خاص| ماذا تحمل جعبة كامالا هاريس لدول الخليج؟
يستبعد محللون تغيرا جوهريا في العلاقات الأميركية- الخليجية بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، خصوصا في ضوء التغير الذي طرأ على السباق بدخول كامالا هاريس بديلا للرئيس الحالي جو بايدن، وسط تكهنات بأن تميل الكفة تجاه هاريس خاصة فيما يتعلق بالاتفاقات الإبراهيمية التي ربما تسهم في زيادة نفوذ دول الخليج.
ومع كونها المرشحة الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب بعد انسحاب بايدن من السباق ودعمه لها أول من أمس (الأحد)، ستجلب هاريس خبرات اكتسبتها أثناء العمل، وعلاقات شخصية مع قادة من حول العالم، وإلماماً بقضايا عالمية اكتسبته خلال عضويتها في مجلس الشيوخ وموقعها بوصفها نائباً لبايدن حتى الآن، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وفي حين يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في تصريح إلى «خليجيون» أن «الأميركيين أمام الاختيار بين هاريس وترامب.. بين سئ وأسوأ»، فإنه يشير إلى أن «رؤية بايدن كانت واضحة في سوءها تجاه دول الخليج» ويوضح «بايدن كان يتحدث طوال الوقت عن النفقة والتكلفة والعائد إضافة إلى صراعاته مع المملكة العربية السعودية»، مضيفا «قد أساهم في الحماية ولكن مقابل التكلفة المالية التي ممكن أن نشارك بها أو نقدمها بصورة أو بأخرى».
ويضيف «نحن أمام رئيس ينظر نظرة سطحية لا يراعي المصالح بصورة أو بأخرى، وإنه مثلما كان يفعل مع دول الخليج سيتكرر الأمر مع دول الناتو أو الدول الأوروبية» ويستكمل «المرشحة المحتملة هاريس لا تمتلك نفس رؤية بايدن، وتتحدث طوال الوقت عن الالتزامات الأمنية والهيكلية والعلاقات المباشرة والحفاظ على الشراكة مع دول الأقليم الشرق الأوسط وغيره ومع الدول الرئيسة مثل مصر والسعودية والدول الحليفة مثل العراق والإمارات، وبالتالي ليست لديها عدوات معينة».
وفي يونيو الماضي، كادت إدارة الرئيس بايدن أن تقترب من إتمام معاهدة أمنية مع السعودية، تلتزم بموجبها واشنطن بالدفاع عن المملكة، في مقابل خطوات لتحسين العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وإسرائيل. تشمل الصفقة أيضا اتفاقا نوويا مدنيا، وتحركات نحو إقامة دولة فلسطينية، وإنهاء الحرب في غزة.
الإتفاقات الإبراهيمية
ويرى الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية، أن «هاريس تسعى في برنامجها إلى إظهار حسن النية في العلاقات مع دول الخليج» ويعتقد إنها «ستتبنى نفس سياسات الإتفاقات الإبراهيمية التي تتبناها أغلب دول الخليج العربي إضافة إلى تطويرها بشكل أكثر عمقا».
ويقول في تصريح إلى «خليجيون» إن «الاتفاقات الإبراهيمية تعطي دورا كبيرا لدول الخليج» لافتا إلى «ارتباط هاريس مع زوج يحمل الديانة اليهودية لا أظن إنه يمانع في ذلك، خاصة أن الاتفاقات الإبراهيمية كانت تلقى تأييد كبير من الإحتلال الإسرائيلي». ويضيف «قد يكون زوجها يحمل الديانة اليهودية ومع ذلك يناصر حقوق الفلسطينيين لأن هناك الكثير من اليهود في الولايات المتحدة الأميركية يؤيدون حق الفلسطينين».
وفي العام 2020، وتحديدا في عهد الرئيس السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، جرى توقيع الاتفاق الإبراهيمي بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، الذي أتاح إقامة علاقات دبلوماسية بين الاحتلال الإسرائيلي والدولتين الخليجيتين.
نهج بايدن
ويقول د.مصطفى كامل السيد «ترامب لن يتردد أيضا في تقوية العلاقات الخليجية، وأن الأثنان يؤكدان على أهمية العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج». ويشير إلى أن «ترامب هو من بدأ ذلك الأمر وبايدن سار على نفس الطريق، وبالتالي الأفكار الرئيسية جاءت من ترامب» ويعتقد «إنه لن يكون هناك فارق بين الجانبين في التوافق والعلاقات الجيدة مع دول الخليج العربي».
اقرأ المزيد
جرائم إسرائيل تغير أجندة مهرجان بعلبك