مطاردة الأكراد تجبر العراقيين على التخلص من أغنامهم
أجبرت الاشتباكات المندلعة في شمال العراق بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال الكردستاني، أصحاب المزارع في تلك المنطقة على التخلص من أغنامهم التي يربوها، لتعويض جزء من الخسائر الناجمة عن هذه المعارك.
ومع استمرار سقوط القذائف على الأراضي الزراعية في سركلي، أصبح العيش في في بلدة سركلي التابعة لقضاء العمادية في محافظة دهوك بشمال العراق يمثل خطورة بالغة على السكان الذين أجبرتهم هذه الاشتباكات المسلحة على ترك منازلهم والبحث عن مكان آخر للعيش فيه بأمان، حسب وكالة أنباء العالم العربي.
وقال إبراهيم صاحب مزرعة في تلك المنطقة إن «الاشتباكات مستمرة في هذه المنطقة وهناك قذائف تسقط على البلدة وليس لدينا حياة طبيعية. نحن محاصرون داخل البلدة. هذه كلها بساتين خاصة بنا لكن لا نستطيع أن نذهب إليها. اضطررنا لبيع الماشية والأغنام».
وأضاف «البلدة كانت تضم أكثر من 500 أسرة لكن الآن يوجد فيها 40 أسرة فقط والسبب هو القصف المستمر والاشتباكات. نحن نعيش في وسط خطر بالغ وإذا استمر الوضع هكذا سنترك البلدة».
معاناة سكان البلدة
ويوضح شيروان سركلي معاناة سكان البلدة من الذين اختاروا البقاء فيها رغم الأوضاع الصعبة والقصف المتسبب في إحراق المحاصيل الزراعية والبساتين.
وقال «قبل أيام ماتت عمتي. بعد وفاتها بثلاث ساعات حصلنا على موافقة الجيش التركي كي نذهب إلى المقبرة لدفنها. بعد دفنها مباشرة وقعت قذيفة على مسافة 100 متر من المقبرة وهو ما تسبب في حرق كل البساتين».
وأضاف «للأسف كانت هناك أشجار جوز في تلك المنطقة تجاوزت عمرها 100 سنة وأحرقوها بالكامل. بالتأكيد إذا استمرت الأوضاع على نفس المنوال سيكون هناك خطورة بالغة على المنطقة والبلدة».
الطيران الحربي التركي
ويشن الطيران الحربي التركي غارات على قضاء العمادية في من وقت إلى آخر في إطار ضربات يوجهها لمواقع يقول إن عناصر حزب العمال الكردستاني يحتمون بها في دهوك مما يتسبب في حرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وأشجار بالغة القدم.
وحذر محمود نهيلي مدير الإعلام بناحية ديرلوك في قضاء العمادية من تأثير استمرار القصف والاشتباكات في المنطقة على بقاء الأهالي في المنطقة مع ضياع آمالهم في جني المحاصيل الزراعية بسبب احتراقها.
وقال «حرق الغابات وحرق بساتين المزارعين في هذه المنطقة من قبل قوات الجيش التركي أو نتيجة الاشتباكات بين عناصر حزب العمال الكردستاني والجيش التركي أثرت على اقتصاد المواطنين لأن المزارعين زرعوا الأشجار لمدة سنوات وكانونا ينتظرون جني ثمارها قبل أن تحترق كل البساتين خلال دقائق».
وأضاف «بصراحة هذه الحرب المستمرة في مناطقنا ليست من شهر أو سنة واحدة فقط بل مرت سنوات عليها. الأوضاع المعيشية للمواطنين تسوء يوما بعد يوم وخاصة في الآونة الأخيرة بعدما وصلت الحرب إلى مراكز المدن الصغيرة ومراكز البلدات وهو ما أثر بشكل عام على حياة المواطنين خاصة في الجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. هناك الكثير من الأسر التي نزحت وتركوا البلدة وذهبوا للعيش في المدن».
اقرأ المزيد