أميركا تشعل الغضب داخل الفصائل العراقية.. ما السبب؟
أثار عدم التطرق إلى مسألة انسحاب القوات الأميركية من العراق في بيان اللجنة الأمنية المشتركة بين البلدين الذي صدر الليلة الماضية في ختام اجتماعات جرت في الولايات المتحدة غضب الفصائل المسلحة في البلاد، وهددت باستئناف مهاجمة الأميركيين.
وأشار البيان المشترك الذي صدر بعد اجتماعات بين مسؤولين عراقيين، منهم وزير الدفاع محمد سعيد العباسي، ومسؤولين أميركيين حول التعاون الأمني بين الجانبين إلى «الالتزام بتطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية، وتعميق التعاون الأمني عبر مجموعة كاملة من القضايا لتعزيز المصلحة المشتركة للبلدين في أمن العراق وسيادته»، حسب وكالة أنباء العالم العربي.
إنهاء مهمة التحالف الدولي
وجاءت اجتماعات الأسبوع الحالي بعد أن بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانييل شابيرو في وقت سابق من الشهر الحالي إجراءات المضي قدما في إنهاء مهمة التحالف الدولي بالبلاد.
وأبلغ قيادي في الفصائل المسلحة العراقية اليوم الخميس «هناك هدنة بين الحكومة والفصائل من 4-6 أشهر تعهدت فيها الحكومة بتكثيف المفاوضات وإخراج القوات الأجنبية من العراق».
«ما جرى في واشنطن يؤكد وجود نية مسبقة لدى الأميركيين في الاستمرار في الأراضي العراقية. هذا يعني أن الفصائل في حل من التزاماتها بالهدنة، ويدفعنا للعودة لاستخدام القوة ضد هذه القوات وقد تتوسع لتشمل سفاراتهم».
وأضاف «سنبقى بانتظار ما يتمخض عنه اجتماع تنسيقية المقاومة الإسلامية في العراق لتنسيق الرد».
جزء رئيسي من البرنامج الحكومي
ووصف علي الأسدي، رئيس المجلس السياسي لحركة النجباء العراقية إحدى الفصائل المسلحة في العراق، المباحثات العراقية الأميركية بأنها «أسطوانة مستهلكة لأجل التسويق الإعلامي ليس إلا، لأنها لم تتطرق لصلب الموضوع وهو انسحاب القوات الأميركية الذي هو جزء رئيسي من البرنامج الحكومي».
وقال الأسدي «الانسحاب مطلب جماهيري عبرت عنه جموع غفيرة في تظاهرة مليونية، والأهم من ذلك هو مطلب برلماني لم يطبق قانونيا».
وبدأت واشنطن وبغداد محادثات حول مستقبل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في مطلع العام الحالي وسط هجمات متبادلة بين الفصائل المسلحة العراقية المتحالفة مع إيران والقوات الأميركية.
وتستهدف الفصائل العراقية المسلحة القوات الأميركية في العراق وسوريا منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، وبلغت الهجمات ذروتها عندما قُتل ثلاثة جنود أميركيين في موقع عسكري على الحدود السورية الأردنية في هجوم بطائرة مُسيرة في أواخر يناير كانون الثاني.
وبعد سلسلة من الضربات الأميركية على جماعات مسلحة عراقية، أعلن العراق في يناير أنه اتفق مع واشنطن على تشكيل لجنة مشتركة لبدء محادثات حول مستقبل التحالف.
الانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية
وكان من المنتظر أن تفضي هذه المحادثات إلى وضع جدول زمني لإنهاء مهام التحالف والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية بين العراق والولايات المتحدة والدول الشريكة في التحالف.
وغزت الولايات المتحدة الأراضي العراقية في 2003 وأطاحت بالرئيس السابق صدام حسين، قبل انسحابها في 2011. وعادت القوات الأميركية إلى العراق في 2014 على رأس تحالف دولي لقتال تنظيم داعش الذي سيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا.
ولدى الولايات المتحدة حاليا 2500 عسكري في العراق، بالإضافة لعشرات العسكريين من دول أخرى، مهمتهم مساعدة القوات العراقية على منع عودة تنظيم داعش الذي هزمه التحالف في 2017، على الرغم من أن التنظيم المتطرف ما زال ينفذ هجمات متفرقة في العراق وسوريا ودول أخرى.
مصدرا لعدم الاستقرار
ويرى العراق أن وجود التحالف الدولي أصبح مصدرا لعدم الاستقرار بسبب الضربات الأميركية على الجماعات المسلحة العراقية التي تهاجم القواعد الأميركية.
كان البرلمان العراقي قد أصدر قرارا في الخامس من يناير كانون الثاني 2020 طالب فيه الحكومة بسحب قوات التحالف الدولي من البلاد، وذلك بعد يومين من مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في ضربة أميركية قرب مطار بغداد.
وتعهد الأميركيون بإعادة تمركز القوات خلال أسابيع، لكن هذه الخطط لم تنفذ على أرض الواقع بعد استقالة حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي.
وقال ضابط في المخابرات العراقية لوكالة أنباء العالم العربي أمس الأربعاء إن إخراج القوات الأميركية من العراق «مهمة صعبة كونها تعني قطع شريان المجهود الحربي عن قواتهم في سوريا».
وتتمركز القوات الأميركية في ثلاث قواعد في بغداد ومحافظة الأنبار بغرب العراق وإقليم كردستان في الشمال. ويوجد حوالي 900 جندي أميركي في شمال سوريا.
اقرأ المزيد
كامالا هاريس تحدد مصير سياستها تجاه غزة