جدل حول تعامل «بي بي سي» مع فضيحة جنسية لمذيع سابق
انخرطت هيئة الإذاعة العامة البريطانية في جدل مرتبط بمقدّم البرامج السابق هيو إدواردز الذي اعترف خلال هذا الأسبوع باستحصاله على صور أطفال تنطوي على طابع جنسي، إذ فتمحورت بعض التساؤلات مثلاً حول سبب تحرّكها البطيء أو الدافع وراء زيادة راتبه.
بعد عام من فصله عن العمل إثر فضيحة كشفت عنها صحيفة «ذي صن» الشعبية بأن إدواردز دفع مبالغ مالية لقاصر مقابل الحصول على صور إباحية، طالت فضيحة جديدة الصحافي البالغ 62 عاماً لكنّها وصلت هذه المرة إلى أروقة المحاكم، حسب وكالة أنباء فرانس برس.
والأربعاء، اعترف المذيع السابق لنشرات أخبار الساعة العاشرة مساءً والذي عُرف بتغطيته أهم الأحداث في المملكة المتحدة منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي، بالذنب في الاستحصال على «صور غير لائقة لقصّر».
41 صورة
وتتم محاكمته بسبب 41 صورة، بعضها لطفل يتراوح عمره بين 7 و9 سنوات، وصلته عبر «واتساب» بين ديسمبر 2020 وأغسطس 2021 من أليكس وليام، وهو رجل يبلغ 25 عاما حُكم عليه في مارس بالسجن مع وقف التنفيذ بتهمة حيازة صور إباحية للأطفال.
وقال رئيس الوزراء كير ستارمر إنه يشعر بـ«الصدمة» من القضية التي تتعلق بأحد أشهر مذيعي «بي بي سي» والصحافي الأعلى أجرا بين إعلامييها، إذ بلغ راتبه السنوي في 2022-2023 أكثر من 435 ألف إسترليني (نحو 546 ألف دولار).
ويتضمّن هذا الراتب زيادة قدرها 40 ألف جنيه إسترليني على أجر العام السابق، استفاد بشكل كبير منها بينما كان متوقفاً عن العمل، حتى استقالته في أبريل.
وفي ظل هذا الجدل، استجوبت وزيرة الثقافة ليزا ناندي الخميس المدير العام للهيئة تيم ديفي بشأن تعامل «بي بي سي"» مع الفضيحة واستخدامها أموالا عامة لدفع راتب إدواردز.
وإلى جانب المسألة المالية، أبدت ناندي «مخاوفها» بشأن التحقيق الداخلي الذي فُتح بعد الفضيحة التي تكشفت خلال الصيف الفائت، بحسب مكتبها.
وشددت الوزيرة على ضرورة الحفاظ على «ثقة» البريطانيين في هذه المؤسسة البريطانية.
فضائح جنسية
ولا تزال «بي بي سي» متأثرة بسبب عدد من الفضائح الجنسية طالت عاملين يها، أبرزها فضيحة المذيع جيمي سافيل التي خرجت إلى دائرة الضوء عام 2012 بعد سنة من وفاته، وتبيّن أنه مسؤول عن جرائم اغتصاب واعتداءات جنسية كثيرة على قصَّر على مدى عقود.
وواجهت «بي بي سي» خلال السنوات الأخيرة انتقادات شديدة مرتبطة بنزاهتها، خصوصاً في فترة بريكست، فيما شهدت انخفاضاً في نسبة متابعتها عبر المنصات الرقمية، في ظل ضغوط مالية.
سرية
وفي مقابلة مع «بي بي سي» الخميس، قال مديرها العام تيم ديفي إن قرار زيادة راتب إدواردز الذي أعلن للبريطانيين وفاة الملكة إليزابيث الثانية في الثامن من سبتمبر 2022، اتُخذ في فبراير 2023، قبل الكشف عن أولى الاتهامات، وفي ظل ارتفاع معدلات التضخم.
وأكّد أن «بي بي سي» ستدرس مختلف الاحتمالات لمحاولة استرداد قسم من الأموال المدفوعة لإدواردز الذي أعلنت المجموعة الإعلامية استقالته «نزولاً عند نصيحة أطبائه».
وتتعرض المؤسسة لانتقادات لأنها أُبلغت منذ نوفمبر الفائت بأنّ المذيع مُتّهم بحيازة صور إباحية للأطفال، ولم تطرده.
وعبّرت إدارة «بي بي سي» عن «صدمة» بعد الكشف عن الاتهامات الجديدة التي اعترف إدواردز بذنبه فيها الأربعاء، وأكدت أنها كانت لتصرفه لو كان ضمن طاقم عملها وقت توجيه الاتهام إليه في يونيو.
اقرأ المزيد
ملتقى عماني يطرح فرص استثمارية أمام العرب