3 مرشحين لرئاسة تونس بينهم قيس سعيد.. من هم أبرز المستبعدين؟
أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس قبول ثلاثة مرشحين أوليا من بينهم الرئيس قيس سعيّد الذي يحتكر السلطات في البلاد منذ 2021 ويسعى الى الفوز بولاية ثانية وسط انتقادات لكونها «محسومة» لصالحه.
وقال رئيس الهيئة فاروق بوعسكر في مؤتمر صحفي «بعد دراسة دقيقة للمطالب» تم قبول ثلاثة مرشحين من أصل 17 طلبا هم الرئيس التونسي قيس سعيّد والأمين العام ل«حركة الشعب» زهير المغزاوي والسياسي العياشي زمّال، وفق وكالة فرانس برس.
اسباب رفض ملفات المرشحين في رئاسية تونس
واضاف أن رفض بقية الملفات سببه إما نقص عدد تواقيع التزكيات وإما عدم احترامها شرط التوزيع حول الجهات، «ولم يرفض أي طلب بسبب بطاقة السجلات العدلية».
ويخول القانون الانتخابي المرشحين المستبعدين اللجوء إلى الطعون لدى المحاكم قبل اعلان القائمة النهائية مطلع سبتمبر المقبل.
عقبات الانتخابات الرئاسية في تونس
ويرى خبراء أن الطريق إلى الانتخابات الرئاسية مليء بالعقبات أمام المنافسين المحتملين للرئيس المنتخب ديموقراطيا في عام 2019 والذي تفرّد بالسلطة قبل ثلاث سنوات ويسعى لولاية ثانية.
ويشيرون إلى أن معايير قبول الترشيحات صارمة، عبر اشتراط تأمين تزكيات من عشرة برلمانيين أو 40 مسؤولا محليا منتخبا، أو 10 آلاف ناخب مع ضرورة تأمين 500 تزكية على الأقل في كل دائرة انتخابية، وهو أمر يصعب تحقيقه.
كما اشترطت الهيئة حصول المرشح على ما يعرف «بالبطاقة عدد 3» وهي وثيقة تثبت السوابق العدلية للشخص وتمنحها وزارة الداخلية. واشتكى العديد من المرشحين من عدم التمكن من الحصول عليها.
وزهير المغزاوي (59 عاما) هو الأمين العام ل«حركة الشعب» وداعم لمسار وقرارات سعيّد منذ العام 2021.
أما العياشي زمال فيترأس «حركة عازمون» وهو نائب سابق.
ومن بين المرشحين البارزين الذين تم رفض ملفاتهم من قبل الهيئة، الوزير السابق قبل ثورة 2011 المنذر الزنايدي ورئيسة «الحزب الدستوري الحرّ» المسجونة عبير موسي.
والجمعة، أعلن مرشحون انسحابهم من السباق الرئاسي قبل اعلان الهيئة بسبب عدم تمكنهم من جمع تواقيع التزكيات الضرورية وعدم حصولهم على «البطاقة عدد 3»، ومنهم الناشط السياسي والكاتب الصافي سعيد الذي قال في بيان «كدت أن أشارك في مسرحية [وان مان شو] قصيرة جدا ورديئة جدا».
وسعيّد (66 عاما) الذي انتُخب ديموقراطيًا في تشرين الأول أكتوبر 2019 بنسبة تصويت فاقت سبعين في المئة، احتكر قبل ثلاث سنوت كامل الصلاحيات الدستورية وأقر دستورا جديدا في البلاد وانتخابات تشريعية ومحلية في الفترة الممتدة بين 2022 و2024.
وبعد إقرار دستور جديد عزز فيه من صلاحياته، وانتخاب برلمان جديد بسلطات محدودة للغاية، أعلن سعيّد مؤخرًا أنه يسعى لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 6 أكتوبر.
وأكد العديد ممن أعلنوا نيتهم الترشح للانتخابات أنهم واجهوا «تضييقات» وملاحقات قضائية في حقهم.
والإثنين الماضي، أصدرت محكمة قراراً بسجن أربعة مرشحين، من بينهم رجل الأعمال والإعلام نزار الشعري، ووجهت اليهم تهماً تتعلق بتزوير تواقيع التزكيات.
تدهور الحقوق في تونس
ودانت محكمة مساء الاثنين المعارِضة عبير موسي بتهم مختلفة، من بينها التآمر على الدولة، وقضت بسجنها عامين، وذلك بموجب المرسوم الرقم 54 الخاص بمكافحة نشر الأخبار الكاذبة، بعد اتهامها بانتقاد هيئة الانتخابات.
وكانت زعيمة «الحزب الدستوري الحر» قدّمت ملف ترشحها للانتخابات الرئاسية عبر محاميها.
ويقول المحلل السياسي حاتم النفطي لفرانس برس إنها «انتخابات محسومة» قبل أن تبدأ “لأنه تم اقصاء كل المنافسين الذين لديهم حظوظ” أمام سعيّد.
وفي نهاية يوليو، وبعد زيارة استمرت أربعة أيام واجتماعات متعددة مع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني، قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار إنها «منزعجة من التدهور الشديد في الحقوق» في البلاد التي كانت مهد ما يسمى «الربيع العربي».
واضافت كالامار أنها في بداية الحملة الرئاسية، «لاحظت أن القمع الحكومي يغذي الخوف بدلاً من المناقشات الحية للمشهد السياسي التعددي»، منددة بما وصفتها «الاعتقالات التعسفية» للمعارضين، و«القيود والملاحقات القضائية» ضد بعض المرشحين وسجن الصحفيين.
ويكرر سعيّد في مناسبات مختلفة أن «الحريات مضمونة في البلاد».
ولم يتغير الوضع الاقتصادي والاجتماعي مقارنة بما كان عليه قبل وصول سعيّد للحكم، بل يرجح خبراء الاقتصاد أنه «تراجع كثيرا».
وتشهد تونس المثقلة بالديون (أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي) تباطؤاً في النمو (يتوقع أن يكون دون 2% هذا العام)، وارتفاعاً في معدلات البطالة (16%)، مما يغذي ظاهرة الهجرة غير القانونية إلى أوروبا.
وزاد قرار سعيّد إقالة رئيس الحكومة السابق أحمد الحشاني وتعيين وزير الشؤون الاجتماعية كمال المدّوري خلفا له الأربعاء، المشهد السياسي توترا وغموضا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
وكان سعيّد أعلن خوضه الانتخابات من أجل «مواصلة مسيرة النضال في معركة التحرير الوطنية» وتلبية «للواجب الوطني المقدس».
اقرأ المزيد
تنسيق هاتفي يستبق القمة الخليجية الأوروبية.. ماذا قال البديوي لبوريل؟