«خليجيون» تستطلع ملامح الموقف الخليجي من إبادة غزة
اعتبر محللون سياسيون أن الدور الخليجي كان «خجولا» في التعاطي مع حرب الإبادة على قطاع غزة، إذ اكتفى بالحراك الدبلوماسي والمساعدات التي قدمتها دول مجلس التعاون للقطاع منذ السابع من أكتوبر، دون تفعيل ادوات سياسية أخرى.
وما بين جدة والدوحة وابوظبي، انخرطت دول خليجية في جولات مباحثات ووساطة لوقف الحرب، وفي مقدمتها دولة قطر، التي استقبلت مؤخرا في الدوحة وفود من مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في الدوحة، للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن في غزة.
ويرى طارق نجيدة، القيادي في التيار الشعبي والناشط الحقوقي المصري أن «قطر ومصر تمارسان دورهما في قيادة التفاوض من أجل وقف العدوان الصهيوني علي الشعب الفلسطيني وأعلنوا الرفض الصارم لتصفية القضية الفلسطينية عبر محاولات مستميتة لتهجير اهلنا في غزة».
ويعتقد نجيدة في تصريح إلى «خليجيون» «أن دور مصر وقطر واضح تماما في إفشال مخططات صهيونية أميركية لتصفية وتهجيير الشعب الفلسطيني» لكنه يلفت إلى أن «القضية لم تجد المساندة والدعم من دول خليجية أخري، والذي كان ينبغي بناؤه في حرب مصيرية غير مشهودة من قبل».
ويشير إلى أن «الشعوب العربية في الخليج قد عبرت بشتي الصور المتاحة عن موقفها الداعم للمقاومة الفلسطينية ولطلب وقف العدوان والابادة الجماعية التي يمارسها العدو علي الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية» لكنه يرى «ان المواقف الرسمية شبه منعدمة لتقديم اي دعم سياسي أو لوجيستي».
خيارات قطع العلاقات ووقف التطبيع
ويعتبر السياسي المصري «أن بعض الدول تقف موقفا سلبيا من المقاومة الفلسطينية وحرب 7 اكتوبر تحديدا»، منوها إلى «أن الدول الخليجية بعد موجة التطبيع والتبادل التجاري مع الكيان الصهيوني التي سبقت حرب أكتوبر كان من المفترض أن تستخدم خيارات قطع العلاقات ووقف اتفاقيات التطبيع، ولو علي سبيل الضغط علي الكيان الصهيوني واميركا للوقف الفوري للعدوان وهو ما لم بحدث حتي الآن».
في السياق ذاته، لا يعتقد الدكتور محمد بن مبارك العريمي، الاكاديمي والباحث السياسي المتخصص، أن «الدور الخليجي في القضية الفلسطينية منذ حرب السابع من أكتوبر كان مؤثرا بالشكل الذي يتمناه العرب والمسلمين»، ويضيف «كان هناك بعض المحاولات الحثيثة ولكن ليست بالحجم المطلوب مقارنة مع ما وقع من إبادة وتدمير للشعب الفلسطيني عامة وشعب غزة بشكل خاص».
دور قطري خجول
وفيما يخص الدور القطري يقول العريمي في تصريح إلى «خليجيون» «ما تبذله قطر من مساع في هذا الشأن يُعد دور خجول للغاية، ربما من باب المسؤولية العربية والإسلامية» منوها إلى أن«الدول الخليجية مؤثرة في الحراك السياسي والاقتصادي، وتمتلك علاقات جيدة مع الإتحاد الأوروبي وبريطانيا واستراليا، وأيضا مع دول الشمال».
ويؤكد العريمي « إمكانية قيام دول الخليج بأدوار جادة ومؤثرة وصلبة» موضحا إلى «الأدوار التي قامت بها أميركا الشمالية وبعض الدول التي قطعت العلاقات السياسية والاقتصادية وكان لديها مواقف ربما تكون أكثر جدية ووضوحا وصلابة فيما يخص القضة الفلسطينية».
الوساطة والمساعدات الإنسانية
وبشأن المساعدات الإنسانية يضيف «المساعدات يجب أن يكون في مقدمتها هذه المعطيات السياسية ولا تقتصر على مساعدات في الغذاء والأدوية» مؤكدا أن «الفلسطينيين في حاجة إلى مواقف ثابتة وحقيقية خاصة فيما يخص دول «الطوق».
ودول الطوق العربي مصطلح أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في ستينيات القرن العشرين على الدول العربية التي تحيط فلسطين المحتلة وهي كل من لبنان وسوريا والأردن و مصر.
ويشير العريمي إلى أن «المسؤولية لا تقع فقط على دول الخليج، -ونرى كثير من الأصوات التي تنادي بها-، ولكن أيضا هناك مواقف يجب أن تتخذ من دول الطوق والتي يعول عليها الفلسطينيون أنفسهم كثيرًا» منوها إلى أن «مواقف الدول الخليجية مهمة وأساسية ولكن مواقف دول الطوق كان يجب أن تكون فاعلة وقوية أكثر مما كانت عليه وما عليه الأمر في الوقت الراهن».
ومنذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر، بذلت مصر جهودا مكثفة مع مختلف الأطراف لاحتواء الوضع في قطاع غزة. وقادت عدد من المباحثات السياسية كان أخرها اجتماعات القاهرة التي ضمت وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل وحماس، وتناولت مباحثات للتوصل إلى هدنة شاملة.
وفي كلمة أمام البرلمان العربي، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي على «دعم المجلس الثابت للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال»، مشددا أن «موقف مجلس دول التعاون للخليج العربية من القضية الفلسطينية العادلة لم ولن يتغير».
العدوان الصهيوني لن يمر دون عقاب
لكن مدحت الزاهد، رئيس حزب الشعب الاشتراكي المصري، يرى في تصريح إلى «خليجيون» أن «الدول الخليجية والعربية كان يجب أن يكون لهم دور أكثر فعالية وتأثير مما عليه الآن»، لافتا إلى «مواقف حكومات وشعوب غير عربية كانت أكثر تضامنا وتعبيرا عن الرفض من شعوب الدول العربية». ويقول «هناك مجزرة بشرية تحدث في محيط عربي هائل» مؤكدا «وأن الهجوم الإسرائيلي كان يحتاج جهود أوسع وأكثر قوة وتأثيرا من قبل الدول العربية».
وفي الشهر العاشر من حرب إسرائيل على قطاع غزة ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 38 ألفاً و664 شهيد على الأقل، وبلغ أجمالي الجرحى بلغ 89 ألفاً و97 مصاب، إضافة إلى تدمير البنية التحتيىة للقطاع.
أقرأ المزيد
من سد النهضة إلى غزة.. ما المنتظر من حكومة مدبولي الثانية في مصر؟
«خليجيون»| طالبان تقايض العالم.. لماذا تعطلت صفقة «العقوبات مقابل النساء» في مفاوضات الدوحة؟