قبل رد طهران المنتظر.. أبرز المعلومات عن الحرس الثوري الإيراني
من المرجح أن يلعب الحرس الثوري الإيراني دورا محوريا في رد البلاد على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في طهران الأسبوع الماضي. حسبما ذكرت رويترز
وفيما يلي بعض الأسئلة والأجوبة عن الحرس الثوري، القوة العسكرية المهيمنة في إيران، بقواته البرية والبحرية والجوية وجناحه الاستخباراتي.
ما هو الحرس الثوري الإيراني؟
تشكل الحرس الثوري عقب قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 لحماية النظام الديني الشيعي الحاكم وتوفير قوة موازية للقوات المسلحة التقليدية.
ويتبع الحرس الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وله نحو 125 ألف مقاتل في وحدات برية وبحرية وجوية. ويقود الحرس أيضا ميليشيا (الباسيج) وهي قوة من المتطوعين موالية للمؤسسة الدينية وتُستخدم في كثير من الأحيان لقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
البداية والدستور الإيراني
الحرس الثوري الإيراني، أحد أبرز مؤسسات جمهورية إيران الإسلامية، يعرف باللغة الفارسية باسم (سباه باسدران إنقلابي إسلامي)، أو (فيلق الحرس الثوري الإسلامي). تأسس بأمر من مرشد الثورة الإيرانية روح الله الخميني "لحراسة الثورة".
للحرس الثوري نفوذ سياسي وامتدادات وحضور في قطاعات عديدة بالبلاد، منها الأمنية والاستخباراتية والصناعية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وتحدد المادة 150 من الدستور الإيراني لعام 1979 (المعدل عام 1989) دور الحرس الثوري، وجاء فيها «تبقى قوات حرس الثورة الإسلامية، التي تأسست في الأيام الأولى لانتصار هذه الثورة، راسخة ثابتة من أجل أداء دورها في حراسة الثورة ومكاسبها، ويحدد القانون وظائف هذه القوات ونطاق مسؤوليتها بالمقارنة مع وظائف ومسؤوليات القوات المسلحة الأخرى، مع التأكيد على التعاون والتنسيق الأخوي فيما بينها».
لا يعد تنظيميا جزءا من القوات المسلحة الإيرانية، وله قيادة مستقلة، ويتلقى أوامره من المرشد الأعلى للجمهورية، ويقدم له تقاريره مباشرة ودون وسيط.
كيانات الحرس الثوري
ويتحكم الحرس الثوري في كيانين: الأول قوات شبه عسكرية تسمى (البسيج) تتكون من 90 ألف عنصر على الأقل من الرجال والنساء المتطوعين، ومن ضمنهم طلاب في الجامعة.
ويتولى البسيج «مهام التصدي للأنشطة التي توصف بالمناهضة للنظام بالداخل، كما يقوم بمهام اجتماعية ثقافية ذات بعد ديني تعبوي لتعزيز الانتماء للنظام وقيادته، بالإضافة إلى مهام أمنية تتعلق بشرطة الأخلاق ومكافحة الشغب والمظاهرات».
والكيان الثاني: (فيلق القدس)، الذي قدرت تقارير إعلامية «عدد أعضائه بـ15 ألف مقاتل، وينفذ عملياته خارج الحدود الإقليمية لإيران، ومنها تلك التي أشرف عليها اللواء قاسم سليماني لدعم الرئيس السوري بشار الأسد وقواته ضد فصائل الثورة السورية التي اندلعت عام 2011 في إطار موجة ما عرف بـ(الربيع العربي)»، وكذا «مساندة الحرس الثوري لقوات الأمن العراقية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية».
ويضم الحرس الثوري أيضا «جهازين آخرين يعملان تحت إشراف المرشد الأعلى للنظام مباشرة ويرفعان له التقارير، وهما ممثلية الولي الفقيه، والمكتب العام لصيانة المعلومات للحرس الثوري (جهاز الاستخبارات العسكرية للحرس الثوري)».
ويتشكل الهرم التنظيم للحرس الثوري من «القائد الأعلى الذي يعينه الولي الفقيه ومرشد الثورة، ونائب القائد الأعلى، ورئيس الأركان الذي ينظم العلاقات بين القوى الخمس للحرس الثوري (القوة البرية لجيش حراس الثورة الإسلامية، والقوة الجوية والقوة البحرية وقوات المقاومة (البسيج) و(فيلق القدس)».
عدد مقاتلين الحرس الثوري
قدَّر المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن عدد أعضاء الحرس الثوري الإيراني بـ350 ألف عنصر، لكن معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن ذهب إلى أنهم لا يتجاوزون 120 ألفا.
وتذهب تقارير إعلامية إلى أن الحرس الثوري يتكون من قرابة 125 ألف مقاتل بين قوات برية وجوية وبحرية.
العمليات والحروب العسكرية
شارك الحرس الثوري في عدد من الحروب والعمليات العسكرية، منها دوره الرئيسي في الحرب ضد العراق بين 1980 و1988، ومشاركته في حرب لبنان عام 2006 إلى جانب مقاتلي حزب الله، وفي سورية تدخل لدعم نظام بشار الأسد بعد ثورة الربيع العربي بعد عام 2011. حسبما ذكر موقع الجزيرة
وأكدت تقارير إعلامية مشاركته إلى «جانب قوات حزب الله في الاستيلاء على مدينة القصير بسوريا في يونيو 2013، وزيادة حضوره بشكل قوي عام 2014 بقيادة قائده السابق قاسم سليماني، الذي قتل في قصف أميركي على مطاار بغداد بداية يناير 2020».
كما شارك في «الحرب بالعراق خاصة بعد عام 2014 لدعم قوات الحشد الشعبي (ميليشيات شيعية متحالفة مع الحكومة العراقية) ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقصف القنصلية الأميركية في أربيل بإقليم كردستان (شمالي العراق) يوم 20 مارس 2022 ردا على مقتل العقيد إحسان كربلائي بور والعقيد مرتضى سعيد نجاد بغارة إسرائيلية على دمشق».
خسر مئات من قواته «في جميع الأصناف والرتب العسكرية في لبنان وسوريا والعراق»، وأبرز خسائره «اغتيال سليماني كما سبق الذكر، ومقتل شعبان ناصري -أحد كبار قادته- قرب الموصل بالعراق في مايو 2017، والقيادي فيه اللواء رضي موسوي، الذي اغتالته إسرائيل في سوريا يوم 25 ديسمبر 2023». كما سقط اثنان من «مستشاريه في ضربة إسرائيلية في محيط العاصمة السورية دمشق في أبريل 2023، وهما محمد علي عطايي شورجه، وبناه تقي زاده».
وصم بالإرهاب
فرضت الولايات المتحدة عددا من «العقوبات على الحرس الثوري، بعضها طالب بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 13 أكتوبر 2017، وهي عقوبات مالية بسبب (الارتباط بالإرهاب).
وسعى مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة الأميركية إلى «تطبيق قرار العقوبات لعرقلة الشبكات المالية للحرس الثوري، وذلك بمنع الكيانات التجارية الأميركية من إقامة أي علاقة معه، وعرقلة وصوله إلى النظام المصرفي الأميركي».
أقرأ المزيد
تقرير غربي يتوقع تباطؤ التضخم في مصر