شيخ الأزهر في زيارة تاريخية لإندونيسيا
يزور شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب إندونيسيا، غدًا الثلاثاء، في إطار جولة إلى جنوب شرق آسيا تضم ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند، بدعوة رسميَّة من الدول الثلاثة، لبحث سبل التعاون وتعزيز دور الأزهر الشريف.
وقالت ابنة الرئيس الإندونيسي الأسبق يني عبد الرحمن وحيد إن الدكتور أحمد الطيب يحظى بمكانة خاصة في قلوب الإندونيسيين، والأزهر الشريف بشكل عام، لاسيما أن والدها حظي بالدراسة في مصر، وأروث العائلة الحب الفطري للمؤسسة الدنيا في مصر.
وأضاف يني، في تصريح خاص إلى «خليجيون»، أن حرص شيخ الأزهر على زيارة إندونيسيا تدل على المكانة التي تحظى بها بلادها لدى المؤسسة الدينية وشيخها الجليل، لافتة إلى أن الطلاب الإندونيسيين يقبلون بشكل متزايد على الدراسة في الأزهر الشريف.
ويحظى الأزهر الشريف بمكانة رفيعة في القارة الآسيوية، خاصة بين شعوب جنوب شرق القارة، والتي يأتي في مقدمتها إندونيسيا وماليزيا، حيث تحرص هذه الدول على إرسال أبنائهم للدراسة في جامعة الأزهر، ولذلك أنشأوا رواقًا خاصًا بهم سمي رواق جاوة أو الرواق الجاوي، والذي بدأ بعشرات الطلاب من ماليزيا وإندونيسيا والفلبين، حتى تجاوز أعدادهم آلاف الطلاب والطالبات في الوقت الحالي.
والأسبوع الماضي، وكيل الأزهر الشريف في مصر الدكتور محمد الضويني، وفدا إندونيسيا، وبحضور الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، مدير مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، لبحث سبل التعاون في مجال التعليم.
وقال وكيل الأزهر إن الدكتور أحمد الطيب على مشارف زيارة تاريخية للمرة الثالثة لدولة إندونيسيا خلال زياراته الحالية في جولته الخارجية، لتأكد عمق العلاقات التاريخية بين الأزهر وإندونيسيا، خاصة أن إندونيسيا من أكبر الدول التي توفد أبنائها للأزهر والذي يتجاوز عددهم أكثر من 12 ألف طالبًا وطالبة في مختلف مراحل التعليم، كما أنها من أكثر الدول التي يقدم الأزهر منح دراسية لطلابها والتي تبلغ 257 منحة دراسية.
ومن المقرر أن يلتقي شيخ الأزهر المسؤولين والقيادات الدينية والثقافية والمجتمعية في إندونيسيا، كما يحرص على عقد لقاءات مع طلاب الجامعات والشباب، لمناقشة أبرز القضايا المستجدة على الساحة الدينيَّة والاجتماعيَّة، والالتقاء بالأئمَّة والدعاة والمفتين والقائمين على المؤسسات الدعوية والإفتائيَّة.
وخلال الفترة الماضية زارت يني وحيد، ابنة الرئيس الإندونيسي السابق عبد الرحمن وحيد، عددًا من المقاصد الدينية التاريخية في مصر القديمة، ومنطقة الأزهر الشريف، وذلك على هامش زيارتها لمصر للمشاركة في قمة المناخ «كوب 27».
يذكر أن الرئيس الإندونيسي الراحل عبد الرحمن وحيد درس في مصر في ستينيات القرن العشرين، قبل أن يتولى الرئاسة في الفترة ما بين 1999 و2001، ويتميز بالسماحة الدينية والاعتدال السياسي. كما أن الراحل كان زعيمًا لنهضة العلماء، وهي جماعة إسلامية تضم 40 مليون عضو وتعد واحدة من أكبر المنظمات الإسلامية المستقلة في العالم.
اقرأ أيضًا:
«خليجيون»| ما سر احتفاء الأزهر الشريف برئيس إندونيسيا الأسبق؟