التراث العُماني في بيت الزبير لا يهمل الواقع المعاصر
يتيح بيت الزبير الذي يقع بالقرب من سوق مطرح في العاصمة العمانية مسقط فرصة للتعرف على مختلف أشكال التراث المادي واللامادي في السلطنة، كما يقدم للزائرين مساحة للتفاعل والحوار حول ممارسات ثقافية حية تعكس الوجه المعاصر لبلد يملك إرثا ثقافيا هائلا.
يبدو البيت أمام زائريه أقرب في صورته إلى متحف للإنسانية يستعرض بين جنباته مصادر التراث العماني بتنويعاته المختلفة، إلا أن الزائر سرعان ما يكتشف أنه يقف في قلب مؤسسة ثقافية تفيض بممارسات فنية وثقافية معاصرة تنتمي أيضا للحظة الراهنة وتربط قاعاته في يسر بين ماض عريق ومستقبل واعد، وفق «وكالة الأنباء العمانية».
بيت الزبير مؤسسة ثقافية
وتأسس بيت الزبير، وهو مؤسسة ثقافية خاصة غير ربحية، في 1998، وتقول مديرته منى حبراس بيت الزبير إنه بدأ كمتحف يضم مفردات من التراث والتاريخ العماني، ويحتضن أشكال الحياة العمانية التي تعود لأكثر من مئة عام.
وأضافت «المبنى الرئيسي للمؤسسة يسمى بيت الباغ وكان مقرا للسكن بعد تأسيسه في 1914 على يد الشيخ الزبير بن علي، ثم حوله ابنه محمد بن الزبير عام 1998 إلى بيت مفتوح ليشارك المهتمين بالتراث العماني العريق فرصة اكتشافه في مصادره المختلفة».
وعمل الشيخ الزبير مستشارا للسلاطين سعيد وتيمور وفيصل، وكان ابنه محمد أيضا مستشارا سابقا للسلطان قابوس وللسلطان الحالي هيثم بن طارق الذي تولى الحكم في يناير كانون الثاني 2020.
وبيت الزبير عبارة عن مجمع بيوت يضم عدة مباني، فبالإضافة إلى مبنى بيت الباغ، وهي كلمة فارسية تعني (بيت الحدائق)، هناك بيوت النهضة والعود، والدلاليل.
تقول منى حبراس إن كل مبنى من هذه المباني يحتوي على تشكيلة مختلفة من المقتنيات النادرة والكثير من المعروضات التي تثير اهتمام الزائرين، بالإضافة إلى الحديقة الخارجية وغاليري سارة.
وهناك أيضا منطقة (العريش)، وهي مساحة تماثل المجلس العماني القديم المشكل من العريش وجريد النخل، كما يوجد مقهى زعفران الذي يقدم أنواعا متعددة من المأكولات العمانية التقليدية.
ويحتفظ كل بيت من بين البيوت الستة داخل بيت الزبير بسمات ومعروضات مختلفة، وحافظ التصميم المعماري على هوية متجانسة، على الرغم من التوسعات التي شهدها البيت على مدى قرن كامل. وحصل بيت الزبير في 1999 على جائزة السلطان قابوس للتميز المعماري.
صورة لسرير عماني تقليدي في بيت الزبير بالقرب من سوق مطرح في العاصمة العمانية مسقط.
شرايين مياه في حديقة تراثية
أول ما يصادفه الزائر عند المدخل حديقة تراثية تنقل ملامح البيئة العمانية في صورة تصميم مجسم يمثل قرية مصغرة، كما يبرز أنظمة الري التقليدية وعلى رأسها نظام الأفلاج التي تشبه شرايين مياه تمتد بين صخور الجبال العمانية.
كما تضم الحديقة مجموعات نادرة من النباتات العطرية تشرف على واجهة مقهى ومتجرا لبيع التذكارات. تبدأ جولة زوار البيت بالتعرف على خريطة مجسمة لمحافظات سلطنة عمان، ثم يتم التعريف بعائلة البوسعيدي الحاكمة.
تظهر داخل بيت الزبير صورة لمؤسسه الشيخ الزبير وهو يرتدي العمامة السعيدية، وهي عمامة مخصصة لأفراد الأسرة السعيدية لكن الزبير نالها تقديرا وتكريما على حد قول نائب مدير بيت الزبير فهد الحسني.
وداخل بيت الباغ الذي أنشئ ليكون منزلا لعائلة الزبير، توجد ست قاعات في الطابق الأرضي جرى تجهيزها لعرض نماذج من الخناجر العمانية والأزياء التقليدية للرجال والنساء.
كما توجد قاعات مخصصة لعرض الأسلحة التقليدية العمانية من السيوف والخناجر وتطورها على مدى العصور، وهي تحمل في المعتاد أسماء المحافظات التي صنعت فيها ومنها الخنجر الصوري والخنجر السعيدي والخنجر الجنوبي.
وتضم المعروضات تصميمات نادرة من الحلي والمجوهرات ومستلزمات النساء في الأعراس وبعض الآلات الموسيقية التقليدية، بالإضافة إلى مجموعات نادرة من الطوابع البريدية والعملات والمخطوطات.
نماذج من الأزياء التقليدية العمانية معروضة في بيت الزبير بالقرب من سوق مطرح في العاصمة العمانية مسقط.
أقرا المزيد:
ولادة أول توأم لحيوان منقرض في السعودية