خليجيون| ما مستقبل وساطة مصر وقطر مع يحيى السنوار؟
وصف محللون سياسيون تبعات اختيار يحيي السنوار خلفا لإسماعيل هنية في قيادة حركة حماس بـ «الرسالة الموجهة» واعتبروا أن الوساطة التي تقودها مصر وقطر قد تأخذ منحنى أخر وصفه البعض بـ«البطئ».
وفي خطوة مفاجئة، أعلنت حركة حماس، تعيين قائدها في قطاع غزة يحيى السنوار رئيساً جديداً لمكتبها السياسي، خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل قبل أسبوع في العاصمة الإيرانية طهران، في الوقت الذي اعتادت فيه الحركة أن يكون رئيس مكتبها السياسي خارج غزة، لما يتطلبه ذلك الدور من مهام.
اختيار يحيي السنوار خليفة لإسماعيل هنية يَحمل وجهين، هذا ما يعتقده عصمت منصور، الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي والأسير المحرر ويقول أن «قد يعيق المفاوضات لأنه رَجُل مطلوب على قوائم الإنتربول وقائمة أميركا السوداء، وسيكون هدفا إسرائيليل في أية ومن ثم فإن التواصل معه أمر بالغ الصعب التواصل معه صعب للغاية، إضافة إلى أن مواقفه توصف من قبل إسرائيل بالمتشددة» ويقول «على وجه التحديد نحن لا نعرف ما هي مواقفه المقصودة».
والسنوار أحد أكثرقادة المقاومة المطلوبين لدى الإحتلال الإسرائيلي. وهددت إسرائيل بـ(اصطياده)، محمّلة إياه مسؤولية طوفان الأقصى، كما أنه من أعضاء حركة حماس الأوائل، وقد أسهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصاراً بـ (مجد).
وجوه السنوار الأخرى
ويتابع منصور في تصريح إلى «خليجيون» «الوجه الثاني قد يكون العكس، هو رَجُل صاحب قرار، عنده الأسرى الإسرائيليين بيده، والجميع أعطاه كافة الصلاحيات والمفاوضات وبالتالي سهل تُعقد معه صفقة خاصةً إنه يُعرف عنه إنه يلتزم بكلمته وينفذها مهما كانت» ويؤكد «إذا أقبلت إسرائيل على صفقة ستجد في السنوار شريكا قويا».
وفي أول رد فعل إسرائيلي، دعا وزير خارجية الإحتلال الاسرائيلي، يسرائيل كاتس، مساء الثلاثاء إلى «تصفية سريعة» ليحيى السنوار، بعد تعيينه رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس. وكتب كاتس على منصة «إكس» أن تعيين «السنوار على رأس حماس خلفاً لإسماعيل هنية، هو سبب إضافي لتصفيته سريعاً ومحو هذه المنظمة من الخارطة». حسبما نقل موقع العربية
صيغة المفاوضات بالوضع الحالي دائرة لا تنتهي بين نتنياهو وبايدن والأطراف المشاركة في المباحثات، وأثبتت إنها صيغة عقيمة.. هذا ما وصفه الباحث الفلسطيني بشأن عملية المفاوضات ويقول «قد ينتج عن اختيار السنوار شكل أخر من المفاوضات عكس ما جرى من قبل» ويؤكد مرة أخرى أن «اختيار السنوار قد يكون به خدمة لصالح مباحثات وقف إطلاق النار، وقد يكون مُعطل لها» ويشترط «جدية الوضع فيما يتعلق بالصفقة من طرف رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي».
السنوار وإيران
وعن تأثير صعود السنوار على العلاقات بين إيران وحماس يعتقد مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن «العلاقة بين السنوار وإيران ليست واضحة ولكن هناك نقطة مشتركة» ويستكمل موضحًا «إيران تعترض على أي تسوية سلمية وهذا هو ما يتبناه السنوار أيضًا في الوقت الحالي، ليس استجابة لضغوط إيرانية ولكن ليس هناك بديلًا أخر بالنسبة لهم سوى استمرار النضال».
ويوصف السنوار بأنه «الرجل صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية»، بحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية.
وبشأن استمرار الواسطة المصرية القطرية، يعتقد الباحث السياسي في تصريح إلى «خليجيون» أنها «ستمضي على وتيرة أبطأ مما كانت عليه، بسبب صعوبة التواصل مع السنوار المختبئ في غزة، علاوة على التصعيد الأخير واغتيال إسماعيل هنية ومن قبله القيادي فؤاد شكر».
