تقرير غربي: مخاوف أمنية أجبرت السعودية وتركيا على التطبيع

تقرير غربي: مخاوف أمنية أجبرت السعودية وتركيا على التطبيع
أردوغان والملك سلمان
القاهرة: خليجيون

كشفت دراسة أميركية عن مخاوف أمنية دفعت إلى نمو حالة تطبيع العلاقات بين السعودية وتركيا عبر زيادة التعاون السياسي والدفاعي بين البلدين خاصة بعد الزيارات التي أجراها بها كبار المسؤولين السعوديين، والتي مهدت الطريق لتوقيع اتفاقيات التعاون الرئيسية.

وذكرت الدراسة الصادرة عن معهد دول الخليج العربية في واشنطن، أن البلدان لديهما مخاوفة مشتركة بشأن خطر نشوب صراع شامل بين الاحتلال الإسرائيلي والجماعات المتحالفة مع إيران في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة حزب الله في لبنان.

تحديد المواقع وسط النظام الجيوسياسي المتطور

ويقول المحلل السعودي البارز عزيز الغشيان إنه «وسط المخاوف بشأن هذه الديناميكيات والتصورات الجيوسياسية المتطورة، فإن التقارب التركي مع المملكة العربية السعودية يتقدم مع سعي القوتين المتوسطتين إلى تنويع شراكاتهما في المنطقة».

و استجابت تركيا والمملكة العربية السعودية لهذه التغييرات بطرق مختلفة، بما في ذلك من خلال تبني وضع القوة المتوسطة والسعي لتعزيز نفوذهما العالمي، إذ وقد خلص صناع السياسات والمحللون في كلا البلدين إلى أن تطلعات القوة المتوسطة في الدولتين يمكن تحقيقها بشكل أفضل، بشكل عام، من خلال دعم جهود بعضهما البعض بدلاً من السعي إلى تقويضها، حسب معهد دول الخليج في واشنطن.

كما عدت الدراسة هذا الأمر تحولا كبيرا في العلاقات التركية السعودية، التي كانت متوترة للغاية منذ ما يقرب من عقد من الزمن بسبب وجهات النظر المتباينة بين البلدين خلال انتفاضات الربيع العربي، وهي وجهات نظر متشددة على كل جانب بسبب التثبيتات الأيديولوجية التي استغرقت عقدا من الزمن حتى أصبحت معتدلة.

ورأى المعهد الأميركي أنه رغم أن تركيا منافس إقليمي كبير للمملكة العربية السعودية، إلا أنها كانت تعتبر شريكًا من قبل صناع السياسة السعوديين في حقبة ما قبل الربيع العربي، إذ وتعززت هذه التصورات من خلال التواصل المبكر مع دول الخليج العربية بعد أن أصبح أردوغان رئيساً للوزراء في عام 2003.

ونوه المركز إلى أن التحسن في العلاقات بين البلدين استمر في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وفي عام 2008، كانت تركيا أول دولة غير خليجية يتم تصنيفها كحليف استراتيجي لمجلس التعاون الخليجي، ومع ظهور حل العلا للنزاع الذي قادته السعودية مع قطر في عام 2021 في مرآة الرؤية الخلفية، فإن الديناميكيات المتطورة في المنطقة تقود المملكة العربية السعودية مرة أخرى إلى اعتبار تركيا شريكًا أمنيًا حيويًا.

اتفاقيات التعاون

واعتبرت الدراسة الأميركية أن التحولات دفعت في تصور التهديد والتوجه الأمني المملكة العربية السعودية وتركيا إلى تعزيز علاقاتهما السياسية والاقتصادية من خلال التعاون الأمني والدفاعي، فرغم أن المملكة العربية السعودية لا تزال تعتمد إلى حد كبير على الأسلحة الغربية، فإنها سعت مؤخرا أيضا إلى الاستفادة من الخبرة والقوة العسكرية التركية ــ وهو ما يؤكده نجاح الطائرات بدون طيار التركية الصنع التي استخدمت في الصراعات الأخيرة.

وسلط المركز الضوء على أخر مستجدات توطيد العلاقات بين البلدين، ففي يوليو 2023، وافقت المملكة العربية السعودية على شراء طائرات تركية بدون طيار من شركة بايكار في أكبر عقد دفاعي في تاريخ تركيا.

كما وقعت أنقرة والرياض خلال زيارة وزير الخارجية بروتوكولا معدلا لمحضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي الذي انطلق عام 2016 بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين.

المبادرات الإقليمية

وأشار تقرير معهد دول الخليج في واشنطن، أن تركيا حولت تركيزها مؤخرًا إلى استعادة العلاقات مع سوريا. وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إنه واثق من أن المملكة ستلعب دورًا بناء في تلك العملية.

اقرأ المزيد

الكويت تخفض الرحلات الجوية إلى بيروت

اجتماع سري في إيران للرد على اغتيال هنية.. ما التفاصيل؟

الكويت تستذكر «الخميس الأسود».. أبرز المحطات

أهم الأخبار