«خليجيون»| ما مصير مخرجات اجتماع الفرقاء الليبيين في القاهرة؟
توافق محللون سياسيون على أن نتائج اجتماعات بشأن الأزمة الليبية القاهرة لن تحقق الهدف منها -كما هو حال في اجتماعات سابقة- دون التزام طرفي الصراع بتنفيذها، معتبرين ان الأطراف الليبية لن تنصاع إلا بالضغوط من المجتمع الدولي.
وكان أعضاء في مجلسي النواب والدولة الليبيين، الممثلين لشرق وغرب البلاد، اتفقوا خلال اجتماع في القاهرة يوم الخميس على تشكيل حكومة جديدة ووضع خارطة لاستكمال الاستحقاقات الضرورية بهدف إجراء العملية الانتخابية، والاتفاق على عملية سياسية تسهم في خروج ليبيا من أزماتها.
تدخل المجتمع الدولي
ويتوقع الدكتور يوسف الفارسي أستاذ العلوم السياسية في جامعة درنة الليبية «أن تظل مخرجات في إجتماع القاهرة حبيسة الأدراج إلى أن يرحب المجتمع الدولي بها» وانتقد «تصريح البعض بأن المجتمع الدولي عاجز عن الخل» ويستدرك «الأطراف الداخلية لا تعطي فرصة إلى المجتمع الدولي أن يذهب في إتجاه الأمر». بل ويرى أن «الحوارات والنقاشات بشأن تشكيل حكومة جديدة، لا يمكن أن تأتي اكلها دون دون دعم المجتمع الدولي»
واتفق المشاركون في اجتماع القاهرة على «التمسك بضرورة إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفق القوانين المتوافق عليها والصادرة عن مجلس النواب مع العمل على استمرار توسعة دائرة التوافق» وكذلك «تقديم مقترح خارطة الطريق من قبل المجلسين باعتباره المسار الأساسي لاستكمال باقي الاستحقاقات الضرورية للوصول إلى الانتخابات».
الأطراف الداخلية لن تنصاع
لكن الفارسي يعيد التاكيد أن «الأطراف الداخلية لن تنصاع إلا بالضغط من المجتمع الدولي بشكل مباشر وواضح» وإنه «لا يمكن للانتخابات التشريعية أن تحدث دون تدخل الأطراف الدولية».
وحث اجتماع القاهرة على دعوة المجتمع الدولي لدعم التوافق الوطني واحترام سيادة القرار الوطني ووحدة وسلامة التراب الليبي، ورفض مبدأ الاستيلاء على السلطة بحكم الأمر الواقع.
لا يحدث شئ
ويقول محمد محفوظ الكاتب والباحث السياسي المتخصص في الشأن الليبي أن «اللقاءات بين مجلس النواب والدولة تحدث طيلة فترة الإنقسام السياسي والأزمة التي بدأت عام 2014» ويضيف «عقدت عشرات بل مئات الاجتماعات في أغلب الدول والعواصم المعروفة في القاهرة وجنيف وتونس والرياض ونيويورك وأنقرة، لم تبقى دولة إلا وعقد فيها اجتماع ولكن لم تكن هناك نتائج حقيقية»، وينوه إلى «في وقت ما كان الجميع يتحدث عن قرب التوافق وان هناك خطوط عريضة متفق عليها وأن هناك خارطة طريق بمدد زمنية واضحة، لكن في نهاية الأمر لا يحدث شئ».
ويرجح محفوظ عدم تطبيق ما اتفق عليه في اجتماع القاهرة من خارطة طريق وآليات زمنية لعدة أسباب ويقول «عدم رغبة الطرفين مجلسي النواب والدولة في إجراء الانتخابات والبقاء في السلطة، وأيضا المجلسين ليسوا هم المتحكمين في المشهد السياسي في ليبيا».
دور المجموعات المسلحة
ويعتبر «أن طرفي الصراع الرئيسين سواء في المنطقة الغربية المتمثلة في المجموعات العسكرية المسلحة (حكومة الدبيبة) والقوات العسكرية في الشرق (حكومة حماد)، هم الأطراف الرئيسية في الحوار» ويقول «هذه الأطراف تملك المال والأسلحة وهي التي تؤثر وتحدد أن كانت هناك حكومة جديدة وخارطة سياسية جديدة أم لا» وينوه إلى «أن مجلسي النواب والدولة لا يملكان من الأمر شئ، وخاضعان بالكامل لسلطة قوة المال والسلاح» بحسب تعبيره.
ومنذ مارس 2022، تتنافس حكومتان على السلطة في ليبيا، الأولى وهي حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها، والثانية حكومة «الاستقرار» المدعومة من مجلس النواب، والتي يرأسها أسامة حماد، وتتمركز في شرق ليبيا.
حبر على ورق
ويعتقد أن «اجتماعات القاهرة استمرار للنهج السابق وهو عدم وجود توافق حقيقي» ويلفت إلى «أن الحديث فقط عن تشكيل حكومة وعدم التطرق بشكل واضح إلى إجراء الانتخابات، ويشير إلى «تشكيل الحكومة اليوم حتى من قبل الأطراف التي كانت في السابق تتحدث على ضرورة تشكيل حكومة خاصة في شرق ليبيا، أمر صعب الحدوث، لأنهم لن يكونوا مضطرين للتعاطي مع هذا الطرح بإعتبار أن الميزانية التي تم إقرارها من البرلمان سوف تقسم على حكومتين».
ويظن محفوظ «إنه طالما المال بين طرفي النزاع بالتساوي، أصبح بالتالي ليس هناك من مبرر أن تغامر هذه الأطراف وتخوض مسار تشكيل حكومة جديدة قد لا تكون نتائجها معلومة وموثقة»، ويؤكد الباحث الليبي أن «كل هذه اللقاءات ستظل مجرد حبر على ورق إلى أن يكون هناك إلتفاته دولية وإهتمام دولي واضح بخصوص الأزمة الليبية، التي
بكل تأكيد ليست ضمن الملفات المطروحة بقوة على طاولة المجتمع الدولي إذا ما قورنت بملفات المنطقة الأخرى».
والتقى أعضاء مجلسي النواب والدولة اليبيين في القاهرة، واتفقا على عدة ملفات منها تشكيل حكومة جديدة واحدة، ودعوة مجلس النواب للإعلان عن فتح باب الترشح لرئاسة «حكومة كفاءات» بقيادة وطنية تشرف على تسيير شؤون البلاد، وأيضا تكثيف الجهود وتوحيدها لإنهاء حالة الانقسام السياسي والمؤسساتي الذي يؤثر على الأوضاع المعيشية للمواطن الليبي.
أقرأ المزيد
خليجيون| هل وصل «داعش» إلى سلطنة عمان؟
من سد النهضة إلى غزة.. ما المنتظر من حكومة مدبولي الثانية في مصر؟
«خليجيون»| طالبان تقايض العالم.. لماذا تعطلت صفقة «العقوبات مقابل النساء» في مفاوضات الدوحة؟