خليجيون| لماذا دعمت السعودية نشر قوات أممية في غزة بهذا التوقيت؟
يرى محللون أن اعلان المملكة العربية السعودية دعمها نشر قوّة دوليّة في غزة بقرار أممي، مهمّتها دعم السّلطة الفلسطينيّة، مرتبط بمصالحها مع الولايات المتحدة الأميركية الراغبة في إنهاء حكم حركة المقاومة الفلسطينية حماس، فضلا عن ارتباط هذا التوافق السعودي الأميركي صفقة أمنية طال التفاوض بشأنها بين واشنطن والرياض.
ودون مقدمات، قال وزير الخارجية السعودية في كلمة خلال مؤتمر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجيّة في مدريد، أنّ السلطة الفلسطينية بحاجة إلى دعم من قوات دولية تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة»، مضيفا «من المهم أن يكون الوضع الأمني في غزة تحت السيطرة من جهة يمكن الثقة بها».
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: المملكة تدعم نشر قوة دولية في #غزة بقرار أممي لدعم السلطة الفلسطينية#العربية pic.twitter.com/ee27cRYt86
— العربية (@AlArabiya) July 4, 2024
ويقول أستاذ الإسرائيليات بجامعة قناة السويس بمصر الدكتور سامح عباس، إن دعوات المملكة العربية السعودية تتوافق مع بايدن في خطة اليوم التالي من حرب غزة، بالإضافة إلى المصالح المشتركة بين البلدين في إطار الصفقة الأمنية ورغبة المملكة في الحصول على مفاعل نووي والتزويد بالأسلحة المطلوبة.
ويضيف عباس في تصريح إلى «خليجيون» أن «السعودية ترغب في تنفيذ مخطط نشر قوات دولية في غزة، تماشيا مع الخطة الأميركية في إنهاء وجود حماس، بينما الولايات المتحدة تعتمد على التمويل السعودي لهذه القوات»، معتبرا أن «السعودية تضفي شرعية في هذا الملف لأنها ستقتصر على عملية التمويل خاصة التزاما بالاتفاقيات الإبراهيمية التي تدعم هذا الاتجاه».
ويوضح أستاذ الإسرائيليات أن «البديل عن وجود نظام حماس في غزة هي قوة دولية بالاتفاق مع عناصر في المنطقة، أو عودة السلطة الفلسطينية بشكل محصن في ظل رفض إسرائيل عودة تلك السلطة لإدارة قطاع غزة خاصة وأن الموقف المصري واضح من البداية عدم التدخل في قطاع غزة»، مشيرا إلى أن «الإدارة الأميركية تضع هاجس بديل عدم وجود قوة دولية في قطاع غزة باستمرار الحرب في غزة، والهدف هو إنهاء وجود حماس».
الصفقة الأمنية
وفي يونيو الماضي ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلا عن مسؤولين أميركيين وسعوديين، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على وشك وضع اللمسات النهائية على معاهدة مع السعودية، تلتزم واشنطن بموجبها بالمساعدة في الدفاع عن المملكة في إطار صفقة تهدف إلى دفع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وإسرائيل.
والاتفاق المحتمل، الذي ظل محل مراسلات على نطاق واسع بين مسؤولين أميركيين ومسؤولين آخرين لأسابيع، يأتي ضمن حزمة أوسع ستتضمن إبرام اتفاق نووي مدني بين واشنطن والرياض، واتخاذ خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية، وإنهاء الحرب في غزة، حيث فشلت جهود وقف إطلاق النار المستمرة منذ أشهر في إحلال السلام.
اقتراحات سابقة
وفي مايو الماضي، اقترحت القمة العربية في البحرين نشر قوات دولية «في الأراضي الفلسطينية المحتلة» إلى غاية تطبيق حل الدولتين في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، فيما اعتبرت الولايات المتحدة أن مقترح الجامعة العربية نشر قوات دولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يمكن أن يضر بجهود إسرائيل لهزيمة حماس، إلا أن واشنطن لم تذهب رغم ذالك إلى حد معارضته، وفق تصريج المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل حينذاك.
رأي سعودي لا يعبر عن العرب
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني محمد أبو سمرة أن دعم المملكة العربية السعودية السماح بدخول قوات أجنبية إلى قطاع غزة لا يعبر عن مجمل الرؤية العربية كاملة، بل هو ترديد للمطالب الغربية خاصة الأميركية كمحاولة منها لفض الاشتباكات القائمة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن نشر تلك القوات في غزة مرتبط بنزع أي سلاح سواء من المقاومة أو الاحتلال الإسرائيلي.
ويضيف أبو سمرة في تصريح إلى «خليجيون» أن القرار لا بد أن يشمل حل الدولتين وإقامة سلطة فلسطينية تدير فلسطين وإنهاء الاستيطان وإقامة دولة فلسطينية لها سيادة على أراضيها»، موضحا أن الدعوات السعودية لم تراعي حق سيادة الشعب الفلسطيني على أراضيه، لكنها دعوات تبعد عن أهداف القضية بذاتها.
وشدد أبو سمرة على ضرورة «تعاون الفلسطينيين مع السعودية ومصر، لصياغة ملامح ومستقبل قطاع غزة وفلسطين في اليوم التالي لوقف العدوان، وفق المصلحة الوطنية والقومية العليا لفلسطين ومصر والأردن والعرب جميعاً»، موضحا أن «فلسطين هي القضية الاولى والمركزية للعرب والمسلمين جميعاً».
مجازر غزة مستمرة
يأتي ذلك فيما لا يزال قطاع غزة يتعرض لقصف اسرائيلي، فيما تتواصل المعارك في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة، وفي رفح في جنوب قطاع غزة حيث أثار أمر إسرائيلي جديد بالإخلاء من منطقة تمتد شرق خان يونس مخاوف من عملية عدوانية إسرائيلية واسعة جديدة.
اقرا المزيد
نعتها الرئاسة السورية.. شكوك في ملابسات وفاة الإعلامية السورية لونا الشبل