الخليج يطمئن الشركات الأميركية وسط التصعيد
أطلق الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي رسائل طمانة سياسية واقتصادية خليجية مهمة، خلال اجتماع مع شركات أميركية، مؤكدا الجهود الخليجية المستمرة لحل النزاعات الإقليمية، ومتانة وقوة الاقتصاد الخليجي وقدرته على مواجهة التحديات الاقتصادية.
يتزامن ذلك مع تحذيرات مراقبين ومحللين من حزمة انعكاسات اقتصادية لحرب محتملة على الجبهة اللبنانية بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله -مدعوما بفصائل مسلحة اخرى- على دول مجلس التعاون، لافتين إلى أن اندلاع حرب شاملة في المنطقة من شأنها تعطيل طموحات وآمال بلدان الخليجي الطامحة في تحقيق طفرات اقتصادية جديدة.
رسائل البديوي جاءت خلال كلمة مسجلة للأمين العام، في اجتماع المائدة المستديرة بين مجلس التعاون والشركات الأميركية الذي أقيم برعاية غرفة التجارة الأميركية، في العاصمة الأميركية واشنطن.
سياسيا، أعرب الأمين العام عن «التزام دول مجلس التعاون بتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة»، مشيرًا إلى «الجهود الخليجية المستمرة لحل النزاعات الإقليمية وتعزيز السلام والأمن لتحقيق مزيد من النمو والازدهار»
على الصعيد الاقتصادي، أشار البديوي إلى أن «الخطوات التي اتخذتها دول مجلس التعاون لتعزيز الروابط التجارية والاستثمارية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، ركزت بشكل كبير على الفوائد المتبادلة من خلال هذه الشراكة الاقتصادية».
و أكد البديوي أن «دول مجلس التعاون الست تتمتع بعلاقات تجارية واستثمارية طويلة الأمد وقوية مع الولايات المتحدة، وتشهد هذه العلاقات تقدماً واضحاً وكبيراً، موضحاً أن هذه الشراكات تلعب دوراً محورياً في تعزيز النمو الاقتصادي والابتكار والتنمية عبر مختلف القطاعات».
وحسب أرقام رسمية، حققت التجارة الثنائية بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة في عام 2023 ما يقارب 180 مليار دولار.
نجاحات خليجية في مجال الطاقة
ونوه المسؤول الخليجي إلى ما حققته دول مجلس التعاون من نجاحات كبيرة في قطاعات الطاقة، حيث تحتل المرتبة الأولى عالميًا في إنتاج النفط الخام، والثانية في احتياطيات الغاز الطبيعي.
كما تطرق البديوي إلى «المشاريع الخليجية الاستراتيجية المستقبلية، مثل مشروع سكة الحديد الخليجية، والذي سيساهم في تعزيز الربط بين دول الشرق الأوسط وتوفير فرص تعاون كبيرة مع الشركاء الأمريكيين»، ونوه إلى أن «دول المجلس تعمل بوتيرة متسارعة كذلك لتطوير البنية التحتية الرقمية والانتقال إلى اقتصاد متنوع قائم على التكنولوجيا». وأكد الأمين العام «عزم دول مجلس التعاون على تعميق التعاون مع الولايات المتحدة، وضمان النمو الاقتصادي المستدام للأجيال القادمة للجانبين».
وهدد مسؤولون إسرائيليون مؤخرا بشن هجوم عسكري في لبنان إذا لم يتم التوصل إلى نهاية تفاوضية لإبعاد حزب الله عن الحدود.
و في تصريح سابق إلى «خليجيون»، رأى الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده أن «اندلاع حرب متعددة الأطراف ستؤثر سلبا على المشروعات الخليجية وتكبدها خسائر بالمليارات»، مشيرا إلى هذه الحرب المحتملة تأتي «بعد أن بدأت دول الخليج بدأت تتنفس الصعداء اقتصاديا مع انطلاقة التخلص من الاقتصاد الريعي والتوجه إلى موارد بديلة تنوع مصادر الدخل كالسياحة والخدمات الرقمية واللوجيستية والموانئ والمزايا الترفيهية والرياضية والصناعية»
وقال عبده إن الممرات البحرية الخليجية ستكون لها نصيب من الضرر الأكبر خاصة المتشاطئة مع مناطق النزاع المحتملة، لاسيما الخليج العربي ومضيق باب المندب وهرمز، باعتبارها محطات نقل النفط ومشتقاته. ورغم الخسائر المحتملة، يقول الباحث الاقتصادي المصري إنه يمكن تعويضها بعائدات ارتفاع أسعار النفط مع توقعات زيادة الطلب عليه من أطراف عدة خاصة الولايات المتحدة الأميركية التي ستصدر للاحتلال الإسرائيلي بطريقة مباشرة.
اقرأ المزيد:
طيران الإمارات تؤجل رحلات بأسطول «إيرباص» الجديد لهذا السبب