحدود مع إسرائيل أو لبنان، فإن «دول مجلس التعاون الخليجي سيكون لها حصة كبيرة في أي مواجهة شاملة»، وفق تقرير لموقع «أمواج ميديا»، و يقول الدكتور عبد الله باعبود، وهو باحث عماني وأستاذ زائر في جامعة واسيدا بطوكيو: إن «حربًا محتملة بين حزب الله وإسرائيل يمكن أن تدفع إيران وحلفاءها الإقليميين إلى التدخل عسكريًا لدعم حزب الله، الأمر الذي قد يؤدي إلى تصعيد خطير له تداعيات تتجاوز المنطقة وتتسبب بعدم استقرار واسع النطاق في جميع أنحاء العالم».
ويضيف: «تواجه دول مجلس التعاون الخليجي جميعها تحديات اقتصادية بينما تحاول تحويل اقتصاداتها بعيدًا عن النفط والاستعداد لعصر ما بعد النفط. وتعتمد رؤاهم وتطلعاتهم الاقتصادية على تحقيق الاستقرار الإقليمي. ومن الممكن أن تؤدي حرب محتملة بين حزب الله وإسرائيل إلى إحداث فوضى في المنطقة، الأمر الذي قد يضر بآفاق النمو الاقتصادي ويعيق الاهتمام والاستثمار الأجنبيين».
دول الخليج والوساطة بين حزب الله وإسرائيل
يرجح موقع «أمواج ميديا» أن تكون قطر والإمارات العربية المتحدة «هما المحاوران العربيان الخليجيان الأكثر نشاطًا في متابعة الخيارات الدبلوماسية لتجنب حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، إذ تقدم قطر نفسها «كلاعب أكثر حيادية تجاه الفصائل اللبنانية، في محاولة على الأرجح لتعزيز مصالحها الخاصة في الدولة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط».
في المقابل، يشير الدكتور عزيز الغشيان وهو زميل في مشروع الطائفية والوكلاء ونزع الطائفية في جامعة لانكستر، إلى أن «كون دول مجلس التعاون الخليجي لها علاقات رسمية أو غير رسمية مع إسرائيل لا يعني بالضرورة أنها تستطيع التأثير على السلوك الإسرائيلي تجاه لبنان». وذكر الدكتور الغشيان لـ«أمواج.ميديا»: «لا أعتقد أن أي شخص لديه أي نفوذ في الخليج يخوله الحد من حدة الحرب بين حزب الله وإسرائيل أو تهدئتها».
ويضيف «لا أرى أن أيًا من دول مجلس التعاون الخليجي تحاول بذل قصارى جهدها لمحاولة وقف التصعيد». ومن وجهة نظر الباحث، الذي يركز على السياسة الخارجية السعودية، فإن أعضاء مجلس التعاون الخليجي يشعرون بالقلق من أن يُنظر إليهم على أنهم «يقفون إما إلى جانب حزب الله أو إسرائيل».
اقرأ المزيد:
شاهد: الشباب تستعرض العضلات بـ«أكاديمية بن لادن» في الصومال
بالأرقام.. قفزة في حيازة الكويت لأدوات الخزانة الأميركية
أمام مجلس حقوق الإنسان.. موقف خليجي موحد من «الإجرام الإسرائيلي»