إشارات على إحياء جهود الوساطة في غزة.. «نيويورك تايمز»: جيش الاحتلال «منهك»
ظهرت إشارات خلال الساعات الماضية على إحياء مساعي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب الإبادة المستمرة منذ تسعة أشهر في قطاع غزة بينما شنت إسرائيل مزيدا من الضربات على القطاع المدمر.
وبعد القليل من الجهود الدبلوماسية المعلنة والمستمرة لأسابيع، سلمت الدولتان الوسيطتان مصر وقطر ردا من حماس على اقتراح يتضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيابة عن جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد إن إسرائيل تدرس الرد.
وتحاول مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أشهر التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح 120 رهينة متبقين في غزة، لكن تلك الجهود باءت بالفشل مرارا.
وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب ويؤدي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من غزة. وتقول سلطات الاحتلال إنها لن تقبل أية هدنة حتى تقضي على حماس.
وقال بيان الموساد إن إسرائيل تدرس الرد وسترد على الوسطاء، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
في المقابل، قالت حماس في بيان إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالات مع الوسطاء في قطر ومصر «حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل لاتفاق يضع حدا للعدوان الغاشم الذي يتعرض له شعبنا الأبي في قطاع غزة، كما تم التواصل بين رئيس الحركة والمسؤولين في تركيا بشان التطورات الأخيرة». وأضافت أن الحركة «تعاملت بروح إيجابية مع فحوى المداولات الجارية».
خلافات بين جيش الاحتلال ونتنياهو
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كبار القادة العسكريين الإسرائيليين يريدون وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أبقى ذلك حماس في السلطة في الوقت الحالي ليزيد الخلاف بين الجيش ونتنياهو الذي يعارض أي هدنة من شأنها أن تسمح لحماس بالبقاء.
ويعتقد القادة أن وقف إطلاق النار سيكون أفضل وسيلة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين المتبقين، ويرون أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المنهكة، والتي تعاني من نقص الذخائر، بحاجة إلى إعادة تجميع صفوفها في حالة اندلاع حرب أوسع مع جماعة حزب الله اللبنانية، حسبما ذكر تقرير نيويورك تايمز نقلا عن ستة مسؤولين أمنيين إسرائيليين حاليين وسابقين.
واغتالت ضربة إسرائيلية القائد الميداني الكبير في حزب الله محمد نعمة ناصر في جنوب لبنان يوم الأربعاء مما دفع الجماعة المتحالفة مع إيران إلى الرد بإطلاق صواريخ على إسرائيل مع استمرار تصاعد الصراع الخطير بينهما.
وتثير الأعمال القتالية بين إسرائيل ولبنان، والتي اندلعت مع حرب غزة، مخاوف بشأن صراع أوسع نطاقا ومدمر بين الطرفين وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى بذل جهود دبلوماسية تهدف إلى وقف التصعيد.
واسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة استشهاد ما يقرب من 38 ألفا، بحسب وزارة الصحة في غزة، ودمر الجيب الساحلي المكتظ بالسكان.
وقالت الشرطة إن جنديا إسرائيليا قتل يوم الأربعاء وأصيب شخص آخر في حادث طعن وقع بمركز تجاري في كرميئيل بشمال فلسطين المحتلة. وذكر موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي أن المهاجم الذي قُتل أيضا من نحف، وهي بلدة يعيش فيها أفراد من عرب 1948.
أسر فلسطينية تنام على الطريق
في غزة، قال مسؤولون في قطاع الصحة إن 12 شخصا على الأقل اسشتهدوا جراء غارات جوية إسرائيلية على وسط وشمال القطاع. وذكر سكان أن قوات الاحتلال نفذت أيضا ضربات جديدة في الجنوب وسط قتال عنيف مع مقاومين فلسطينيين خلال الليل. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط عمره 21 عاما في قتال بشمال غزة.
واستمر القتال طوال الليل في موقعين بوسط رفح حيث سيطرت الدبابات على عدة أحياء وتقدمت في غرب وشمال المدينة في الأيام القليلة الماضية.
كما دمرت غارة جوية إسرائيلية مدرسة تابعة للأمم المتحدة في خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث لجأ نازحون. ولم ترد تقارير حول القتلى والمصابين من السلطات في غزة.
وتصاعد الدخان من تحت الأنقاض بينما هرع الناس المذعورون للبحث عن أطفالهم وفر آخرون وهم في نحيب وحالة من الصدمة.
ويبحث كثير من الفلسطينيين عن مأوى لهم بعد أن أمرتهم إسرائيل بإخلاء منطقتي خان يونس ورفح يوم الثلاثاء، وهو ما قالت الأمم المتحدة إنه أكبر أمر إخلاء من نوعه منذ أن أمرت 1.1 مليون شخص بمغادرة شمال القطاع في أكتوبر تشرين الأول.
وقال سكان خان يونس إن الكثير من الأسر تنام على الطريق لعدم تمكنها من العثور على خيام.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن غارة جوية إسرائيلية على منزل في خان يونس قتلت حسن حمدان استشاري ورئيس قسم الحروق والتجميل في مجمع ناصر الطبي مع جميع أفراد أسرته.
ولم يعلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على بيان الوزارة ولم تتمكن رويترز من التحقق منه بعد.
وأُخلي مستشفى غزة الأوروبي، وهو آخر مستشفى يعمل في المنطقة، وكان يؤوي عائلات نازحة ومرضى. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي يوم الثلاثاء إنه جرى إبلاغ العاملين بالمستشفى والمرضى أنه بإمكانهم البقاء هناك.
تتضمن خطة وقف إطلاق النار المقترحة، والتي أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية شهر مايو، إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة تدريجيا وسحب القوات الإسرائيلية على مرحلتين. وتقترح أيضا الإفراج عن محتجزين فلسطينيين مع إعادة إعمار غزة وإعادة رفات الرهائن المتوفين في مرحلة ثالثة.
اقرأ المزيد
غلاء قطع الغيار يثقل كاهل أصحاب السيارات في سوريا