خليجيون| تونس في قلب تجاذبات شروط الترشح للرئاسة
دخل المشهد التونسي في خضم غليان انتخابي قبل 3 أشهر من الانتخابات الرئاسية التونسية، وسط شكاوى متصاعدة المعارضة مما وصفته بانه «تضييق مستمر» على المعارضة خصوصا في شروط الترشح للانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل.
وفي خطوة لا تخلو من الرمزية، كان إعلان فنان الراب ورجل الأعمال التونسي، كريم الغربي ترشحه للانتخابات الرئاسية، وانتقد في مقطع فيديو، ما اعتبرها «تضييقات» التي يواجهها المواطنون، قائلا: «يجب أن نقف وقفة تأمل لما تعيشه تونس اليوم.. نعرف جميعا كيف أصبحت تونس.. تضييقات على الإعلاميين والمحامين والمثقفين وأصحاب الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان».
شروط الترشح للانتخابات الرئاسية التونسية
وفجرت الشروط الترشح لانتخابات الرئاسية التونسية حالة من الجدل بعدما أعلنت الهيئة العليا عن عدم إمكانية الترشح للمعتقلين السياسيين، وذلك بسبب عدم تمكنهم من الحصول على نماذج جمع التزكيات أو الحصول على بطاقة السوابق العدلية (بطاقة عدد 3).
وهذا الشرط أصبح يعرقل الكثير من راغبي الترشح للانتخابات الرئاسية التونسية، وأبرزهم الأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي، ورئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، والأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي.
محلل سياسي يفند شروط الانتخابات التونسية
لكن المحلل السياسي التونسي باسم ترجمان، يشير في تصريح إلى «خليجيون» إلى أن «الدستور التونسي أقر بخلو صحيفة السوابق العدلية الخاصة به من أي جريمة أو جنحة شائنة بشأن هذا المرشح»، مضيفا «لا يعقل كما جرى في انتخابات 2011 و2014 و2019 أن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية وعضوية مجلس النواب أشخاص لهم صحيفة جنائية بها الكثير من جرائم السرقة ونهب الأموال والجرائم المشينة».
ويصف ترجمان هذه الشروط بانها «حق مشروع»، ويقول: «هذه القضايا ليس عليها خلاف في العالم، فلا يعقل ترشيح شخص في أي دولة تلتزم بالديمقراطية، وتلاحقه قضايا سرقة أموال».
وبخصوص شكاوى المعارضة من التزكيات، يقول المحلل السياسي: «وبخصوص 10 آلاف تزكية أو 10 نواب، هذا أمر كان موجود بالفعل بدستور 2014 و2019»، لكنه قال«النواب كانوا يبيعون التزكية للمرشحين، لكن الوحيد الذي جمع التزكيات من المواطنين في انتخابات 2019 هو الرئيس قيس سعيد».
ماذا تعني مبادرة منصف المرزوقي؟
في المقابل، طرح الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي مبادرة قبل الانتخابات الرئاسية، إذ طالب المرزوقي بأن تشرف على الانتخابات التونسية في أكتوبر المقبل لجنة مستقلة بشكل حقيقي، وهي نفس اللجنة التي راقبت الانتخابات التي أفرزت السعيد رئيسا «وليست اللجنة التي عينها الرئيس»، كما طالب برفع اليد على الإعلام ليكون جزءا من الحل وليس المشكل، وإطلاق سراح كل السجناء السياسيين لتنقية المناخ “لأنه لا يمكن إجراء انتخابات في جو مشحون».
باسل ترجمان: لا يعقل ترشيح شخص للرئاسة تلاحقه قضايا سرقة أموال في أي دولة ديمقراطية
ومن بين المطالب الأساسية التي دفع بها المرزوقي، ضرورة توفير محكمة دستورية تفصل في كل النزاعات وتعطي لكل حق حقه، وقال في هذا الصدد إن «المحكمة الدستروية في السنغال هي التي مكنت البلاد من عدم الدخول في متاهات».
لكن المحلل السياسي التونسي باسل ترجمان يقول: « إن المرزوقي نفسه تولي منصب الرئيس المؤقت لتونس، بعد انتخابه عضوا في المجلس التشريعي، بـ7 آلاف صوت، وخسر الانتخابات الرئاسية في عامي 2014 و2019 ».
وإذ أشار ترجمان إلى أن مواقف وشروطه تلزمه هو فقط»، فإنه رأى أن الرئيس الاسبق «كان ضمن أكبر محور تسبب في كل الكوراث التي تعيشها تونس منذ 2011، واخطرها مشاكل الإرهاب وما جرى من مصائب في تونس».
وكان الرئيس التونسي، قيس سعيد، الذي تولى منصبه، في عام 2019، قد أعلن قبل نحو أسبوع، أنه سوف يترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية. وقال سعيد الذي يحتكر كامل السلطات، منذ صيف العام 2021، في مقطع مصور بثته الرئاسة، «أعلن رسميا ترشحي للانتخابات الرئاسية يوم السادس من أكتوبر القادم لمواصلة مسيرة النضال في معركة التحرير الوطنية».
وسعيد خبير دستوري انتُخب ديمقراطياً في أكتوبر عام 2019 رئيسا للجمهورية قبل أن يحتكر السلطات كاملة في 25 يوليو في عام 2021 بإقالته رئيس الوزراء وتجميده عمل البرلمان.
وفي صيف العام التالي أقرّ الناخبون التونسيون في استفتاء عام مشروع دستور جديد للبلاد وضعه سعيّد وأرسى دعائم نظام جديد يقوم على مجلسين يتمتعان بسلطات محدودة للغاية، هما مجلس نواب الشعب والمجلس الوطني للأقاليم والمقاطعات.
وأدى هذا التعديل الدستوري إلى نقل تونس من نظام حكم برلماني إلى نظام رئاسي مطلق، وفق وكالة فرانس برس.
أقرا المزيد:
شاهد.. لقطة عفوية بين أمير قطر وشقيقته في افتتاح أولمبياد باريس 2024