«خليجيون» تستكشف ملامح دور إيران في اختيار يحيى السنوار لقيادة حماس
توقعت مصادر فلسطينية ومحللون، زخما مستقبليا في العلاقات بين طهران وحركة المقاومة الإسلامية حماس ستكون أكثر متانة بعد قرار اختيار يحيي السنوار، العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى، رئيسا للمكتب السياسي للحركة، كاشفة النقاب عن أن علاقات السنوار مع الجمهورية الإسلامية رجحت كفة اختياره زعيما للحركة.
ورحبت طهران في وقت سابق بقرار تعيين السنوار خليفة لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في عملية ليست بعيدة عن أصابع الموساد، إذ اعتبر قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، أن «اختيار السنوار يعني أن الكيان الصهيوني لا ينبغي أن يكون لديه أي أمل في مستقبله، وإن القرار يوضح الطريقة التي تريدها حماس لمواصلة المعركة».
ويكشف مصدر مقرب من حماس تحفظ على ذكر اسمه في تصريح إلى «خليجيون» «أن إيران رجحت كفة السنوار في مشاورات الحركة بسبب علاقاته الوثيقة بالأجهزة الأمنية والعسكرية في طهران».
في المقابل، يبدي الاحتلال الإسرائيلي قلقا من قيادة السنوار لاحركة، إذ زعم وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس إن «تعيين السنوار زعيما لحماس هو سبب آخر للقضاء عليه ومحو ذكر هذه المنظمة من على وجه الأرض».
ويشير المصدر الفلسطيني إلى «خلاف حدث داخل الحركة بشأن اختيار رئيس المكتب السياسي ولكن جرى التوافق على اختيار يحيى السنوار» وينوه إلى «أن التوافق حدث لأن اختيار السنوار تحديدا يسهم في قرب حماس من حلفاء إيران بالمنطقة، وبالتالي مزيد من الدعم للحركة سياسيًا، وعلى الجانب الأخر يسهم في تنفيذ الأجندة الإيرانية بشكل غير مباشر».
وفي 2017 دأب يحيى السنوار على الإدلاء بتصريحات لافتة عن علاقة الحركة بإيران، والدعم الذي تقدمه للمقاومة الفلسطينية، ففي حوار أدلى به إلى قناة «الميادين» الفضائية يوم 21 مايو من العام نفسه، وأكد «قوة العلاقة مع قيادة الحرس الثوري الإيراني وقاسم سليماني»، وشدد على أن «إيران لم تقصر في دعم الحركة بكل أشكال الدعم منذ العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014».
نقاط مشتركة بين السنوار وإيران
وفي السياق ذاته، يعتقد الباحث السياسي المصري، الدكتور مصطفى كامل السيد أن هناك نقطة محورية مشتركة بين السنوار وإيران وهب ويقول «رفض أية تسوية سلمية».
وعرف السنوار بنشاطه الأمني والعسكري منذ النواة الأولى لحركة حماس في قطاع غزة وبدء عملها العسكري، وقضى بسبب نشاطه 24 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأفرج عنه في صفقة الأحرار عام 2011، وكان محكوما عليه بأربعة مؤبدات. وقبل أن ينتخب رئيسا للحركة في غزة كان على رأس هرم قيادة كتائب القسام، وممثلها في المكتب السياسي لحماس.
اتفقا على الحلول غير سلمية
ويرى الباحث السياسي المصري في تصريح إلى «خليجيون»أن «طهران وحماس اتفقا على الحلول غير سلمية وهذا يأخذ المفاوضات والأوضاع الأقليمية إلى مسار أخر غير المسار الذي كان يسعى فيه إسماعيل هنية قبل اغتياله».
ومن التصريحات التي أكدت توافق السنوار مع إيران، ما جاء في حديث صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس لقناة (القدس) الفضائية في ديسمبر2017، ونقلته رويترز تأكيد السنوار على «الدعم الإيراني لكتائب القسام وفصائل المقاومة الأخرى لم يتوقف حتى في فترة انقطاع العلاقة السياسية بين حماس وإيران». كما أكد العاروري الذي يمثل موقف الحركة الرسمي، أنه «بينما تدعم دول عربية إسرائيل وتتآمر معها ليل نهار، تقدم إيران الدعم لمواجهة الكيان الإسرائيلي، وتواجهه معنا ومع حزب الله».
ويعتقد مصطفى كامل السيد أن «كل محاولات إسرائيل في المنطقة هدفها الدخول في حرب مع إيران وذلك بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، وأن الهدف الرئيسي هو تدمير البرنامج النووي الإيراني» ويوضح «وجود السنوار الذي نفذ هجوم أكتوبر داخل فلسطين يتماشى مع الأهداف الإيرانية حتى إذ كان السنوار نفسه لا يركز على نفس الأهداف في الوقت الحالي».
توطيد العلاقة مع حلفاء المنطقة
ويعتقد محمد سعيد الرز، الخبير الاستراتيجي اللبناني والمتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي أن «إيران تسعى إلى توطيد علاقاتها مع حلفائها بالمنطقة وأن اختيار السنوار يسهم في تنفيذ أجندتها السياسية والعسكرية» ويقول «هدف محور الممانعة الرد على اغتيال هنية في طهران، والعودة إلى توازن الردع مع الكيان الإسرائيلي بعدما تخلخل بعمليات الاغتيال وتجاوز الخطوط الحمراء وذلك لتجميع أوراق قوة تسمح بدخول متعادل إلى أي تسوية».
وعقب اختيار العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى رئيسا للحركة، اعتبر حزب الله، إن «قيادة السنوار الموجود في الخنادق الأمامية للمقاومة هو تأكيد أنّ الأهداف التي يتوخّاها العدو من قتل القادة والمسؤولين أخفقت في تحقيق مبتغاها».
ويعتبر المحلل اللبناني في تصريح إلى«خليجيون» أن «ورقة الاغتيالات السياسية التي لعب بها الإحتلال الإسرائيلي كان هدفها الإطاحة بقواعد الاشتباك مع لبنان، محاولة تثبيت إسرائيل كرأس حربة في التصدي لإيران وحلفائها في المنطقة وبالتبعية فتح باب التفاوض حسبما أعلن مكتب نتنياهو أنه يرد السعي نحو التسوية وبيده انجاز الاغتيال كورقة قوة» بحسب وصفه.
ويرى سعيد الرز، أن «التصعيدات في المنطقة ذاهبة إلى تطورات عسكرية من نوع آخر خاصة وأن بوارج اميركية اقتربت من سواحل فلسطين المحتلة واستنفرت وزارة الدفاع الأميركية قواتها في المنطقة»، وينوه إلى أن «روسيا زودت إيران باسلحة وصواريخ متطورة وهدد رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ اون بالتصدي لأي اعتداء يطال إيران».
أقرأ المزيد
ما ملابسات صدور الأمر الملكي بشأن الأسرة الحاكمة السعودية؟