تقارب محتمل بين الأسد وأردوغان.. ماذا يقول سكان بالمناطق الحدودية؟
أثارت أنباء متداولة في وسائل الإعلام عن تقارب بين الدولتين السورية والتركية مخاوف سكان القرى والمدن في شمال غرب سوريا التي تنتشر فيها قوات وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا.
وتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوضوح عن نيته دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للنقاش والعمل على عودة العلاقات السابقة مع سوريا. ورد مسؤول سوري تحدث لوكالة أنباء العالم العربي باستبعاد حدوث مثل هذا التقارب طالما بقيت قوات تركية على الأراضي السورية. وأعلن إردوغان أمس السبت نهاية وشيكة للعملية التي تنفذها القوات المسلحة التركية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وسوريا.
وفي حين يجد البعض في الوجود والحماية التركية مصدر أمان يعتقد آخرون أن الوجود التركي أوقف ثورتهم وأخرها.
يقطن أحمد العمش على بعد أمتار من خط المواجهة مع الجيش السوري في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، بالنسبة إليه التواجد التركي في المنطقة لم يوفر الحماية لأبناء المنطقة من قصف الجيش السوري. وقال «نحن صامدون هنا بوجود الشباب الشجعان الأبطال الشرفاء، والقادة فالأرض أرضنا والبلد بلدنا ولا نتخلى عنها نهائيا». ويرى العمش أنه لا يجوز الاعتماد على الاتراك في مواجهة الجيش السوري قائلاً «نحن لا نعتمد على أردوغان أبداً. فهو أخر ثورتنا وباع واشترى بنا».
نزوح جديد على الحدود التركية-السورية
مقابل عدم ثقة العمش بالسياسة التركية في شمال غرب سوريا، يعتقد إبراهيم السرحان وهو من سكان بلدة أحسم القريبة من جبل الزاوية أن الوجود التركي في المناطق المحررة كما يسميها أوقف تقدم الجيش السوري ورأى أن أي «مصالحة سورية تركية وانسحاب للأخيرة من الأراضي السورية يعني نزوحاً جديداً للسكان».
ويقول «دخول الأتراك إلى المناطق المحررة أوقف تقدم الجيش السوري، وإذا حصلت مصالحة بناء على كلام اردوغان وبشار الأسد وقرر الأتراك الانسحاب الشعب المحرر ضاع سيلجأ إلى نزوح ثان».
ويعتقد رجب الرجب وهو أيضاً من سكان بلدة أحسم أن انسحاب الأتراك من شمال غرب سوريا لا يصب في مصلحتهم لأن ذلك يعني نزوح المزيد من السوريين إلى داخل الأراضي التركية.
ويقول «نحن نأمل من أردوغان عدم الانسحاب من المنطقة، لأن الانسحاب ليس في صالحه. لأنه إذا كان لديه في تركيا أربع أو خمس ملايين نازح سيصبح العدد عشرين مليون. أين سنذهب نحن إذا دخل الجيش؟». ويتمنى أن ينتهي الامر بإعلان استقلال المنطقة ومنحها حكماً ذاتياً.
بدأ قبل فترة الشاب بديع القاسم بترميم بيته في بلدة أحسم لكنه يشعر بعد سماعه الأخبار عن التقارب السوري التركي بالخيبة والضرورة التريث. وقال إن «انسحاب الاتراك من هنا والمصالحة من النظام ليس من صالحنا أبداً، بالأساس لماذا دخلوا هم اذا كانت نيتهم المصالحة».
وكانت تركيا قد قطعت علاقاتها مع سوريا عام 2011 بعد عام من بدء الحرب فيها، وقدمت الدعم لفصائل معارضة مسلحة في الشمال.
اقرأ المزيد:
شاهد| لحظة إطلاق النار على ترامب في تجمع انتخابي