التواصل والتسوية السلمية
التصعيد العسكري بين أطراف القضية قد يأخذ منحنى أخر يؤدي إلى توسيع رقعة الحرب هذا ما اعتبره الباحث السياسي المصري ويوضح «رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي يخطط للحرب مع إيران مما يؤدي بالتبعية إلى دخول الولايات المتحدة الأميركية في الصراع ويتم أثناءها تدمير البرنامج النووي الإيراني بحسب ما يعتقدوا» ويضيف «نتنياهو أيضا ليس مهتما بالتسوية السلمية حتى إنه اشترط على الأميركان في حالة الهدنة إن يتم مواصلة الحرب وبالتبعية أي فلسطيني لن يقبل هذا الاختيار».
ويتابع أستاذ العلوم السياسية «بالتالي اختيار السنوار منطقي للغاية في ظل هذا الأوضاع، الإسرائيلين لا يريدون السلام وبالتالي ليس أمام الفلسطينيين سوى استمرار النضال العسكري».
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تعيين السنوار «مفاجئ ورسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى».
رسائل اختيار السنوار
وعن تواصل قيادات حماس بالخارج مع السنوار داخل غزة يقول عمار علي حسن، أستاذ العلوم السياسية، أن «هناك طرق كثيرة تمكن قيادات حماس من التواصل، وذلك تم لمسه في مواقف عديدة» ويقول «في النهاية هنية لم يكن يتفاوض بنفسه، وكان هناك وفد من حماس منوط به التفاوض ويتنقل ما بين الدوحة والقاهرة وأنقرة، ويعود في النهاية إلى هنية».
وعن أطراف المفاوضات يقول في تصريح إلى «خليجيون» إن «قادة حماس المتواجدين بالخارج والمعروفين إعلاميا، والذين كانوا يحضرون المفاوضات مع إسماعيل هنية أو باوأمر منه سيواصلون أدوارهم السابقة». ويعتقد أنه «قد يكون الوفد المفاوض ليس في حاجة إلى العودة للسنوار خاصة أن هناك قائد آخر وهو خالد مشعل وهناك تقدير موقف لما يجرى في الأقليم وعلى المستوى الدولي».
ويحمل اختيار السنوار، وفق عمار علي حسن، رسالة خاصة إلى الإحتلال الإسرائيلي، الذي كان يلعب طوال الفترة السابقة على شق الصف بين الجناحين السياسي والعسكري في الحركة، لا سيما بعد أن قيل في بداية الحرب أن قرار (طوفان الأقصى) انفرد به السنوار، باعتباره رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، مع القادة العسكريين».
ويوضح «طوال جولات التفاوض، كان المفاوض الإسرائيلي يريد لمفاوضي حماس، من السياسيين، أن يبرموا اتفاقا لا يأخذ في الاعتبار بالضرورة رؤية وموقف ومصلحة المقاتلين في داخل غزة».
ردود فعل متباينة
وفي السياق ذاته، أثار اختيار السنوار ردود فعل متباينة، واعتبر سياسييون ومحللون عرب أن الاختيار سيكون بداية لمرحلة جديدة من المقاومة الفلسطينية.
«من يحمي زعيم حماس.. غير المقاتل من القتل؟!» هكذا تسائل حافظ المرازي، إعلامي مصري، عبر بوست على «فيس بوك» وأعتبر أن «قرار حماس يبدو وكأنه اتُخذ في حالة غضب وانفعال» وتابع «مفهوم لكنه لايعكس طبيعة دور (رئيس المكتب السياسي) باعتباره الوجه السياسي الدولي للحركة، الذي يتفاوض ويخطب ويدخل في ائتلافات وليس مقاتلا في الداخل يحتمي بالسرية والأنفاق، بدل العلانية والمحافل الدولية. وهو اختيار يعني تبرير الإقصاء وعدم الثقة في وجود مفاوضات اليوم التالي اي ما بعد الحرب»
ويستكمل الميرازي «مشكلة حماس التي تبرر اختيار السنوار، أنه لا توجد عاصمة عربية او إسلامية لديها استعداد الآن لتحمل المسئولية السياسية عن استضافة زعيم حماس أو قادرة أمنيا على حمايته. وإلا لكان اختيار أبي الوليد، خالد مشعل، هو الاختيار المنطقي!».
وتساءل أيضا الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية عبر «فيسبوك» عن «رئاسة حركة حماس في الداخل وفي الأقاليم؟ وهل تمت تغييرات في المكاتب الخارجية خاصة في الضفة الغربية؟» واستكمل متعجبا «محمد السنوار وليس يحي السنوار هو من يدير الجناح العسكري بالفعل في الداخل والمطلوب رقم ١ لدي مجمع الاستخبارات العام موساد لي».
وتابع فهمي «صقور حركة حماس من الجناح العسكري وهم مجموعة صغيرة جدا، فرضوا اسم يحي السنوار ولا دور لقيادات المكتب السياسي في الخارج في اختياره والاغلب هم من سيمنحوا الثقة لمستر x».