«خليجيون»| ضربة «جرف الصخر» تستحضر ورطة العراقيين بين إيران وأميركا

«خليجيون»| ضربة «جرف الصخر» تستحضر ورطة العراقيين بين إيران وأميركا
القاهرة: دينا بهاء

يرى محللون سياسيون أن تداعيات الضربات الأميركية على المنطقة وآخرها في العراق تعيد استحضار مأزق العراقيين بين الاأهداف الإيرانية والهجوم الأميركي، معتبرين ان توحيد الساحات بين إيران وحلفائها له نتائج عكسية، وأعطى الإشارة لإسرائيل للهجوم على أي طرف تؤيده إيران.

وشنّ الجيش الأميركي ضربة جوية وصفها بـ(الدفاعية) ضدّ (مقاتلين) في العراق حاولوا إطلاق مُسيّرات تهدّد القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها في المنطقة، وفق ما أعلن مسؤول دفاعي أميركي ونقله موقع سكاي نيوز.

ويعتقد الدكتور غازي السكوتي، مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية «أن التطوارت الأخيرة بالمنطقة تهدد استقرار الشرق الأوسط، ويوضح «الحرب في لبنان وسوريا واليمن والبحر الأحمر وفي غزة، وأيضا المواجهات بين الفصائل المسلحة في العراق والقوات الأميركية، يسهم في استمرار صور مختلفة من الحرب في المنطقة».

العراق بين مصيرين

وعن المواجهات الأخيرة بين إيران وإسرائيل يقول السكوتي في تصريح إلى«خليجيون» أن «العراق بين مصيرين الأول إيران وحلفائها من الفصائل المسلحة في العراق وسوريا واليمن التي تعتبر نفسها في حرب جهادية، والثاني الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر نفسها في حرب مع جماعات إرهابية مسلحة لحماية الأمن القومي في الشرق الأوسط وبالتبعية أميركا».و

عن الضربة الأميركية في (جرف الصخر) يعتقد الباحث السياسي أن «الولايات المتحدة الأميركية تتعرض إلى قصف من الطائرات المسيرة في قاعدة عين الأسد أو القواعد الموجود في سوريا وتهديدات أخرى للقذف» ويتابع «أيضا المُسيرة التي تصنع في جرف الصخر وغيرها من القواعد والصناعات العسكرية المختلفة والصواريخ مثل كاتيوشا، وجود كل هذه الأسلحة في القواعد التابعة للحشد يمثل تهديد صريح إلى واشنطن».

دفاع عن النفس

ويشير السكوتي إلى «اجتماعات وزير الدفاع العراقي الأخيرة في واشنطن التي أكدت أهمية استمرار علاقات التعاون الأمني والعسكري بين الطرفين» ويعيد التفكير «بتصريحات وزير الدفاع الأميركي والبنتاغون إن الرد سيكون جاهزا حال تعرض القوات الأميركية في العراق وسوريا ومنطقة الشرق الأوسط لإي تهديدات».

».

اتفاقية الإطار الاستراتيجي وقعت في 2008 وصادق عليها مجلس النواب، وتنص على إرساء علاقة صداقة وتعاون بين الولايات المتحدة الأميركية والعراق في سبعة مجالات رئيسية منها الدفاع والأمن.

حرب مفتوحة

وعن الوضع الأمني في العراق يقول «العراق في حرب مفتوحة بين الفصائل المسلحة التي تعتبر أميركا إحتلالا، وبين طرف يعتبر نفسه ضيفا على الحكومة العراقية، ويتواجد ضمن اتفاقية».ويوضح «نحن بين طرفين متصارعين هما الولايات المتحدة الأميركية وإيران وحلفائها في العراق والشرق الأوسط».

وصرح مسؤولون أميركيون «إن الولايات المتحدة نفذت ضربة في العراق دفاعاً عن النفس، وسط تصاعد التوتر بالمنطقة بعد غارة جوية إسرائيلية في بيروت قالت إسرائيل إنها قتلت أكبر قائد في حزب الله» حسبما ذكرت رويترز

وأضاف مسؤولون أميركيون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن «الضربة استهدفت مسلحين أشارت تقديرات الولايات المتحدة إلى أنهم يتطلعون إلى إطلاق طائرات مسيرة ويشكلون تهديداً للقوات الأميركية وقوات التحالف».

تحالف استراتيجي

وعن تداعيات الضربة الأميركية في المنطقة يقول أحمد الياسري، الباحث السياسي المختص في شؤون الشرق الأوسط «هناك تغير حقيقي واستراتيجي في قواعد سايكس بيكو، وفي ظل هذه الظروف تحتاج أغلب الدول أن تكون متفوقة حتى تضمن أمنها القومي» ويوضح «بسبب ذلك لجاءت بعض الدول إلى تحالفات، وأن الأمر ليس مقتصر على العراق، ولكن أي منطقة بها مشاكل سياسية وأمنية تذهب إلى الاصطفاف الاستراتيجي».

قبل نحو مائة عام، وقعت القوتان الاستعماريتان الرئيسيتان بريطانيا وفرنسا اتفاقية سرية عرفت لاحقا باسم (سايكس- بيكو) تم بموجبها اقتسام ارث الدولة العثمانية في الشرق الاوسط بعد الحاق الهزيمة بها في الحرب العالمية الاولى.

توحيد المسارات

وعن ربط الهجمات ببعضها البعض يعتقد الياسري في تصريح تليفزيوني أن «هناك ارتباط بين الهجمات الأخيرة» ويشير إلى أن «إيران أدعت موضوع توحيد الساحات للضغط على أميركا واسرائيل في آن واحد، ولكن إيران ارتكبت خطا استراتيجيا، أدى إلى هجوم أميركا وإسرائيل منفردة اتجاه أي طرف تدعمه إيران وذلك بالتبعية يؤدي الي قيام فصائل أخرى والاصطدام».

ويوضح الياسري أن «محور توحيد السياسات نتائجه باتت بأثر عكسي، لأنه أعطى إسرائيل الحُجة أن تضرب في كل الجهات، فنجدها تضرب ميناء الحديبة في اليمن، وتستهدف الضاحية الجنوبية وتغتال فؤاد شكر، وتضرب الضاحية الجنوبية في دمشق بمنطقة السيدة زينب، ثم تذهب إلى العمق في ايران وتستهدف هنية، وشمالا في جرف الصخر بالعراق، كل ذلك في توقيت واحد»، ويؤكد « لا نستطيع أن نفصل بين الساحات في هذه المعركة»

ويضيف «العراق على مستوى الأمن القومي، ليس له أمن خاص به، ولكنه أصبح جزء من محور توحيد الساحات التي طرح إيرانيا ولذا صعب أن تقوم الحكومة العراقية بهذه المهمة منفردة».

وفي وقت سابق، نفذت مُسيرة إسرائيلية غارة على الضاحية الجنوبية، في العاصمة اللبنانية بيروت، واستهدفت فؤاد شكر الله، المساعد الأقرب للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي أكد حزب الله مقتله، وقالت إسرائيل «إنها قتلت شكر، وحملته مسؤولية الهجوم الصاروخي على مجدل شمس في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 12 شخصا».

وبعد اثنتي عشرة ساعة من الغارة، نفذت إسرائيل عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران، التي كان يزورها لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

أقرأ المزيد

خيارات الخلافة.. من هم أبرز المرشحين لقيادة حماس بعد اغتيال هنية؟

هل أمر خامنئي بضرب إسرائيل مباشرة؟

مخاوف اتساع صراعات الشرق الأوسط ترفع أسعار النفط

أهم الأخبار