السودان يوضح حقيقة الاعتذار عن سجال مع الإمارات في مجلس الامن
نفت وزارة الخارجية، التابعة لمجلس السيادة السوداني برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في بيان، الجمعة، اعتذار السودان للإمارات، بعدسجال بين مندوب الخرطوم ومندوب الإمارات، خلال جلسة للأمم المتحدة حول الأوضاع في السودان.
وكان سجال دار مؤخرا بين مندوب الإمارات، محمد أبو شهاب ونظيره السوداني، الحارث إدريس، خلال جلسة للأمم المتحدة حول الأوضاع في السودان.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023 بعد خلافات حول خطط لدمج الأخيرة في الجيش في إطار عملية سياسية مدعومة دوليا كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات، ومنذ ذلك حين يتهم الجيش السوداني الإمارات بدعم قوات حميدتي.
وأوضحت وزارة الخارجية السودانية أن ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي بشأن اعتذار سفير السودان في أبوظبي للسلطات الإماراتية فيما يتعلق بخطاب مندوب السودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس، «عار تماما من الصحة»، وفق وكالة الأنباء السودانية (سونا).
وأضافت «تؤكد وزارة الخارجية أن الخبر المعني عار تماما من الصحة، وأن الخطاب الذي ألقاه السفير الحارث إدريس في الاجتماع هو الموقف الرسمي للسودان، حول ما بحثه اجتماع مجلس الأمن، الجمعة 21 يونيو 2024».
ماذا دار في جلسة مجلس الأمن؟
وشهدت جلسة مجلس الأمن في نيويورك الثلاثاء سجالا حادا بين مندوبي السودان والإمارات لدى الأمم المتحدة، وتبادلا الاتهامات حيال المسؤولية عن تأجيج الصراع في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
وجدد مندوب السودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس خلال حديثه في الاجتماع اتهامه لدولة الإمارات بدعم «مليشيات الدعم السريع»، قائلا إن حكومة بلاده تملك أدلة على ذلك.
بعدها طلب مندوب الإمارات لدى الأمم المتحدة محمد أبو شهاب مداخلة وصف خلالها اتهامات المندوب السوداني بأنها «سخيفة». وقال إن السفير السوداني «يمثل القوات المسلحة السودانية وهي أحد أطراف الصراع في السودان».
ووأوضح أن بلاده ظلت تقدم الدعم للعمليات الإنسانية في السودان.
وأضاف: «ممثل القوات المسلحة السودانية يجب أن يُسأل لماذا لا يأتي إلى محادثات جدة إذا كان يسعى إلى وقف النزاع ومعاناة المدنيين؟ ولماذا يعيقون تدفق المساعدات؟ ما الذي تنتظرونه؟ يجب عليك أن تتوقف عن استغلال منبر دولي مثل مجلس الأمن للمزايدات وبدلا من ذلك وقف النزاع الذي بدأته».
وعلى الفور طلب ممثل السودان مداخلة رد فيها على المندوب الاماراتي قائلا: «دولة الإمارات هي التي ترعى الإرهاب المنمذج والعرقي في السودان وأثبت ذلك تقرير لجنة الخبراء منذ ديسمبر 2023». وتابع مخاطبا أعضاء مجلس الأمن «حشدنا لكم كل البيانات والدلائل والصور ورفعناها إلى مجلسكم الموقر لكي تناقش، لكن دولة الإمارات بفعلها وشرها عرقلت الاجتماع بصيغته المطلوبة حتى يتخذ مجلسكم، كما قلت لكم، مشي مسافة الميل المتبقي، وهو إدانة دولة الإمارات في عدوانها. إن دولة الإمارات مدانة والمدان لا يكون شريكا في السلام».
بعد ذلك طلب مندوب الإمارات مرة أخرى مداخلة قال فيها: «نرى أن هذا يمثل انتهاكا معيبا من أحد الأطراف المتحاربة في السودان لهذا المجلس. استغلال هذا المنبر لنشر اتهامات زائفة ضد الإمارات العربية المتحدة لتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الخطيرة التي تحدث على الأرض»، مضيفا «لن يكون هناك نصر أو تسوية عسكرية للنزاع في السودان وإن طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد للتسوية».
إلى ذلك، أفادت قناة (سودانية 24) اليوم الجمعة بمقتل 15 شخصا في هجوم لقوات الدعم السريع على قرية عسير ريفي بجنوب ولاية الجزيرة السودانية. وأضافت القناة أن «عناصر الدعم السريع حاصرت الناس أثناء أداء صلاة الجمعة ونهبت كل الممتلكات، متسببة في نزوح كبير من القرية إلى قرى ود مقبول ولاغبشان المنارة».