الأوبرا المصرية تحيي ذكرى زينات صدقي
يستعيد عرض مسرحي في القاهرة مسيرة الممثلة الكوميدية المصرية الراحلة زينات صدقي، كما يحمل رسالة الدفاع عن حق المرأة في العمل بالفن ومواجهة القوى المحافظة.
وتقدم مسرحية (الأرتيست) يوميا على مسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية، وهي من إخراج وتأليف محمد زكي الذي يؤدي في العرض دور زوج زينات صدقي الذي يخيرها بين الحياة الزوجية واستمرار عملها في الفن في بداية العرض. وفق وكالة أنباء العالم العربي
وتحظى زينات صدقي بمكانة بارزة بين ممثلات الكوميديا في السينما المصرية، وعلى الرغم من أنها برعت في الأدوار المساعدة، كان لها أسلوبها الخاص وحققت شعبية كبيرة بعد مشاركتها في أفلام مع نجوم السينما المصرية من أمثال نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين وأنور وجدي وعبد الفتاح القصري وغيرهم.
وشاركت زينات صدقي في حوالي 400 فيلم خلال مسيرتها، ومن أبرزها (ابن حميدو) و(أيامنا الحلوة) و(شارع الحب) و(الآنسة حنفي).
ينطلق العرض المسرحي، الذي يقدم للموسم الثالث على التوالي، من لحظة فارقة في حياة زينات صدقي عندما تلقت اتصالا من رئاسة الجمهورية في 1976 يخبرها بأن الرئيس أنور السادات يرغب في تكريمها في عيد الفن.
وعلى الرغم من سعادتها، واجهت زينات صدقي معضلة بسبب عدم قدرتها على شراء فستان ملائم لحفل التكريم بعد أن انحسرت عنها الأضواء وانصرف عنها المنتجون.
أدوار تخيلية
ويعود العرض المسرحي لاسترجاع مسيرة زينات صدقي، متنقلا بسلاسة بين مراحل مشوارها منذ طفولتها في الإسكندرية، حيث نشأت في أسرة من الطبقة الوسطى وكانت ترغب في دراسة التمثيل في معهد (أنصار التمثيل والخيال) الذي تأسس على يد الفنان زكي طليمات في المدينة الساحلية.
وداخل بيت أسرتها، كانت زينات صدقي تؤدي أدوارا تخيلية أمام شقيقها الأصغر سيد، لكن والدها منعها من العمل في التمثيل وزوجها لابن شقيقه، قبل أن يحدث الانفصال بينهما بعد عام واحد من الزواج.
معضلة الفستان
في مواجهة تزمت الأسرة، غامرت زينات صدقي بترك منزل أسرتها وذهبت إلى القاهرة بصحبة صديقة لها حيث عملت راقصة ومغنية في الملاهي الليلية التي كانت تقدم عروضا فنية في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث شاهدها الممثل الكوميدي البارز نجيب الريحاني وعرض عليها دورا في واحدة من مسرحياته وأطلق عليها اسم زينات بدلا من اسمها الحقيقي زينب.
وحققت زينات صدقي نجاحا كبيرا جعلها هدفا لمنتجي السينما ومخرجيها.
ويتأمل العرض بؤس الحاضر الذي عاشته زينات صدقي وهى تعمل مع أبناء شقيقها على تدبير حياتها اليومية قبل أن تواجه معضلة عدم وجود فستان مناسب لحضور حفل تكريمها في عيد الفن.
وينتهي العرض بمشهد مؤثر، إذ تأتي ابنة صديقة زينات صدقي لها بفستان أمها الذي اشترته لها زينات لكنها لم تتمكن من ارتدائه نظرا لوفاتها، وتجد الابنة أن الصديقة الوحيدة لأمها هي الأولى بارتداء الفستان لتلحق بحفل التكريم.
كما يعود شقيق زينات صدقي إلى بيتها راغبا في اصطحابها إلى الحفل ومعلنا فخره بمسيرتها، وتخرج من المسرح وكأنها عروس في ليلة الزفاف وتستعيد مع شقيقها أغنية (بنت مصر) للمطربة الراحلة حياة صبري التي كانت تؤديها معه.
أقرأ المزيد
الجزائر توجه بيانا شديد اللهجة إلى فرنسا