ما شروط تطبيع العلاقات بين البحرين وإيران؟
رصد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ما اعتبرها شروطا لطي صفحة الماضي بين البحرين وإيران، واستعادة زخم العلاقات بين البلدين بعد 8 سنوات من القطيعة.
واتفقت المنامة وطهران الإثنين الماضي على «إنشاء الآليات اللازمة من أجل بدء المحادثات بين البلدين لدراسة كيفية استئناف العلاقات السياسية بينهما» وفقما ذكرت وزارة الخارجية البحرينية. الاتفاق التأم خلال لقاء جمع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني والقائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني في طهران أمس الأحد.إذ يزور وزير الخارجية البحريني طهران بدعوة من نظيره الإيراني للمشاركة في اجتماع حوار التعاون الآسيوي.
وقال المركز البحثي الأميركي ‘إن «سائل الإعلام الرسمية الإيرانية واصلت -حتى وقت قريب- تقديم روايات حول السيادة الإيرانية على البحرين»، معتبرا أن «الإشارة الحقيقية للتقدم هي توقف وسائل الإعلام الإيرانية المرتبطة بالدولة عن تحدي سلامة أراضي البحرين واستقلالها».، مشيرا إلى أن الإشارة الأخري هي «قطع طهران علاقاتها مع الفصائل البحرينية المتشددة».
واعتبر المركز البحثي الأميركي أنه «دون إجراء إيران لمثل هذه التغييرات، غهناك سبب وجيه للتساؤل عما يمكن أن تحققه إعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية من وجهة نظر الحكومة البحرينية».
ورأت الدراسة الأميركية أن علاقات البحرين مع الولايات المتحدة وإسرائيل «تجعل طهران تشعر بالضعف الشديد»، مشككا في أن «تتوقف البحرين عن استضافة الأسطول الخامس للبحرية الأميركية أو تلغي اتفاق التطبيع مع إسرائيل».
لكن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى قال «يمكن للبحرين اتخاذ خطوات للإشارة إلى التزامها بعلاقات أفضل مع طهران من خلال ضمان عدم استخدام الأراضي البحرينية من قبل أي قوة أجنبية لأغراض العمل العسكري ضد إيران أو حلفائها الإقليميين».
قطيعة بين البحرين وإيران
وفي عام 2016، قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بعد تعرض مقار دبلوماسية سعودية في إيران لهجمات وتخريب من محتجين، ردا على إعدام رجل الدين الشيعي البارز في السعودية، نمر النمر. واستتبع ذلك أن قطع أيضا عدد من الدول العربية والأفريقية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، ومن بين هذه الدول البحرين.
في العام نفسه، قضت محكمة بحرينية بحل جمعية الوفاق الوطني (شيعية) التي تعتبر من أبرز الحركات المعارضة في البحرين، وأمرت بتصفية أموالها لصالح خزينة الدولة، بتهمة بعدم احترام القانون وبتوفير بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والعنف.
وبعد سبع سنوات أصدرت السعودية وإيران في بكين بيانا مشتركا برعاية صينية، يعلنان فيه أنهما توصلتا إلى اتفاق يقضي بإعادة فتح سفارتيهما والبعثات الدبلوماسية في غضون شهرين، في خطوة شكلت حدثا بارزا في ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين.
وظهر مؤشر بداية التقارب البحريني الإيراني، حينما قال ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، في مايو الماضي خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الخميس إنه «لا يوجد سبب لتأجيل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران». وأضاف الملك حمد أن المملكة تتطلع إلى تحسين علاقاتها مع طهران، وذلك حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية في البحرين.
في المقابل يستبعد الباحث في الشأن الإيراني هاني سليمان في تصريح إلى «خليجيون» أن ترتبط عودة العلاقات بين إيران والبحرين بحالة التوتر مع الاحتلال الإسرائيلي خاصة وأن البلد الخليجي في حالة تطبيع مع تل أبيب، قائلا:«هناك حالة فصل في انتهاج استراتيجيات وتفاصيل العلاقات السياسية بين الدول وبعضها فليس شرطا أن تقاطع البحرين إسرائيل بسبب تعاونها مع إيران».
ويعتبر الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أن الخطوة البحريني «إنفراجة بين دول الخليج وطهران»، لكن إلى «تحفظ من جانب بعض هذه البلاد التي تحمل خلافات عميقة مع إيران»، متوقعا انتهاء هذه الخلافات مع مرور الوقت - على حد قوله-.
اقرأ المزيد:
بيزشكيان وجليلي يتصدران انتخابات الرئاسة في إيران